انخفاض قياسي لعدد الزيجات في الصين.. الأدنى منذ 36 عاما
سجلت الصين تراجعا قياسيا في عدد الزيجات حيث شهدت البلاد 7.6 مليون زيجة فقط في عام 2021، كما ارتفع متوسط سن الزواج للرجال والنساء.
ويشكل ذلك تراجعا بنسبة 6.1 بالمئة مقارنة بالعام السابق. الرقم الذي كشفت عنه وزارة الشؤون المدنية الصينية يعد الأدنى منذ 1986، عندما بدأت المؤسسة في نشر إحصاء للزيجات.
وتعيش الصين للسنة الثامنة على التوالي انخفاضا في معدلات الزواج، حسب ما أوردته وسائل الإعلام. من جهتها لفتت الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية إلى تسجيل ارتفاع متوسط عمر المتزوجين حديثًا بين عامي 1990 و2016 من 22 إلى 25 عامًا للنساء ومن 24 إلى 27 عامًا للرجال.
وأرجعت صحيفة جلوبال تايمز أسباب تراجع عدد الزيجات في الصين إلى الوضع الاقتصادي السيئ الذي أثر بشكل كبير على الأجور وسوق العمل بالإضافة لارتفاع تكاليف المعيشة.
كما ساهم اعتماد الصين لسنوات طويلة على سياسات شجعت على الحد من النمو السكاني، في انخفاض في عدد الزيجات؛ نظرا لوجود عدد أقل من الشباب في سن الزواج حاليا.
وتعدّ التطورات المجتمعية بدورها عاملا في تراجع عدد الزيجات، حيث أصبح للصينيين وخاصة الشابات منهن نظرة مختلفة للزواج مقارنة بالأجيال السابقة، بحسب موقع "يورونيوز".
وظهرت في المجتمع الصيني انتفاضة نسائية ضد التمييز الذي ساد لعقود بين النساء والرجال حول مكان العمل والأمومة والأعمال المنزلية، لذلك أصبحت بعض النساء أقل ميولا إلى فكرة الزواج.
ويضع تراجع معدلات الزواج البلاد أمام مستقبل غير آمن حيث تكافح الصين منذ سنوات من أجل رفع معدل المواليد لإنقاذ الدولة الشيوعية من أزمة ديموغرافية حقيقية.
وفي عام 2014، تقلص عدد السكان الذين هم في سن العمل في البلاد لأول مرة منذ أكثر من ثلاثة عقود. ولمعالجة المشكلة، وضعت الحكومة عام 2015 حدا لسياسة الطفل الواحد، مما سمح للأزواج بإنجاب طفليْن بدل واحد، قبل أن يرتفع العدد إلى ثلاثة أطفال في العام 2021.
السياسة الديموغرافية الجديدة التي انتهجتها الصين لم توقف الانخفاض المسجل في معدلات الزواج والولادة. وأظهرت بيانات نشرت في يناير/ كانون الثاني الماضي أن معدل المواليد في بر الصين الرئيسي انخفض إلى مستوى قياسي في عام 2021 مواصلاً اتجاهه الهابط.
ومعدل المواليد المسجل في 2021 وهو 7.52 لكل ألف شخص يعد الأدنى منذ عام 1949، عندما بدأ مكتب الإحصاءات الوطني تسجيل البيانات مما يزيد من الضغوط على المسؤولين لتشجيع السكان على الإنجاب.
الصين ليست الدولة الوحيدة التي تعاني من هذه المشكلة، حيث تشهد كل من اليابان وكوريا الجنوبية أيضًا انخفاضًا حادًا في معدلات المواليد الجدد في السنوات الأخيرة.