تفاعلي.. التزام قياسي وتخفيض طوعي ودور محوري.. الإمارات سند "أوبك+" لإنقاذ السوق
لم تدخر الإمارات جهدا لضمان نجاح اتفاق خفض إنتاج النفط العالمي إلا ونفذته، رغبة منها في الحفاظ على استقرار سوق النفط العالمي.
فعلى مدار السنوات السابقة كانت الإمارات صاحبة دور محوري لإتمام اتفاق خفض الإنتاج، مستعينة في ذلك بالتزام قياسي بما يفوق حصتها في اتفاق خفض الإنتاج، بالإضافة إلى مبادرتها إلى القيام بتخفيضات طوعية للحفاظ على استقرار أسواق النفط.
اتفاق أبريل 2020
ومنذ بداية اتفاق خفض إنتاج النفط في اجتماع وزراء النفط بمنظمة أوبك، وحلفائهم من كبار المنتجين المستقلين بقيادة روسيا، ما يعرف باسم تحالف "أوبك +"، في أبريل/نيسان 2020، ذروة تفشي فيروس كورونا عالميا، كانت الإمارات أول الموافقين على الاتفاق.
- سوق النفط تثبت صحة موقف الإمارات من اتفاق "أوبك+"
- الإمارات ومسيرة "أوبك" و"أوبك+".. رحلة التزام وعطاء
ومع بداية تنفيذ اتفاق خفض مايو/أيار 2020 بمقدار 9.7 مليون برميل يوميا حتى نهاية يوليو/تموز 2020، ثم تنفيذ تخفيف في قيود الإنتاج تدريجيا، يبلغ حاليا 5.8 مليون برميل يوميا.
وخلال اجتماعات "أوبك +" المتتالية منذ أبريل/نيسان 2020 كانت الإمارات الداعم الرئيسى لإنجاح اتفاق خفض الإنتاج سواء بنسبة التزام مرتفعة، أو بتنفيذ تخفيض طوعي يفوق حصتها ضمن الاتفاق.
%126 نسبة التزام
في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، قالت بيانات "أوبك" إن نسبة التزام الإمارات باتفاق "أوبك+" في أكتوبر/تشرين الأول 2020 بلغت 126%، حيث قلصت الإمارات إنتاجها بمقدار "153" ألف برميل يوميا حسب المصادر الثانوية المعتمدة لدى أوبك ليصل متوسط الالتزام الكلي للدولة منذ بداية الاتفاقية إلى "101%" وبذلك تصل دولة الإمارات لمستوى التزام يفوق 100% قبل انقضاء فترة التعويض المتفق عليها.
وخلال الاتفاق المبرم قبل عامين، كشفت البيانات الرسمية لمنظمة أوبك أو تحالف أوبك+، أن دولة الإمارات كانت دائماً من أكثر الأعضاء التزاماً باتفاقيات " أوبك" و"أوبك+" وخلال الاتفاقية الحالية الممتدة لسنتين تعدى التزامها 103%.
دور محوري
وخلال الاجتماع الرابع والعشرين للجنة الوزارية المشتركة لـ"أوبك+" الذي عقد افتراضيا في نوفمبر/تشرين الثاني 2020 أعرب الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز وزير الطاقة السعودي رئيس لجنة المراقبة عن امتنانه وشكره لدولة الإمارات العربية المتحدة ودورها المحوري في نجاح اتفاقية "أوبك+".
وكانت منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" قد ثمنت في وقت سابق الجهود الكبيرة التي تبذلها دولة الإمارات طيلة الفترة الماضية للمحافظة على التوافق بين أعضاء المنظمة تجاه كل القضايا المتعلقة بالسوق النفطي العالمي والدعم الذي قدمته للمحافظة على توازنه واستقراره، وعلى نحو يأخذ بعين الاعتبار مصالح المنتجين والمستهلكين.
تخفيض طوعي
لم تكتفِ الإمارات بالالتزام فقط بحصتها في اتفاق خفض الإنتاج، لكنها زادت على ذلك بالالتزم بخفض طوعي إضافي لإنتاجها من النفط بمقدار 100 ألف برميل يوميا لشهر يونيو/حزيران 2020.
وقال سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي وزير الطاقة الإماراتي، إنه بعد أن زاد سقف إنتاج دولة الإمارات من النفط عن 4 ملايين برميل يوميا في شهر أبريل/نيسان قامت الإمارات دعما لاتفاقية "أوبك بلس" بالالتزام بالحصة المقررة.
وأكد أن الالتزام بالخفض الطوعي يأتي دعما لاستقرار سوق النفط العالمي.
دعم تاريخي
وفي أكتوبر تشرين الأول 2020، أشادت منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" بالدور الإيجابي الذي لعبته الإمارات داخل المنظمة خلال السنوات الماضية، مؤكدة أنها كسبت احترام الجميع نظرا للدور الذي تقوم به في بناء جسور التفاهم وسيط يسعى لإيجاد توافق بين أعضاء المنظمة حيال كل القضايا المتعلقة بالسوق النفطي العالمي.
وقالت المنظمة في تقرير خاص أصدرته بمناسبة مرور 60 عاما على تأسيسها إن الإمارات قدمت دعما تاريخيا للمنظمة خلال عام 2020، من خلال الاستجابة القوية التي أظهرتها في دعم السوق النفطي في مواجهة التحديات التي فرضتها جائحة كوفيد 19، مشيرة إلى أن هذا الدعم ساهم بالإضافة إلى جهود الدول الأخرى الأعضاء في المنظمة في ضبط حجم الإنتاج في السوق.
وأشارت إلى أن الإمارات حازت سمعة طبية كونها مُبتكرة في تطوير مواردها النفطية، وذلك بالإضافة إلى كونها من أكثر الدول التي تستثمر في التكنولوجيا لتنويع مصادر طاقتها المستقبلية، فضلا عن دورها في دعم الجهود العالمية الرامية لمعالجة تحدي التغير المناخي والمحافظة على البيئة.
قيادة المنظمة
وثمنت "أوبك" الدور المتميز الذي قام به سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي وزير الطاقة والبنية التحتية بدولة الإمارات خلال توليه رئاسة منظمة "أوبك"، مؤكدة أن المزروعي قاد المنظمة ببراعة ومهارة وحنكة وكان شخصية محورية في المنظمة طيلة السنوات الماضية، الأمر الذي انعكس بنتائجه الإيجابية على المنظمة والسوق النفطي العالمي بشكل عام.
وأشارت إلى الدور الكبير الذي لعبه المزروعي في اتفاقيات خفض الإنتاج التي جرى الاتفاق عليها بين الأعضاء في المنظمة من جهة وكبار المنتجين المستقلين من جهة أخرى خلال الفترة الماضية، والتي أسهمت في ضبط التوزان في السوق النفطي.
يشار إلى أن دولة الإمارات انضمت إلى عضوية منظمة الدول المصدرة للنفط منذ عام 1967، وكان لها دور كبير في تحقيق الاستقرار في السوق النفطي العالمي.
aXA6IDMuMTQzLjIxOC4xMTUg
جزيرة ام اند امز