«السراب الأحمر».. عقبة قد تبدد آمال ترامب رئيسا
منافسة محتدمة يشهدها سباق البيت الأبيض الذي يقترب من نهايته دون مؤشرات واضحة على احتمال فوز أي من المرشحين الرئاسيين.
وفي ظل تقارب المرشح الجمهوري والرئيس السابق دونالد ترامب مع منافسته الديمقراطية نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس يتحدث البعض عن ظاهرة قد تصبغ نتيجة الانتخابات المقررة في 5 نوفمبر/تشرين الثاني، وهي «السراب الأحمر» أو بعبارة أخرى «التحول الأزرق».
ووفقا لما ذكرته شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية، فإن «السراب الأحمر» هو ظاهرة حديثة تعني أن يحقق الجمهوريون تقدما واضحا في بداية فرز الأصوات بعد وقت قليل من إغلاق صناديق الاقتراع في ليلة الانتخابات قبل أن تنقلب الأمور لاحقا لتتحول إلى اللون الأزرق، ليفوز الديمقراطيون بعد فرز بطاقات الاقتراع عبر البريد سواء في وقت متأخر من ليلة الانتخابات أو في اليوم التالي.
ويعد «اللون الأحمر» هو اللون المميز للحزب الجمهوري؛ ففي 2020، أشار ترامب إلى ظاهرة السراب الأحمر لدعم مزاعمه بشأن تزوير الانتخابات، في حين أن التحول في النتائج لصالح منافسه الديمقراطي آنذاك جو بايدن كان منطقيا نتيجة لارتفاع نسبة التصويت المبكر بين الديمقراطيين.
التحول الأزرق
ورغم أن عام 2016، شهد أيضا بعض عمليات «التحول الأزرق» إلا أنها لم تكن كافية في إيصال المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون إلى البيت الأبيض إلا أن المرشحة الديمقراطية فازت في التصويت الشعبي.
وفي نهاية ليلة الانتخابات في 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، كانت النتيجة النهائية بعيدة كل البعد عن الوضوح حيث كانت المنافسة بين ترامب وبايدن لا تزال محتدمة للغاية، وكان الوقت مبكرا لإعلان الفائز في الولايات الرئيسية أريزونا وكارولينا الشمالية ونيفادا وويسكونسن وميشيغان وماين وجورجيا وبنسلفانيا.
وعلى مدار الأيام التالية، ارتفعت حدة الإثارة مع متابعة عملية فرز الأصوات التي لم تعكس فوز بايدن في جورجيا حتى وقت مبكر من صباح 6 نوفمبر/تشرين الثاني، عندما بدأت دفعات صغيرة من الأصوات في التأثير على النتائج المتقاربة.
وتمكنت «سي إن إن» من التكهن بفوز بايدن في الانتخابات بعد أربعة أيام من يوم الانتخابات، لكن الفرز استمر ووجد تحليل أجراه باحثون في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا أن المقاطعات التي فاز بها بايدن كانت تُحصَى بشكل أبطأ، في المتوسط، من المقاطعات التي فاز بها ترامب.
وكانت الولايات الأبطأ في فرز الأصوات هي أماكن مثل كاليفورنيا، التي يهيمن عليها الديمقراطيون.
والجدير بالذكر أنه رغم أن شبكات الأخبار يكون بإمكانها توقع الفائز في الانتخابات من خلال متابعة عمليات عد الأصوات، إلا أن الكثير من نتائج الولايات لا يتم التصديق عليها رسميًا إلا في وقت لاحق، وفي مواعيد تختلف من ولاية لأخرى، لكن الموعد النهائي هو 11 ديسمبر/كانون الأول 2024.
كم من الوقت سيستغرق هذا العام؟
هناك بعض المؤشرات على أن الأمور قد تسير بشكل أسرع في بعض الولايات الرئيسية هذا العام، ففي جورجيا مثلا، وبموجب قانون الانتخابات الجديد سيصوت المزيد من الناس مبكرًا بشكل شخصي بدلاً من البريد، مما قد يسرع عملية فرز بطاقات الاقتراع بالبريد، كما أن ولاية كارولينا الشمالية لم تعد تقبل بطاقات الاقتراع بالبريد إذا وصلت بعد يوم الانتخابات.
وفي بنسلفانيا وويسكونسن، من غير الممكن لمسؤولي الانتخابات معالجة أي بطاقات اقتراع قبل يوم الانتخابات، لكن العد يمكن أن يكون أسرع في تلك الأماكن أيضًا، مع المزيد من الخبرة وعدد أقل من أوراق الاقتراع للتعامل معها مقارنة بانتخابات 2020 التي أجريت في ظل وباء كورونا.
وفي ميشيغان، وهي ولاية رئيسية أخرى حيث يمكن معالجة بطاقات الاقتراع قبل يوم الانتخابات، أعربت وزيرة خارجية الولاية الديمقراطية جوسلين بنسون عن أملها أن ينتهي فرز الأصوات وأن يتم معرفة النتيجة في اليوم التالي للانتخابات.
وكما أنه لا يمكن لأحد أن يحدد اسم الفائز في انتخابات عام 2024، فإنه ليس من الواضح تماما المدة التي قد تستغرقها عمليات فرز الأصوات وإعلان الرئيس الجديد.