6 ملايين ضحية للتدخين سنوياً.. ودول تبادِر بمحاربة التبغ
6 ملايين شخص يلقون حتفهم سنوياً جراء التدخين، منهم ما يفوق 5 ملايين يتعاطونه أو سبق لهم تعاطيه، ونحو 600000 من "المدخنين السلبيين".
يصل عدد المدخنين حول العالم إلى نحو مليار شخص، يعيش 80% منهم في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل.
ويُعتَبر تعاطي التبغ من أكبر الأخطار الصحية التي شهدها العالم على مرّ التاريخ، إذ يلقى 6 ملايين شخص حتفهم سنوياً جراء التدخين، منهم ما يفوق 5 ملايين يتعاطونه أو سبق لهم تعاطيه، ونحو 600000 من "المدخنين السلبيين".
وكل ست ثوان تقريباً يلقى شخص واحد حتفه جرّاء التبغ، ما يعادل عُشر وفيات البالغين، وتحرم الوفاة المبكرة لمن يتعاطون التبغ أسرهم من الدخل، كما تزيد تكاليف الرعاية الصحية وتعوق التنمية الاقتصادية.
ويتم الاحتفال باليوم العالمي للامتناع عن تعاطي التبغ في 31 مايو/أيار من كل عام، بغية تنمية الوعي بتأثيراته الضارة والمميتة، والتعرّض لدخان التبغ غير المباشر.
وفي 31 مايو/أيار 2008 دعت منظمة الصحة العالمية إلى حظر نهائي على إعلانات السجائر، إذ قالت إن الدراسات أثبتت وجود علاقة قوية بين إعلانات منتجات التبغ والسجائر ،وبين بداية التدخين.
يمكن، بفرض حظر شامل على جميع أشكال الإعلان عن التبغ والترويج له ورعايته، خفْض معدّل تعاطيه بنسبة 7%، علماً بأنّ نسبة الانخفاض قد تصل إلى 16% في بعض البلدان.
وهناك 24 دولة فقط طبّقت أعلى مستوى من حظر الإعلان، وهو ما يمثل نسبة 10% من سكان الأرض.
في هذا السياق يحق التساؤل: هل أن إجراءات منظمة الصحة العالمية في مكافحة التدخين والحدّ من أعداد مستهلكيه أتت بثمارها؟ أم أن هذه الإجراءات تحتاج إلى تطوير؟؟
حسب تقارير المنظمة لعام 2018، تعتبر الضرائب على التبغ أكثر فاعليةً، والكفيلة بالحد من تعاطيه، خصوصاً بين الشباب وذوي الدخل المحدود.
وزيادة ضرائب التبغ بنسبة 10% تقلّل استهلاكه 4% تقريباً في البلدان مرتفعة الدخل و5% في الدول ذات الدخل المنخفض أو المتوسط.
ومع ذلك فإن ضرائب التبغ المرتفعة تمثّل وسيلةً نادراً ما تُستَخدم، فهناك 23 بلداً فقط أي ما يقلّ عن 8% من سكان العالم، تتجاوز فيها نسبة الضرائب المفروضة على التبغ 75% من سعر البيع بالتجزئة، وفي الدول التي تتوافر فيها المعلومات تفوق إيرادات ضرائب التبغ نحو 175 مرّة قيمة الإنفاق على مكافحة الظاهرة.
أما الإعلانات المضادة للتبغ والتحذيرات البيانية على العلب، وخصوصاً التي تحتوي صوراً، فإها تخفّض عدد الأطفال الذين يشرعون في التدخين، وتزيد إجمالي المقلعين عن التدخين.
وأكدت الدراسات التي أجرتها منظمة الصحة العالمية أن هذه الإعلانات أقنعت المدخنين بضرورة حماية غيرهم عبر تقليل استهلاك التبغ داخل البيت أو تفاديه قرب الأطفال.
وكانت الصور التحذيرية على علب السجائر في البرازيل وكندا وسنغافورة وتايلند تزيد كثيراً وعي الناس بأضرار تعاطي التبغ، إلا أن الممارسة الفضلى تتمثّل في وضع تحذيرات مصوّرة مكتوبة بلغة البلد المحلية، وتغطي نصف واجهة وظهر علب السجائر على الأقل، وهي تُطبَّق في 30 بلداً، أي ما يساوي 14% من سكان العالم، وأغلبها من الدول منخفضة أو متوسطة الدخل.
ويمكن لحملات وسائل الإعلام أيضاً أن تُخفّض من استهلاك التبغ، وذلك بالتأثير على الناس لحماية غير المدخنين وإقناع الشباب بالإقلاع عن هذه الآفة.
وتوصل باحثون في جامعة أوهايو بالولايات المتحدة الأمريكية إلى أن صور التحذير من مخاطر التدخين الموجودة على علب السجائر، تساعد المدخنين على ترك التبغ.
وتراجع معدل مدخني السجائر في أوساط البالغين من 24.7% عام 1997 إلى 15.2% سنة 2015، بين يناير/كانون الثاني ومارس/آذار، وفق بيانات المركز الوطني للإحصاءات في مجال الصحة (أن سي أتش أس).
وفي بريطانيا ذكر بحث نُشِر في صحيفة "ميرور" أن المدخنين الذين شاهدوا الصور التحذيرية لأربعة أسابيع، أحسّوا بسوءٍ أكثر من الذين نالوا علب سجائر تحمل كلمات تنبيهية فقط، إذ جعلتهم يفكرون بهذه العادة وخطورتها وإمكانية توقّفهم عنها.
وحسب شعبة الدخان باتحاد الصناعات المصري لم يتأثر حجم مبيعات الشركات والموزعين منذ بدء تطبيق قرار وزارة الصحة بوضع هذه الصور على العلب، كما أن حجم مبيعات أكبر شركات الدخان في مصر لم يتأثر إطلاقاً، حيث إنها تنتج نحو 80 مليار سيجارة سنوياً.
بينما تراجعت تجارة أبوظبي من التبغ الخام والمواد المصنعة منه خلال النصف الأول من عام 2018 إلى نحو 31 مليون درهم، أي بنسبة 83.3%، مقارنةً مع الفترة ذاتها سنة 2017، وذلك وفق ما تظهره أحدث الأرقام الصادرة عن مركز أبوظبي للإحصاء.
ويتضح من خلال الإحصاءات ذاتها تواصل انخفاض هذا النوع من التجارة، عقب بدء تطبيق دولة الإمارات تطبيق الضريبة الانتقائية على شريحة من السلع المضرة بالصحة العامة، ومنها منتجات التبغ بنسبة 100%، وأيضاً مشروبات الطاقة وغيرها.
وتحت شعار "التبغ والصحة الرئوية" تحتفل منظمة الصحة العالمية وشركاؤها باليوم العالمي للامتناع عن تعاطي التبغ 2019، بغية تشجيع المدخنين على ترك هذه العادة السيئة.