بطله "مرتشي".. الخطأ الأشهر تحكيميا في تاريخ الكلاسيكو
في وسط مئات الحالات التحكيمية التي أثارت الجدل في الكلاسيكو بين ريال مدريد وغريمه برشلونة، ترى ما هو الخطأ الأكثر شهرة؟
يصعب تخيل لعب مباراة كلاسيكو بين برشلونة وغريمه ريال مدريد دون أن يصاحبها جدل صاخب حول القرارات التحكيمية مهما بدت غير قوية أو مؤثرة، لطبيعة المنافسة والعداء بين قطبي إسبانيا، الذي يرجع لأسباب سياسية واجتماعية بخلاف التنافس الرياضي.
ومنذ أول مباراة كلاسيكو بين برشلونة وريال مدريد عام 1902 وحتى يومنا هذا، وقع الحكام في أخطاء تتفاوت بين الصغيرة والكارثية، إلا أن أسوأ خطأ تحكيمي في تاريخ مباريات الفريقين كان في إياب ربع نهائي كأس الجنرال، كأس ملك إسبانيا حاليا، خلال موسم 1969-1970.
ضربة جزاء من وحي الخيال
انتهى لقاء الذهاب بين الفريقين بفوز الفريق الملكي على ملعبه "سانتياجو برنابيو" بثنائية دون رد، وفي الإياب تقدم برشلونة في معقله "كامب نو" بهدف قبيل نهاية الشوط الأول، وواصل الضغط في بداية الشوط الثاني لتعزيز التقدم والإبقاء على فرصه في التأهل.
وقبل انتهاء الساعة الأولى من اللقاء، كان مانويل فيلاسكيز نجم ريال مدريد السابق في طريقه للانفراد بحارس مرمى برشلونة، وقام خواكيم ريفي مدافع الفريق الكتالوني السابق، بعرقلته خارج منطقة الجزاء.
ورغم أن العرقلة كانت خارج منطقة جزاء برشلونة، إلا أن الحكم إيميليو جوروسيتا، الذي كان بعيدا عن اللعبة بمسافة 10 أمتار تقريبا، أصر على احتساب ركلة جزاء للضيوف، جاء منها هدف التعادل عن طريق أمناسيو أمارو.
قرار جوروسيتا، الذي تم تصعيده لتحكيم مباريات الدرجة الأولى في ذلك العام، أثار حفيظة لاعبي وجماهير برشلونة، وأسفرت الاعتراضات عن طرد إلاديو قائد البارسا، الذي شن هجوما قويا على الحكم واتهمه بمحاباة الفريق المدريدي.
جماهير "كامب نو" اقتحمت الملعب قبل 5 دقائق من نهاية اللقاء، وكانت النتيجة حينها تشير إلى التعادل 1-1، ما يعني خروج البارسا من البطولة، ليقوم جوروسيتا بإلغاء المباراة وإعلان تأهل الريال إلى نصف النهائي.
وتقدم برشلونة بطلب من أجل إعادة المباراة، إلا أنه قوبل بالرفض ليتأكد خروجه وتأهل الغريم الملكي لملاقاة أتلتيك بلباو في نصف النهائي.
دعوة للشك
لم يثبت بالدليل وجود أي ضغط على الحكم جوروسيتا، من أجل منح ريال مدريد بطاقة التأهل وإقصاء برشلونة، رغم كل الاتهامات التي طالته، والإشارة إلى اضطهاد النظام القمعي وقتها بقيادة الجنرال فرانشيسكو فرانكو للبارسا باعتباره رمزا للهوية الكتالونية، ودعمه لانفصال إقليم كتالونيا عن إسبانيا.
في الوقت ذاته، لا يجب إغفال أن ريال مدريد كان مهددا بالغياب عن البطولات الأوروبية في الموسم التالي لأول مرة في تاريخه، حيث عانى من تذبذب النتائج في الدوري المحلي وأنهاه في المركز السادس، لذا كان فوزه بالكأس يمثل طريقا مضمونا نحو المشاركة القارية.
الريال فاز على أتلتيك بلباو 2-1 في مجموع مباراتي نصف نهائي كأس الجنرال حينها، ثم هزم فالنسيا في النهائي بنتيجة 3-1 ليحقق اللقب الـ11 في تاريخه ويتأهل إلى كأس الكؤوس الأوروبية، والمفارقة أن هذا اللقاء أقيم في ملعب "كامب نو" أيضا.
ورغم أن دعم فرانكو لريال مدريد يعد مسألة جدلية أيضا يصعب البت فيها بالدلائل، إلا أن الديكتاتور الراحل كان يعتبر الريال خير سفير لإسبانيا في أوروبا، في ظل العزلة المفروضة عليها من جيرانها بالقارة العجوز، بسبب الممارسات القمعية للنظام.
حكم مرتشي
في عام 1997، اعترف كونستات فاندن رئيس نادي أندرلخت البلجيكي الأسبق، أنه دفع مليون فرنك بلجيكي رشوة إلى جوروسيتا، من أجل تسهيل فوز فريقه على نوتنجهام فورست الإنجليزي، في إياب نصف نهائي كأس الاتحاد الأوروبي، الدوري الأوروبي حاليا، عام 1984.
وكانت مباراة الذهاب في إنجلترا انتهت بفوز أصحاب الأرض 2-0، قبل أن يقلب أندرلخت الطاولة بانتصاره 3-0 إيابا، علما بأن الهدف الثاني جاء من ركلة جزاء مثيرة للجدل، ليصعد الفريق البلجيكي إلى النهائي الذي خسره بركلات الترجيح أمام فريق إنجليزي آخر هو توتنهام.
الجدير بالذكر أن جوروسيتا توفي عام 1987 وهو بعمر 46 عاما في حادث سيارة، وفي نفس عام وفاته أطلقت صحيفة "ماركا" الإسبانية جائزة تحمل اسمه، وتمنح موسميا لأفضل حكم في الكرة الإسبانية.