الإصلاحات والبنى التحتية.. مسار السودان لتجاوز أزماته والعودة للنمو
للخروج من منحدر الأزمات الحالي يعمل السودان على إيجاد إصلاحات اقتصادية واللجوء إلى الموارد الذاتية وتعظيم الإيرادات.
تحقيق شعار سلة غذاء العالم
وقد أشار جبريل إبراهيم وزير المالية والتخطيط الاقتصادي، في كلمته السبت 15 أكتوبر/تشرين الأول 2022، في اجتماع صندوق النقد الدولي المنعقد هذه الأيام بواشنطن بحضور وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أفغانستان وباكستان، إلى التطورات الاقتصادية التي يشهدها السودان خاصة في القطاع الزراعي، مبينا حاجة هذا القطاع إلى المدخلات.
ودعا وزير المالية السوداني إلى تعزيز الجهود للعمل على تطويره وتحقيق شعار السودان سلة غذاء العالم، والذي لا يتحقق إلا بتقديم الدعم اللازم له.
كما حثّ "جبريل" المجتمع الدولي على تعزيز الجهود للعمل على تحقيق النهضة الاقتصادية فى السودان، مشيدا في الوقت ذاته بالدور الذي يقوم به صندوق النقد الدولي، خاصة فيما يتعلق بالدعومات التي قُدمت للسودان في عام 2021.
وكانت البعثة الإشرافية الرابعة للصندوق الدولي للتنمية الزراعية (إيفاد) قد أشادت بالأداء المتميز لمشروع تطوير الزراعة والتسويق المتكامل في عدد من ولايات السودان والنجاحات الكبيرة التي حققها في تنفيذ كافة أنشطة ومكوناته المختلفة.
وفيما يتعلق بمشروع تطوير الزراعة والتسويق المتكامل بالسودان، فمن المتوقع تعزيز دعم المستفيدين منه خاصة الأنشطة المتعلقة بالأسواق.
وبحسب "وكالة الأنباء السودانية"، من المتوقع أن تشهد الفترة القادمة مزيداً من توفير الخدمات والآليات الزراعية التي تساعد في زيادة الدخل وتحسين الأوضاع الاقتصادية لصغار المزراعين بمناطق عمل المشروع المختلفة.
وكان مدير عام وزارة الإنتاج والموارد الاقتصادية بولاية القضارف المهندس عمر محمد أحمد البشير، قد بشّر أهل السودان في سبتمبر/أيلول الماضي بإنتاجية عالية للمحاصيل الزراعية بالولاية، تكفي حاجة السودان والعالم العربي وتسهم في تحقيق الأمن الغذائي بالمنطقة.
وكشف عن زراعة سبعة ملايين فدان هذا العام بالمحاصيل المختلفة مثل محصول الذرة (4,500) مليون فدان والسمسم (٦٥٠) ألف فدان والقطن (٤٥٠) ألف فدان والفول السوداني (١٠٠) ألف فدان وزهرة الشمس (١٥٠) ألف فدان والدخن (٦٠٠) فدان بجانب المحاصيل الأخرى في مساحات مختلفة، وتوقع إنتاج ثمانية عشر مليون جوال من الذرة تكفي حاجة البلاد والمنطقة بإثرها بجانب إنتاج (٢،٤٠٠) مليون قنطار من السمسم ومليوني قنطار من القطن.
تطوير بنية تحتية "تنافسية"
فيما أعلن وزير المالية السوداني جبريل إبراهيم إنَّ بلاده تسعى إلى استثمار 200 مليون دولار لتطوير مطار في العاصمة الخرطوم.
وأوضح إبراهيم في مقابلة مع وكالة بلومبرج للأنباء في واشنطن أثناء حضوره اجتماعات صندوق النقد الدولي أنَّ السلطات السودانية تقوم بجمع الأموال اللازمة لتطوير مطار الخرطوم "بشكل رئيسي من مصادر سودانية"، على الرغم من أنَّها منفتحة على تلقي التمويل الأجنبي.
ويستفيد اقتصاد السودان من مثل هذا الإنفاق على نطاق واسع بعد اضطرابات دخلتها البلاد منذ أكتوبر/تشرين الأول 2021، وتعليق المانحين الغربيين مساعداتهم، وهو ما أسفر عن حدوث أزمة تمويل؛ حيث يتوقَّع صندوق النقد الدولي أن ينكمش الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للسودان بنسبة 0.3% خلال 2022، قبل أن ينمو بنسبة 2.6% في عام 2023.
وقال إبراهيم إنَّ السودان لم يتلقّ أي دعم في الميزانية من أي دولة منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، كما أنَّ الدولار الأمريكي القوي أمام العملات الأخرى كان له تأثير سلبي على الاقتصاد.
أشار إبراهيم، الذي احتفظ بمنصبه الوزاري بعد حل الحكومة الانتقالية، إلى أنَّ "الأمن الغذائي يمثل مشكلة بسبب ارتفاع أسعار النفط والأسمدة والقمح".
كما أشاد بـ"الزخم الجديد" في المحادثات بين الفصائل السياسية السودانية للاتفاق على حكومة جديدة بقيادة مدنية. وقال إبراهيم إنَّ الصفقة التي تنص على تخلي الجيش عن بعض سلطاته ستفي على الأرجح بشروط المانحين السابقين في الولايات المتحدة وأوروبا من أجل عودة تقديم المساعدة.
aXA6IDMuMTQ1LjkzLjIyNyA= جزيرة ام اند امز