أعلام فلسطينية في طرق استيطانية بالضفة الغربية
للوهلة الأولى بدا وكأن الفلسطينيين هم من فعلوها، قبل أن تعلن منظمة استيطانية مسؤوليتها،بهدف التحريض على السلطة الوطنية
في الشارع الالتفافي رقم 5 الواصل ما بين مدينة القدس ومجمع مستوطنة "غوش عصيون" والواقع تحت سيطرة الاحتلال بالضفة الغربية، تفاجأ المارة بأعلام فلسطينية ترفرف عاليا في المكان.
للوهلة الأولى بدا وكأن الفلسطينيين هم من قاموا برفع هذه الأعلام على أعمدة الإنارة العالية، قبل أن تعلن منظمة "ريغافيم" اليمينية الاستيطانية مسؤوليتها عن هذا العمل، في خطوة غير مسبوقة هدفها التحريض على السلطة الوطنية، والتحذير مما اعتبرته اتجاه الأخيرة المستمر للسيطرة على المنطقة (ج) الواقعة تحت سيطرة الاحتلال.
وبررت المنظمة فعلتها أيضا، بما أسمته صمت سلطات الاحتلال على البناء الفلسطيني في تلك المناطق، رغم التقارير الدولية التي تحذر من تصاعد عمليات الهدم الإسرائيلية لمنازل ومنشآت فلسطينية في المكان.
وبغض النظر عن هدف المنظمة الاستيطانية، إلا أن المشهد أبهج الفلسطينيين وهم يرون أعلام بلادهم ترفرف في طرقات لطالما مُنعوا من السير فيها في كثير من الأحيان. وهو ما عبّر عنه فلسطينيون تحدثوا هاتفيا مع مراسل "العين الإخبارية".
ويقيم ما يزيد عن نصف مليون مستوطن في الضفة الغربية ويتنقلون في شوارعها بحماية الجيش الإسرائيلي.
وقالت "ريغافيم" (التي تعني استعادة السيادة الإسرائيلية بالعبرية) في بيان نشرته على حساباتها في شبكات التواصل الاجتماعي، صباح اليوم الأحد، "نعلن مسؤوليتنا عن تعليق مئات الأعلام الفلسطينية في شوارع يهودا والسامرة (الاسم الذي يستخدمه المستوطنون للضفة الغربية).".
وأضافت" إن عشرات الآلاف من المباني التي تم بناؤها على مدار العقد الماضي وعشرات الآلاف من الدونمات التي استولت عليها السلطة الفلسطينية بمساعدة الدول الأوروبية ستحدد أيضًا مستقبل المنطقة (ج). لقد حان الوقت لكي تتصرف الحكومة لوقف خطة فياض".
وتشير المنظمة في حديثها عن خطة فياض، إلى رئيس الوزراء الفلسطيني الأسبق سلام فياض الذي أطلق خطة بناء مؤسسات الدولة الفلسطينية وتنمية المناطق (ج).
وتشمل المنطقة (ج) نحو 60% من مساحة الضفة الغربية وتقع حاليا تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة ويأمل المستوطنون ضمها إلى إسرائيل.
وفي وقت ينشط فيه المستوطنون ببناء آلاف الوحدات الاستيطانية في المنطقة (ج) فإنهم يدعون إلى منع الفلسطينيين من البناء فيها وهدم منازلهم المقامة فعلا منذ عقود.
وكان الاتحاد الأوروبي دعا مرارا إلى تمكين الفلسطينيين من استخدام أراضيهم في المناطق (ج) ودعم عشرات المشاريع لتحقيق هذا الهدف.
وفي معرض تحريضها على الفلسطينيين، قالت منظمة "ريغافيم" في بيانها: "انتخب الإسرائيليون حكومة الجناح اليميني لتربح المعركة من أجل يهودا والسامرة (الضفة الغربية)، وليس لتمكين خلق دولة أخرى في قلب إسرائيل. ونحن ندعو الحكومة وممثليها الذين تم انتخابهم إلى إعادة تقويم وتغيير المسار".
وختمت:"لمنع تأسيس دولة فلسطين في الفناء الأمامي الخاص بك، حان الوقت لكي تستيقظ و تتخذ إجراءات".
ومنظمة "ريغافيم" هي حركة تنشط في استيطان الأراضي المحتلة لمنع قيام دولة فلسطينية بالضفة الغربية.
ووفق اتفاقية أوسلو الثانية الموقعة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل عام 1995، تم تقسيم الضفة الغربية إلى 3 مناطق "أ" و"ب" و"ج".
وتقع المناطق (ج) تحت السيطرة الكاملة للاحتلال، بخلاف (أ) التي تتبع للسلطة الفلسطينية.
فيما تقع المناطق (ب) تحت السيطرة الأمنية الإسرائيلية، والمدنية الفلسطينية.
ويطالب الفلسطينيون بالانسحاب الإسرائيلي من أراضيهم المحتلة عام 1967، لإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.