فالنظام التركي الحالي برئاسة رجب طيب أردوغان شر مثال على ذلك، فالرجل أشغل نفسه وبلاده بمغامرات خارجية في سوريا وليبيا.
نصبح ونمسي على أخبار فيروس كورونا، ونحاول جاهدين تجاوز الأثر النفسي السلبي الذي خلفه هذا الفيروس على يوميات عملنا سواء.
كنا في مشارق الأرض أو مغاربها، لكن في الوقت نفسه ترصد لنا الأحداث طبيعة تعامل الدول مع مفرزات هذه الجائحة العالمية التي حولت مدينة عالمية مثل نيويورك في الولايات المتحدة إلى منطقة منكوبة وبلداً سياحياً مثل فرنسا إلى دولة أشباح، والأمثلة كثيرة يعجز أي مقال عن سردها أو ذكرها كلها.
وبالوقوف عند تصريح ليس بالبعيد لوزير خارجية أمريكا مايك بومبيو حول انعدام الشفافية لدى بعض الدول بما يخص أزمة فيروس كوفيد19، نجد أن كورونا قسّم العالم إلى معسكرات وأحلاف جديدة، وهناك من الأنظمة السياسية من تحالفت مع كورونا ضد مواطنيها، وأخفت عنهم حقيقة الموقف وطبيعة الأزمة ومآلات الأمور.
وواقع الحال يقول إن تلك الأنظمة تتمنى الموت لشعوبها، كونها تخفي مستجدات الفيروس، وآلية العمل الجدية للخلاص منه، فلا برامج توعية حقيقية، ولا إجراءات وقائية احترازية تعزز من مناعة المجتمع وقدرته على الشفاء من الآفة الحالية.
فالنظام التركي الحالي برئاسة رجب طيب أردوغان شر مثال على ذلك، فالرجل أشغل نفسه وبلاده بمغامرات خارجية في سوريا وليبيا وغيرهما من الدول، وأورد اقتصاده المتهالك فتدهورت الليرة منذ سنوات، وقرر عدد من الدول المهمة إقليمياً وغربياً عدم التعاطي معه واعتزاله حتى وصلت إلى بلاد الأناضول هذه الجائحة العالمية التي يتحالف معها أردوغان اليوم من خلال أسلوب فاشل وعقلية فاسدة بشهادة الأتراك أنفسهم.
ومع زيادة مطردة في أعداد المصابين والمتوفين نتيجة هذا الوباء، طالب ولا يزال عمدة إسطنبول أكرم إمام أوغلو أردوغان بإعلان حالة الطوارئ وفرض حظر تجول في العاصمة الاقتصادية والسياحية بتركيا، لكن مطالباته ومناشدته لا تلقي حتى اللحظة آذاناً صاغية داخل حزب العدالة والتنمية الحاكم، فزعيم الحزب رجب مشغول بالمناكفات السياسية والدعاية المقيتة في ظل تفشي الفيروس بشكل غير معهود ورئيس برلمانه مهتم بالاطمئنان على صحة نظيره الإيراني روحاني.
ومع تشابه الأقوال بما يخص الفيروس بين حكام أنقرة وطهران، يقدم النظام الإيراني نفسه كبطل يقارع المرض العالمي ليخرج بين الحين والآخر حسن روحاني رئيس الدولة بتصريحات تحمل العقوبات الأمريكية نتيجة العجز الحكومي الإيراني صحياً في مواجهة الفيروس، ويعزف على وتره وزير خارجيته جواد ظريف متسولاً لمساعدات دولية وقروض مالية من البنك الدولي في وقت تنفي فيه الخارجية الأمريكية مزاعم إيران وتبدي حرصها على مساعدة الشعب الإيراني.
وواقع الحال يقول إن تلك الأنظمة تتمنى الموت لشعوبها، كونها تخفي مستجدات الفيروس، وآلية العمل الجدية للخلاص منه، فلا برامج توعية حقيقية، ولا إجراءات وقائية احترازية تعزز من مناعة المجتمع وقدرته على الشفاء من الآفة الحالية، ولا مساعدة للقطاعات المتضررة بسبب الفيروس أو العوائل المحتاجة وقد انقطع رزقها هذه الأيام.
وعلى خطى خامنئي وأردوغان يسير الحوثي الانقلابي في اليمن، فالجماعة المسلحة الإرهابية تخرق الهدن، وتنسف مسارات السلام وتهدد دول الجوار، وتسوم الشعب اليمني سوء العذاب قبل كورونا وخلال أزمة كورونا، ومعدلات الإصابة بالفيروس داخل صنعاء والمدن الأخرى المحتلة أمور يتم كتمانها ويتعرض للموت أي طبيب أو عامل بالقطاع الصحي يرغب في التحدث عنها.
وبالانتقال إلى لبنان لا يبدو المشهد مختلفاً، فحسن نصر الله زعيم ميلشيا حزب الله الإيرانية والحاكم الفعلي لبيروت وبقية المحافظات يغرق الأسواق بأدوية إيرانية مضرة يتم استيرادها عبر وكلاء الحزب وعملاء طهران في هذا البلد، ويعارض الموالون لنصر الله كل أشكال التعبئة العامة التي أعلنت من قبل حكومة حسان دياب، ويبقون على المعابر غير الشرعية مع سوريا مفتوحة، ويستمرون في استعمال مطار رفيق الحريري الدولي بغية إدخال الإيرانيين للبلد بطرق ملتوية.
وخلاصة القول إن كورونا فضح طبائع هذه الأنظمة، لأن المقارنة خير شاهد على ما ذكرت، المقارنة المعتمدة على بيانات يومية لدول رفعت من شأن الإنسان وسهرت على أمنه الصحي، ووفرت له كل الإمكانيات الطبية اللازمة ريثما يجد العالم علاجاً لهذا الزائر الفيروسي الثقيل، فالإمارات نموذج يسهب إعلام الغرب والشرق اليوم بسرد أعمالها المحمودة تجاه مواطنيها والمقيمين على أرضها، ومثلها السعودية التي بذلت وتبذل قصارى جهدها للحد من انتشار العدوى.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة