السكري والسرطان.. مرضان في عربة قطار واحدة
الباحثون يكتشفون أن الجلوكوز المرتفع لدى مرضى السكري يمكن أن يلحق ضررا بالحمض النووي مما يجعل الجينوم غير مستقر ويؤدي إلى السرطان
يحاول العلماء منذ سنوات حل لغز طبي متمثل في سؤال: لماذا يعاني مرضى السكري من النوع 1 أو 2 من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان؟
الأحد 25 أغسطس/آب كان مختلفا في حياة ذلك اللغز، إذ أبلغ باحثون أمريكيون بوجود تفسير محتمل لهذا الضربة المزدوجة، حيث وجدوا أنه بارتفاع مستويات السكر في الدم يحدث ضررا بالحمض النووي، مما يزيد من خطر الإصابة بالسرطان.
وقال بيان للجمعية الكيميائية الأمريكية، الأحد، إن النتيجة التي توصل لها الباحثون سيتم عرضها قريبا في الاجتماع والمعرض الوطني للجمعية الكيميائية الأمريكية.
وقال دكتور جون تيرميني، الذي سيقدم هذا البحث خلال الاجتماع: "معروف منذ فترة طويلة أن مرضى السكري لديهم مخاطر للإصابة أكبر بمقدار 2.5 ضعف بالنسبة لبعض أنواع السرطان، وتشمل هذه السرطانات المبيض والثدي والكلى وغيرها، ومع استمرار الإصابة بداء السكري وارتفاع مستوياته في الدم، من المرجح أن يرتفع معدل الإصابة بالسرطان أيضا".
واشتبه العلماء قديما في أن خطر الإصابة بالسرطان المرتفع لمرضى السكر ينشأ من خلل الهرمونات، ففي الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع 2، لا يقوم الأنسولين بحمل الجلوكوز في الخلايا بشكل فعال، وبالتالي فإن البنكرياس ينتج الأنسولين أكثر فأكثر، ويحصلون على ما يسمى بـ"فرط الأنسولين"، ويحفز هرمون الأنسولين نمو الخلايا، مما قد يؤدي إلى السرطان.
أيضا افترض العلماء أن المريض بداء السكري من النوع 2 يكون لديه داء زيادة الوزن، وتنتج الأنسجة الدهنية الزائدة مستويات عالية من الدهون الدهنية مقارنة بالذين لديهم وزن صحي، وهذا بدوره يعزز الالتهاب المزمن، والذي يرتبط بالسرطان.
ولكن الدراسة الجديدة التي أجراها باحثون من مدينة الأمل، وهو مركز أبحاث وعلاج للسرطان والسكري، كانت لديها فكرة مختلفة.
وتساءل الباحثون عما إذا كانت مستويات الجلوكوز المرتفعة في الدم لدى مرضى السكري يمكن أن تلحق الضرر بالحمض النووي، مما يجعل الجينوم غير مستقر، مما قد يؤدي إلى السرطان.
لذلك بحثوا عن نوع معين من الضرر في شكل قواعد الحمض النووي المعدلة كيميائيا، والمعروفة باسم (CEdG)، في زراعة الأنسجة ونماذج الفئران من مرض السكري.
وجد الباحثون في الواقع أحد الأضرار المعروفة باسم (CEdG)، ثم أجروا دراسة سريرية تقيس مستوياته في الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري من النوع 2.
وكما هو الحال في الفئران، كان لدى مرضى السكري مستويات أعلى بكثير من (CEdG) مقارنة بالأشخاص غير المصابين بهذا المرض.
ويوضح د.جون تيرميني أن هذه النتيجة ستساعدهم في وصف بروتوكول علاجي يساعد على حماية مرضى السكر وتقليل احتمالات إصابتهم بالسرطان.
aXA6IDMuMTQ2LjE1Mi4xNDcg جزيرة ام اند امز