«الإخوان» تحول سجون بريطانيا لساحة فوضى.. والسبب المخدرات
تحت شعار العنف، تجد تنظيم الإخوان وأذرعه يترعرع؛ فالحاضنة التي نشأ في كنفها، تتخذ من التطرف شعارًا والسلاح سبيلا.
وضع لم تسلم منه السجون في الغرب، فالتنظيم المؤدلج على العنف، مارس هوايته المفضلة، ليحول عبر إحدى العصابات المنتمية إليه، أحد سجون لندن، إلى ساحة «حرب دينية وحشية»، بحسب صحيفة «ديلي ميل» البريطانية.
ورغم أن عناصر الإخوان والمحسوبين عليهم يتخذون من الدين شعارًا، فإن صراعاتهم في أحد سجون لندن، كانت محاولة للسيطرة على عالم المخدرات ومصادرها وتوزيعها ومناطق سيطرتها، وليست على أساس ما يدعون.
التقرير البريطاني أشار إلى تصاعد القلق في إدارة سجون لندن بشأن تأثير النزلاء من ذوي الخلفيات المتطرفة الإسلامية، حيث تقاتل عصابتان كبيرتان ـ تدعيان «الموت خير من الذلة»، والبيرانا – حربا ضد جماعات يقودها «متطرفون إسلاميون»، منذ عام 2000.
ساحة حرب
وبحسب التقرير، فقد ازدادت أعداد المتطرفين في السجون البريطانية خلال الفترة الماضية، وخاصة النساء بينهم، حيث تقوم جماعة الإخوان المسلمين وغيرها من الجماعات المتطرفة بتجنيد السجناء الأكثر ضعفا.
وقالت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، إن شهادات النزلاء السابقين والمحكومين بأحكام جنائية أيدت ما أوردته التقارير من أن لدى العصابات المتطرفة جنودها الخاصين للقيام بأعمال العنف، مشيرة إلى أن الحرب الدائرة بين الفصيلين ليست قائمة على أساس ديني بقدر ما هي رغبة للسيطرة على عالم المخدرات ومصادرها وتوزيعها ومناطق سيطرتها، في حرب راح ضحيتها 3 قتلى بين الفصيلين المتطرف والعصابي.
وتزداد المخاوف من عدم قدرة الأجهزة القضائية والأمنية في التعامل مع النفوذ المتطرف داخل السجون، دون أن يتم اتهامها بالعنصرية تجاه المسلمين وبشكل خاص، مع تزايد انتماء النزلاء لهذه التشكيلات الإسلامية المتطرفة.
وقال ضابط سجن سابق لصحيفة «ميل أونلاين»، إن «العصابات الإسلامية أصبحت الآن الفصيل المهيمن في نظام السجون، وتشكل تهديدًا لا يريد الناس التحدث عنه».
ونقلت الصحيفة البريطانية، عن الرجل، الذي خدم في أصعب سجون المملكة المتحدة وقضى عقدًا من الزمن في سجن سترانجوايز سيئ السمعة في مانشستر، قوله: «إنه بالتأكيد موضوع محظور، لكن المسلمين أقوياء جدًا الآن في نظام السجون. إنهم قوة متنامية».
وقال الضابط المخضرم، الذي طلب عدم ذكر اسمه، إن «النظام القضائي غير مجهز للتعامل مع التحدي الذي تمثله العصابات الإسلامية».
وتظهر أرقام وزارة العدل البريطانية الأخيرة أن عدد المسلمين خلف القضبان في بريطانيا قد ارتفع بشكل كبير على مدى السنوات الثلاثين الماضية، وأن عددًا غير متناسب من السجناء البيض قد اعتنقوا الإسلام.
إحصائية رسمية
وكشفت أرقام لوزارة العدل صادرة في سبتمبر/أيلول الماضي، أنه كان هناك 15584 سجينًا مسلمًا في إنجلترا وويلز، مقارنة بـ3681 فقط في عام 1997.
وتمثل الزيادة البالغة 323% مجموعة كبيرة من المجندين المحتملين للعصابات الإسلامية في السجون، كما تكشف الأرقام أن 18% من جميع السجناء يُعرفون الآن بأنهم مسلمون، أي ما يقرب من ثلاثة أضعاف نسبة 6.5% في عموم سكان المملكة المتحدة.
وفي الشهر الماضي، كشف عن أن 3096 سجينًا مسلمًا، أي ما يقرب من واحد من كل خمسة، كانوا من البيض، مقارنة بـ7.8% فقط من المسلمين البيض في المجتمع الأوسع، وفقًا لتقرير ديلي ميل.
سيطرة الإخوان
سجن إتش إم فرانكلاند
وكشف تقرير أعدته إدارة السجون عام 2019 بتكليف من وزارة العدل المزيد عن التسلسل الهرمي وأنشطة عصابات السجون الإسلامية في المملكة المتحدة.
ووجد المؤلفون، الذين تحدثوا إلى عشرات السجناء والموظفين في السجون شديدة الحراسة، أن جماعة الإخوان المسلمين كانت العصابة المهيمنة في النظام.
وخلص التقرير إلى أن جماعة الإخوان المسلمين كان لها تسلسلها الهرمي الخاص، حيث كان القادة في كثير من الأحيان يتحدثون العربية ويزعمون أنهم علماء الإسلام، كما تمت مكافأة الإرهابيين المدانين بمناصب عليا في جماعة الإخوان المسلمين.
ولخص أحد السجناء زعماء العصابة بما يلي: «العصابة تعرف زعماء. سيكون هذا شخصًا له صلاحية جريمته.
وأشار التقرير إلى أن معتنقي الدين الإسلامي لا يسمح لهم بتولي مناصب قيادية في الجماعة داخل السجون ما لم يكن يستطيع التحدث باللغة العربية أو يحفظ آيات من القرآن. وخلص التقرير إلى أن العصابة قامت بتجنيد أعضاء لعبوا دورا رئيسيا في جماعة الإخوان المسلمين.
وجاء في التقرير: «هناك ضغط كامن على الناس للتحول والانضمام إلى العصابة. والتكتيك الذي يستخدمونه هو تكوين صداقة مع شخص ما عندما يأتي. إذا لم يعتنق الإسلام فسيبدؤون بعد ذلك في نشر شائعات عنهم، بأن هذا الشخص واشي، لذلك سيتم نبذهم. ثم سيتبع ذلك الضرب». كما قامت جماعة الإخوان المسلمين بتشكيل جنود مشاة تم تكليفهم بتنفيذ أعمال عنف نيابة عن العصابة.
المخدرات تجارة الإخوان الرائجة
وقال أحد السجناء: «إنهم ينضمون إلى السجناء السود حيث يمكنهم دفعهم للقيام بهذه الجرائم». وخلص التقرير إلى أن جماعة الإخوان المسلمين تمكنت من جني المال عن طريق بيع المخدرات وفرض الضرائب على السجناء الآخرين. واستخدمت الأعضاء الأصغر سنا للقيام بذلك.
وخلص التقرير إلى أن جماعة الإخوان المسلمين كانت في الأساس مشكلة في سجون الفئة أ، وتم تخفيفها في المؤسسات الأمنية المنخفضة.
وقال أحد السجناء لمؤلفي التقرير: «بمجرد أن أذهب إلى سجن القط ب، سأقول وداعًا للإسلام. إذا قلت إنني لا أريد أن أكون مسلماً، فسأحتاج إلى الحذر في حالة قيام شخص ما بطعني. إن مهاجمة بالإسلام أمر خطير للغاية. سيكون من الجميل أن أكون صادقًا مع نفسي».
وقال أحد ضباط السجن: «إنهم مجرمون يريدون السلطة والنفوذ والتسبب في الفوضى. هل كانت هناك حوادث للسجناء المسلمين؟ نعم، ولكن الأمر يتعلق بالسلطة، والمكانة، والإجرام، وليس الإيمان».
كما وجد التقرير أن العديد من المسلمين داخل نظام السجون لا ينتمون إلى جماعة الإخوان المسلمين، التي كان يُنظر إليها على أنها منظمة إجرامية بحتة.
aXA6IDE4LjIyNy4wLjU3IA== جزيرة ام اند امز