العزوف عن الزواج وراحة البال.. هل من علاقة؟ (خاص)
يسعى كثيرون إلى تكوين أسرة والتمتع بحياة عائلية هادئة ومستقرة، في هدف يبذل الشبان في سبيله جهودا مضنية.
هذه الحالة يسير عكسها البعض، فيعتقد آخرون أن الابتعاد عن الزواج أمر كفيل بأن يحميهم من التعرض للضغوط، بشكل يضمن لهم راحة البال.
التوجه الأخير أيدته علانية الفنانة المصرية رانيا يوسف، فخلال مقابلة إعلامية سُئلت عن سر تمتعها بجمال لافت، حتى ردت "أنا جميلة لأنني لست متزوجة منذ 5 أعوام، أنا مهتمة بنفسي أكثر ووقتي لنفسي، وفرفوشة ومحدش بينكد علي، وفي عيد الحب سأحتفل مع بناتي وأصدقائي، هدلع نفسي طوال النهار، هو لازم أحتفل مع راجل؟".
تصريحات الفنانة المصرية في هذا الشأن فتحت باب النقاش واسعا بشأن اتخاذ خطوة الزواج، خاصة في ظل ربطها بتمتع الشخص براحة البال حال العزوف عنها، وهو ما حاولت "العين الإخبارية" التحري عنه خلال السطور التالية.
اعتقاد خاطئ
قال الدكتور أحمد الباسوسي، استشاري العلاج النفسي، إن فكرة العزوف عن الزواج من أجل راحة البال تخالف ما يسود بين الناس، فالزواج طريقة مثلى للعلاقات بين البشر لتكوين الأسر والتكيف والتأقلم مع الواقع والحياة بحسب رأيه.
أضاف "الباسوسي"، لـ"العين الإخبارية": "ما يقال عكس فكرة الزواج هو نتاج تجارب فردية وآراء خاصة قد تكون غير جدية، ففي النهاية ليس لدينا أي وسيلة للتحقق من جدية الإدلاء بهذه الآراء".
ما سبق اتفق معه الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، إذ نوه، في تصريح لـ"العين الإخبارية"، بأن البعض يتعمد في هذا الأمر تكوين رد فعل يخالف ما يعتقدونه في أنفسهم "قد يقال هذا الكلام على سبيل الهزار، في النهاية راحة البال مرتبطة بالاستقرار، والعازب قد تكون ظروفه غير مستقرة وبالتالي لا ينعم براحة البال".
من جانبه، اعتبر الدكتور حسن الخولي، أستاذ علم الاجتماع والأنثروبولوجيا في جامعة عين شمس، أن مثل هذا الطرح خاطئ من الأساس، ويخالف ما هو طبيعي: "الزواج أمر لا بد منه للذكر والأنثى، وهي سنة الحياة".
أشار "الخولي"، في تصريحه لـ"العين الإخبارية"، إلى أن العزوف عن الزواج يعتبر "هروبا من المسؤولية"، كما أنه دليل على عدم ثقة الشخص بنفسه: "من يقلع عن الزواج بدعوى راحة البال هو شخص فاقد للثقة بنفسه، ويتناول الأمور بشكل غير صحيح".
أسباب القلق
أوضح الدكتور جمال فرويز، الذي يردف تصريحه لـ"العين الإخبارية"، أن الأفكار السلبية بشأن الزواج سببها طبيعة الشخصيات، شارحا: "البعض منها يكون عصبيا ويتوتر على أتفه الأسباب، بينما هناك شخصيات أخرى تتفاعل مع المشكلات بشكل هادئ وبالتالي تنعم براحة البال".
فيما ذكر الدكتور أحمد الباسوسي، لـ"العين الإخبارية"، أن سبب القلق من خطوة الزواج يتمثل في عدم استقرار العلاقة نظرا لطول مدتها.
أضاف "الباسوسي": "مشوار الزواج طويل ولا يسير على خط مستقيم، هو مثل الزجزاج، سلبيات هذه العلاقات المزمنة أنها مستمرة لما قد يصل إلى 30 عاما، تتخللها فتور وتغيرات نفسية".
استطرد: "عدم ملاحظة هذه التغيرات وتجنب إعادة تنظيم الزوجين لإدراكهما وسلوكياتهما تنتهي في نهاية المطاف إلى الطلاق، حتى لو كانت هذه الخطوة بعد عقود من الزواج، هذه التغيرات تكون نابعة من نفسية كل شخص".
aXA6IDMuMTQ1LjY2LjEwNCA=
جزيرة ام اند امز