بعد الخلافات الكبرى.. وصفة سحرية لعودة الأزواج إلى "بر الأمان" (خاص)
شهدت الساحة الفنية في مصر عودة الثنائي سعد الصغير وبرلنتي عامر إلى عش الزوجية مجددا رغم وصول الخلافات بينهما إلى طريق مسدود.
وقبل ذلك بشهور، عاد الثنائي شيرين عبدالوهاب وحسام حبيب إلى بيت الزوجية بعد خلافات عنيفة استمرت لشهور ووصلت إلى شاشات الإعلام وساحات القضاء.
وبعيدا عن الوسط الفني، تشهد مصر ارتفاعا كبيرا في معدل الطلاق، وهو ما تسعى الحكومة إلى معالجته بعدة طرق، آخرها مشروع قانون الأحوال الشخصية الجديد الذي يعالج مشكلات القوانين الحالية، ويتضمن مقترحا لإنشاء صندوق دعم وتنمية الأسرة المصرية، فضلا عن مبادرات من مؤسسات دينية وثقافية لتوعية الأزواج، خاصة الجدد أو المقبلين على الزواج، بكيفية العبور بسفينة الأسرة إلى بر الأمان.
"العين الإخبارية" تواصلت مع عدد من خبراء علم النفس والعلاقات الأسرية لمعرفة الأسباب الشائعة وراء الخلافات الزوجية، وكيف يعود الأزواج إلى الهدوء والسكينة.
مفاهيم خاطئة
في البداية، يرى محمد عبدالمنعم، طبيب نفسي، أن السبب الرئيسي في فشل الزيجات وانتهائها بالطلاق هو البدايات غير الموفقة، والمفهوم الخاطئ عن الزواج في معظم المجتمعات الشرقية.
وقال عبدالمنعم لـ"العين الإخبارية" إن المجتمعات الشرقية تتعامل مع الزواج باعتباره مرحلة، وتضع له سنًا معينة، ولكن الزواج ليس كذلك، وليس فرضا على الجميع، فلا يشترط على الشاب أن يتزوج فور تخرجه في الجامعة.
وأرجع الطبيب النفسي الخلافات الزوجية إلى عدم تقبل العيوب والاختلافات بين الطرفين، مضيفا: "لسنا ملائكة، وكلنا لدينا عيوب، فهل كل طرف قادر على تحمل عيوب الآخر؟" معتبرًا أن "هناك مفهوما غريبا وهو التغيير بعد الزواج، فالبعض يقول هذه الفتاة جميلة إذا فقدت بعض الوزن، وهنا يتم الزواج على أمل التغيير".
وأشار "عبدالمنعم" إلى أن الخلافات الزوجية تتفاقم في حالة العيوب الشخصية المتناقضة، و"قد يكون الزوج عصبيا والزوجة قليلة التحمل وغير متسامحة، وبمرور الوقت يزيد التنافر وتتسع الفجوة بينهما حتى يقع الطلاق".
ولفت إلى أن بعض الأزواج يكونون متوافقين في بداية الزواج، ولكن بمرور الوقت يتلاشى هذا التوافق، لذا نسمع ببعض الأزواج يطلقون زوجاتهم بعد عشرة قد تصل لـ30 عاما.
واعتبر الطبيب النفسي أن الوصول إلى مرحلة السكينة بعد الخلافات الزوجية ليس واردًا في معظم الحالات، متسائلًا: "هل كل طرف لديه القدرة على إصلاح عيوبه منفردً؟".
وأكد عبدالمنعم أن الأمر ليس مجرد إلقاء للاتهامات، معتبرًا أن "عمل استشاري العلاقات الأسرية يبدأ على أساس خاطئ، وهو جمع الطرفين ومحاولة الصلح بينهما، وهذا ليس له أساس علمي".
وأشار إلى أن بعض الأزواج يفتقدون الدافع لاستكمال الحياة الزوجية، والذي دائما ما يكون مرتبطا باستقرار ومصالح الأبناء، لكن هذا الدافع لا يؤدي إلى الإصلاح، ولا بد من أن يعمل كل طرف على نفسه، وبسبب كل هذه العوامل فإن مجتمعاتنا لا تنعم بالاستقرار الأسري، وهناك نسب الطلاق مرعبة، وشكل الحياة أصبح مختلًا، لكن كيف نستعيد السكينة بدون تفاهم ودون احترام لمشاعر الآخر؟!".
علاقات غير سوية
من جهتها، ترى استشاري العلاقات الأسرية، شيماء نصر، أن حالات العودة بعد الانفصال بين المشاهير لا يمكن القياس عليها، معتبرة أن "العلاقات الزوجية بين المشاهير هي في الغالب علاقات غير سوية، وتتحكم فيها أمراض نفسية بين الطرفين، ولا شيء يمكنه تبرير وصول الخلافات إلى شاشات التليفزيون ومن ثم العودة، وبعض المشاهير يقعون تحت تأثير المواد المخدرة والكحوليات وبالتالي لا يدرون ما يقولون".
وأضافت نصر لـ"العين الإخبارية" أن بعض زيجات المشاهير تصل إلى مرحلة "حب التملك" وبالتالي هذه ليست علاقات سوية، مؤكدة أنه عند حدوث خلافات بين الأزواج الأسوياء يحرص الطرفان على حفظ سر العلاقة الزوجية ومراعاة قدسيتها، ولا يقعون في فخ الشكوى إلى الأقارب والأصدقاء وزملاء العمل، وإذا كان لا بد من التحدث فيمكن اللجوء إلى أهل الثقة ممن يحفظون السر ويتصفون بحسن التصرف.
ودعت استشاري العلاقات الأسرية إلى ضرورة الكتمان وعدم إفشاء أسرار البيوت، محذرة من أن "تدخل الأهل والأقارب في بعض الخلافات لا يحلها بل يزيدها تعقيدًا"، كما دعت الأزواج عند حدوث خلافات مع شركائهم إلى ضرورة الإصلاح من عيوبهم، ومراعاة مشاعر الطرف الآخر، والتفكير في مزايا الشريك، ومحاولة مواجهته بعيوبه ولكن بشكل موضوعي وبطريقة لطيفة لكي لا يشعر الطرف الآخر بالإهانة.
روشتة لتجاوز الخلافات
بدورها، وضعت الدكتور عزة زيان، استشاري العلاقات الأسرية والاجتماعية، في تصريحات لـ"العين الإخبارية، روشتة لتجاوز الخلافات الزوجية، والوصول إلى السكينة، وجاءت كالآتي:
- لا بد من وجود رغبة حقيقية لدى الطرفين للتغيير ولفتح صفحة جديدة وتجاوز أخطاء وخلافات الماضي.
- يجب أن يكون هناك حوار دائم وهادئ بين الشريكين لكي يزيل سوء الفهم وسوء الظن.
- تدخل الآخرين في الخلافات الزوجية يزيد الأمر تعقيدًا ويزيد سوء الظن بين الطرفين.
- من المهم مراجعة مزايا الطرف الآخر وهذا من شأنه أن يزيد تمسك الطرفين ببعضهما البعض.
- مراعاة مشاعر الطرفين وتلبية احتياجاتهما والمناقشة الهادئة حول عدم إمكانية تلبية بعض الاحتياجات.
- العتاب الحلو للشريك وليس المر ومراجعته في أخطائه بلطف ومنح الوقت والاهتمام للطرف الآخر.
- الاعتذار عند الخطأ يدل على شجاعة الشخص ولا يقلل من قيمته إطلاقًا بل يزيده احترامًا وتقديرًا.
- الهدايا تمحو أي غضب خاصة عند السيدات ولا يشترط أن تكون الهدية قيمة في كل الأوقات.