رينو تهوي في أسوأ جلسة منذ 2020.. تحذير مفاجئ يربك الأسواق ويثير الذعر

في مشهد لم تشهده الأسواق منذ وباء كوفيد-19، سجل سهم شركة "رينو" الفرنسية انخفاضا حادا بلغ 16% صباح الأربعاء، بعد إعلان مفاجئ مساء الثلاثاء عن خفض توقعاتها لأرباح العام، ما تسبب في حالة من الذعر في أوساط المستثمرين الذين لم يكونوا مستعدين لمثل هذا
التحذير الذي أصدرته الشركة جاء بعد أداء ضعيف في مبيعات يونيو/حزيران، وانخفاض حاد في التدفق النقدي، ما دفع رينو إلى خفض هدفها من هامش التشغيل السنوي إلى 6.5% فقط، بدلًا من 7% كانت قد أعلنت عنه سابقًا. وعلى الرغم من أن هذه النسبة لا تزال أفضل من أغلب منافسيها، إلا أن المفاجأة السلبية تسببت في موجة بيع كبيرة، بحسب مجلة "ليزيكو" الفرنسية.
وفي حين كانت رينو تعتبر حتى وقت قريب من بين أكثر المصنعين الأوروبيين مقاومة للعواصف التجارية، بفضل ضعف تعرضها للأسواق الصينية والأمريكية، جاء هذا التحذير بعد شهر واحد فقط من إعلان المدير التنفيذي "لوكا دي ميو" مغادرة منصبه، مما زاد من قلق المستثمرين.
تدفق نقدي أقل من المتوقع
وكشفت رينو عن أن التدفق النقدي الحر بلغ فقط 47 مليون يورو في النصف الأول من 2025، وهو رقم مخيب للآمال مقارنة بتوقعات المحللين التي بلغت 645 مليون يورو. ويُعزى هذا التراجع بشكل أساسي إلى نقص السيولة في السوق الأوروبية للسيارات، وتأخر في عمليات الفوترة، ما تسبب في فجوة مالية تقارب 900 مليون يورو.
وفي سياق هذه الأنباء، تم تعيين المدير المالي "دانكن مينتو" مديرًا عامًا مؤقتًا، بينما أوضحت الشركة أن عملية اختيار مدير دائم "في مرحلة متقدمة"، دون تقديم جدول زمني محدد.
أسوأ جلسة منذ مارس 2020
عند الساعة 9:20 صباحًا بتوقيت غرينتش، انخفض سهم رينو إلى 34.64 يورو، متجهًا نحو أسوأ أداء يومي له منذ مارس/آذار 2020. وكان السهم قد لامس أدنى مستوى له في 18 شهرًا عند 33.83 يورو، بانخفاض بلغت نسبته 18%.
وقال مايكل فوندوقيديس، محلل في "أودو بي إتش إف"، "إن توقيت التحذير سيئ للغاية"، مشيراً إلى أن الشركة كانت قد قدّمت مؤخرًا رؤية متفائلة خلال لقاءاتها مع المحللين، ما جعل التحذير الحالي أكثر إرباكًا للمستثمرين.
المخاوف تمتد
تراجع أسهم رينو انعكس أيضًا على باقي قطاع السيارات الأوروبي، إذ انخفض سهم "ستيلانتيس" بنسبة 3%، و"فولكسفاغن" بنسبة 1.6%، في ظل تزايد المخاوف من تفاقم الأوضاع في سوق يعاني أصلًا من تداعيات النزاعات التجارية العالمية.
ومع أن رينو كانت قد حققت أداءً جيدًا خلال النصف الأول من السنة بفضل إطلاقات جديدة وتحسن في المبيعات داخل أوروبا، إلا أن محللين في "Morningstar" يرون أن "ذروة الأرباح قد مضت"، معتبرين أن هوامش رينو وربحيتها ليست قابلة للاستمرار في ظل المنافسة المتزايدة على السيارات الكهربائية بأسعار منخفضة.
وبينما تُخطط الشركة لتعزيز إجراءات خفض التكاليف خلال النصف الثاني من العام، فإن حالة عدم اليقين في القيادة، إلى جانب المنافسة المتصاعدة، تُلقي بظلالها على مستقبل رينو.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTQzIA==
جزيرة ام اند امز