تحليل.. فايلر يطور خطة جوارديولا لإخماد نيران الهلال السوداني
رينيه فايلر مدرب الأهلي قدم مباراة خططية رائعة أمام مضيفه الهلال السوداني مستعينا بخطة بيب جوارديولا مدرب مانشستر سيتي.
واصل المدرب السويسري رينيه فايلر، مدرب الأهلي المصري، تقديم كرة قدم غير مألوفة للعملاق القاهري، خاصة عندما يخوض تحديات صعبة في البطولات الأفريقية، وهو ما ظهر في التعادل 1-1 مع مضيفه الهلال السوداني، في ختام دور المجموعات من دوري أبطال أفريقيا، السبت الماضي، ليحجز مقعداً بين المتأهلين لربع النهائي.
الأهلي رفع رصيده بهذا التعادل إلى 11 نقطة في وصافة المجموعة الثانية، ليصعد رفقة النجم الساحلي التونسي متصدر الترتيب، ورغم أن الطريق الآمن له كان اللجوء للدفاع والبحث عن التعادل لضمان الصعود، فإن المدير الفني السويسري اختار الطريق الصعب، واستعان بخطة غير مألوفة يعتمد عليها الإسباني بيب جوارديولا، مدرب مانشستر سيتي الإنجليزي.
8-2
بيب جوارديولا اعتمد طريقه "2f8" الهجومية مع مانشستر سيتي، التي تعني متابعة ثنائية الدفاع للاعبي الهجوم (8 لاعبين)، بوضع ثنائي وسط حر وخلفهم لاعب ارتكاز دفاعي، من أجل منح الدعم للاعبين الـ8 دفاعاً وهجوماً بتوازن.
فايلر فعلها أحياناً في طريقة (4-1-4-1) التي واجه بها النجم الساحلي في بداية المشوار الأفريقي في المجموعات، ولعب بها أغلب مباريات الدوري المصري بعد اكتشاف مدى فاعلية ثنائي الوسط عمرو السولية وأليو ديانج.
وفي ملعب الهلال عندما امتلك الأهلي الكرة، قام فايلر بتطوير وتعديل خطة بيب، حيث كان الرسم الخططي في الملعب أشبه بـ(2-8)، ثنائي دفاعي فقط في الفريق الأحمر هما ياسر إبراهيم ورامي ربيعة، وفي منتصف ملعب الهلال 8 قمصان حمراء يعملون على خلخلة الدفاع الأزرق للوصول إلى الشباك.
لم يكن الظهيران محمد هاني وأيمن أشرف في وسط ملعب فريقهما لتبادل الكرات مع ثنائي الدفاع وبناء الهجمات، بل انطلقا على الخطوط لإجبار مدافعي الهلال على عدم التقدم للأمام وخلق كثافة عددية على الأطراف لإفساح المجال في الوسط.
وفي الوسط كان الثلاثي أليو ديانج وعمرو السولية ومحمد مجدي أفشة بمثابة حائط صد يمنع لاعبي الهلال من التقدم لمضايقة ياسر إبراهيم ورامي ربيعة بالضغط، بينما كان الثلاثي الهجومي حسين الشحات وجونيور أجايي ومروان محسن يتحسسون أسلحتهم تمهيداً لوصول الكرة في التوقيت المناسب.
دفاع إجباري
لم يكن أمام الهلال إلا التراجع لمواجهة هذه الطريقة، أو ترك أماكنهم الحصينة في الخلف والخروج لمواجهة فايلر بالضغط العالي الذي تمناه لاستغلال سرعات فريقه وقدرة لاعبي الوسط على إرسال الكرات البينية الدقيقة، لكن الهلال اضطر للدفاع أملاً في الحصول على مرتدة يقتل بها المباراة، ويقتنص هدف كان يكفي للعبور إلى ربع النهائي، وبهذه الطريقة نجحت مساعي فايلر في الحد من خطورة أصحاب الأرض التي تكمن في إرسال الكرات العرضية والطولية في منطقة جزاء الخصم وافتعال العشوائية في الدفاع لاستغلالها.
سلاح معطل
وبسبب أسلوب لعب الهلال المفروض عليه من الأهلي، لم يستفد أصحاب الأرض من حضور 60 ألف مشجع في مدرجات ملعب الجوهرة الزرقاء، ولم يتأثر الفريق المصري بالضغط الجماهيري، فضلاً عن جودة العشب الأخضر، ما سهل مهمة رجال المدرب السويسري في تنفيذ طريقتهم الماكرة بإتقان.
وباتت الجماهير في المدرجات تنتظر مع فريقها الأزرق ثنائي الأهلي الدفاعي في توزيع الكرات على الأجناب وفي العمق، وتتحين تقدمهما أملاً في الحصول على مرتدة قاتلة.
خارج كرة القدم
وربما أفسدت أعمال الشغب في الربع ساعة الأخيرة خطة الأهلي، فبعد توقف لأكثر من 10 دقائق، وتدخل قوات الجيش والشرطة إلى أرض الملعب، نجح فريق الهلال في استعادة بعض من توازنه على أرض الملعب، فارتبك الأهلي المذعور من اقتحام وشيك للملعب من الجماهير.
تقدم الهلال للضغط على لاعبي الأهلي وترك مساحات شاسعة في دفاعاته بأخطاء قاتلة، وكاد الأحمر أن يعاقب أصحاب الأرض في أكثر من مرة على ذلك لولا إهدار الفرص بغرابة شديدة من لاعبيه.
في النهاية نجح أصحاب الأرض في افتعال فوضى داخل منطقة جزاء المارد الأحمر، في الوقت المحتسب بدلاً من الضائع ليسجلوا هدف تحويل الأهلي من متصدر إلى وصيف في رحلته بدور الثمانية.
وقد تكون لفوضى الدقائق الأخيرة مبرراً عند رينيه فايلر، الذي طبق كل ما أراده حتى لحظة حدوث أشياء لا علاقة لها بكرة القدم، ففقد فريقه السيطرة بعض الشيء وقبل هدف التعادل.
aXA6IDE4LjE5MS4xMjkuMjQxIA==
جزيرة ام اند امز