الطاقة المتجددة في المغرب.. صمود واستدامة وسط الجائحة
أطلق المغرب مجموعة من المبادرات لمواصلة تطوير قطاع الطاقات المتجددة لمواجهة جائحة كورونا.
وكشف عزيز رباح، وزير الطاقة والمعادن والبيئة المغربي، في مداخلة له ضمن الجمعية العامة للوكالة الدولية للطاقة المتجددة “آيرينا” التي عقدت افتراضيا خلال أسبوع أبوظبي للاستدامة، أن المشاريع المبرمجة في مجال الطاقة المتجددة، لم تشهد أي توقف خلال فترة الجائحة.
- المغرب يجتاز كورونا في 2021.. ازدهار اقتصادي جارف
- صندوق استثمار يعزز الشراكة الاقتصادية بين السعودية والمغرب
ولفت رباح إلى أنه تمت مواصلة استكمال المشاريع المبرمجة، سواء الريحية أو الشمسية أو الكهرومائية، كما أن المشاريع الموجودة في طور الاستغلال أسهمت في تلبية الطلب على الطاقة الكهربائية بشكل ملموس.
قدرات إضافية
وأكد أن البرامج الجديدة في مجال الطاقات المتجددة تتضمن على الخصوص برمجة قدرة إضافية من مصادر متجددة تصل إلى 3880 ميجاوات خلال الفترة 2021-2024، وكذا قدرة إضافية تصل إلى 5400 ميجاوات خلال الفترة 2025-2030 إضافة إلى برنامج مندمج لتدعيم جميع محطات تحلية المياه المبرمجة، بوحدات لإنتاج الطاقات المتجددة.
ويُنتظر أن تضم هذه المشاريع، تطوير برنامج تزويد المناطق الصناعية الوطنية بالطاقات المتجددة، لتأهيل نسيج صناعي وطني خال من الكربون وضمان تنافسيته وانسياب إنتاجها المعد للتصدير و بلورة خارطة طريق لتطوير شعب طاقة متجددة أخرى علاوة على إعداد خارطة الطريق الوطنية للطاقة الهيدروجينية.
وأوضح أن الدراسات أكدت توفر المغرب على مؤهلات مهمة لاستقطاب ما يناهز 4 بالمائة من السوق الدولية للطاقة الهيدروجينية.
وأضاف أن هذه البرامج تشمل أيضا الشروع في بلورة خارطة طريق لتطوير طاقة التيارات البحرية والتي من شأنها أن تساهم في تنويع مصادر إنتاج الطاقة النظيفة، وإنجاز أكثر من 1500 كلم من خطوط الجهد العالي خلال 2017-2019 باستثمار يناهز 2,5 مليار درهم وبرمجة استثمارات إضافية تناهز 5,8 مليار درهم لأفق 2022 لتقوية الشبكة لتصريف الطاقة الكهربائية من مشاريع الطاقات المتجددة تناهز قدرتها الإجمالية 2600 ميجاواط.
ومن بين البرامج المُزمع إنجازها، يُضيف الوزير، مركب خاص بالبحث والتطوير في مجال البنايات الخضراء والنجاعة الطاقية والشبكات الذكية.
صدارة أفريقية
وتحتل المملكة صدارة البلدان الأفريقية من ناحية التوسع في اعتماد مصادر الطاقة المتجددة، إذ راكم تجربة مهمة خصوصا في مجال تمويل وتطوير وإنجاز مشاريع الطاقات المتجددة.
أضاف أن المملكة تعمل في إطار خيارها الاستراتيجي، على تعزيز وتطوير علاقات التعاون والشراكة في مجال الطاقة عموما والطاقات المتجددة بالخصوص مع البلدان الأفريقية الصديقة لأجل تنمية قارية مستدامة وتدارك التأخر الحاصل في الولوج إلى الكهرباء على المستوى الأفريقي.
وذكر الوزير المغربي، تأكيد عاهل البلاد الملك محمد السادس خلال انعقاد اللجنة العليا للطاقة على التسريع ورفع طموحات المغرب في مجال الطاقات المتجددة الذي يحتل في إطار السياق الراهن، دورا محوريا في تطور الاقتصاد العالمي.
مؤشرات مشجعة
وسجل الرباح وجود مؤشرات مشجعة تؤكد تقدم المملكة في مسار التحول الطاقي، تشمل على الخصوص 99 مشروعا من الطاقات المتجددة منجزة أو في مرحلة التطوير أو الإنجاز، باستثمار يناهز 103 مليار درهم، ووجود 34 شركة لتطوير مشاريع إنتاج الطاقة المتجددة من 12 دولة وحوالي 600 مقاولة صغيرة تعنى بمجال تسويق وتركيب تجهيزات ومعدات الطاقات المتجددة.
أضاف أن القدرة الإجمالية للطاقات المتجددة تصل حاليا 3700 ميجاواط، لتمثل حوالي 35 بالمائة من القدرة الكهربائية المنجزة، وبلغت مساهمتها في تلبية الطلب على الطاقة الكهربائية حوالي 20 بالمائة ، مما يمكن من تسجيل تراجع نسبة التبعية الطاقية من 97,5 بالمائة سنة 2009 إلى 90,5 بالمائة حاليا.
وإضافة إلى اجتماعات وكالة (آيرينا)،وفي إطار أسبوع أبوظبي للاستدامة، من المقرر أن يشارك رباح كذلك في المنتدى العالمي للمجلس الأطلسي الذي سينعقد غدا الأربعاء حول “دور الشرق الأوسط في التحول الطاقي”.
يُذكر بأن الجمعية العمومية الـ 11 للوكالة الدولية للطاقة المتجددة تنعقد في بداية أسبوع أبوظبي للاستدامة الذي يتضمن على الخصوص ملتقى أبوظبي للتمويل المستدام، والمنتديات الافتراضية لمنصة “شباب من أجل الاستدامة” بالإضافة إلى منتديات القمة العالمية لطاقة المستقبل.