تجديد الخطاب الإعلامي العربي.. الطريق يبدأ من هنا (خاص)
في ظل التطور التكنولوجي وتوغل منصات التواصل الاجتماعي في حياة البشر، بات التأقلم مع الأوضاع الجديدة أمرا واقعا.
ومع ظهور عدد واسع من المنصات الرقمية، واهتمام شريحة من الجمهور العربي بما يقدمه صناع المحتوى عبر مواقع التواصل الاجتماعي، باتت وسائل الإعلام التقليدية، كالتليفزيون والإذاعة والصحف، تواجه تحديات جديدة لمواكبة هذه التغيرات.
تجربة مركز التواصل الحكومي
في هذا السياق، قدم مركز التواصل الحكومي في المملكة العربية السعودية نموذجا لتحقيق هذه النقلة، التي تدفع وسائل الإعلام التقليدية إلى التأقلم مع الأوضاع الجديدة.
وأسست وزارة الإعلام السعودية هذا المركز عام 2018، وتمثلت مهمته في "تعزيز أدوات التواصل الحكومي وتحقيق التكامل بينها، وفقا لبرنامج عمل إعلامي متكامل يحقق استراتيجية الوزارة في توحيد الرسالة الإعلامية".
كما يستهدف المركز التنسيق بين الأجهزة الحكومية ووسائل الإعلام، بغرض مواكبة التطور ومساندة الإدارات الإعلامية الحكومية في أداء رسالتها، بما يضمن تطوير صناعة المحتوى الإعلامي.
وتشهد القمة العالمية للحكومات، التي تنعقد في دبي تحت شعار "استشراف حكومات المستقبل"، جلسة بعنوان "تجربة مركز التواصل الحكومي في تجديد الخطاب الإعلامي".
ضرورات تجديد الخطاب
تعقيبا على ما سبق، قال الدكتور عمرو عبدالحميد، أستاذ مساعد الإذاعة والتلفزيون بجامعة القاسمية بالشارقة، إن تجديد الخطاب الإعلامي لا بد أن يكون جزءا من أي مؤسسة إعلامية تسعى لمواكبة العصر.
وأوضح عبدالحميد لـ"العين الإخبارية"، أن منظمة الإعلام البريطانية "أوفكوم" أصدرت تقريرا كشف أن 90% من الشباب ممن تتراوح أعمارهم ما بين 18 إلى 24 عاما توقفوا عن مشاهدة القنوات التليفزيونية التقليدية لصالح البث الرقمي، بما يؤكد أهمية الانتقال إلى المنصات الرقمية.. الشكل التقليدي للإعلام سيختفي والمنصات الرقمية هي المستقبل".
وأضاف: "وكالة رويترز أصدرت تقريرا، بالتعاون مع جامعة أكسفورد، أكد أن العالم يتجه إلى الثقة في الأخبار المنشورة عبر مواقع التواصل، تزامنا مع وجود مخاوف من ارتفاع تكاليف العمل في المنصات التقليدية وانخفاض اهتمام المعلنين ونفس الحال بالنسبة للاشتراكات، وهذا في ظل تزايد تأثير الذكاء الاصطناعي".
ويرى عبدالحميد أن هناك تحديا يواجه المنصات، يتمثل في اجتذاب الجمهور بمحتواها، في ظل تشبع عدد واسع من المشاهدين من العدد الكبير للمنصات المتاحة، بما يفرض ضرورة تغيير شكل تغطية وسائل الإعلام لكثير من الموضوعات التي تتناولها.
وذكر عبدالحميد أن الاهتمام في الوقت الراهن بات من نصيب "البودكاست" والصوت الرقمي، بخلاف الاستثمار في تقنيات الفيديو الرقمية، كما أشارت دراسات إلى أن "تيك توك" سيشهد ارتفاعا كبيرا في نسبة الإقبال عليه، ونفس الحال لـ"ميتافيرس"، بما يؤثر على المنصات التقليدية، بحسب إشارته.
ونوه عبدالحميد بأن الوسائل الإعلامية باتت في حاجة إلى مواكبة التطورات الحديثة، خاصة أن تطبيقات الذكاء تؤدي خدمات كثيرة، مثل "ChatGPT"، بخلاف كثير من التقنيات التي ستكون تأثيراتها واسعة على المجال الإعلامي، بموجب أنها تقدم محتوى بجودة عالية.
aXA6IDMuMTQyLjEzNi4yMTAg
جزيرة ام اند امز