خطة أمام الكونجرس الأمريكي لإنهاء مليشيات إيران والتخلص من سليماني
مايكل نايتس الخبير في شؤون الأمن القومي الأمريكي يستعرض تقريرا حول كيفية التصدي لوكلاء إيران في المنطقة خلال شهادة بالكونجرس الأمريكي
اقترح خبير أمريكي في شؤون مكافحة الإرهاب خطة من 6 نقاط لتفكيك الميليشيات الموالية لإيران في الشرق الأوسط، ومنع تكوين أخرى جديدة، من بينها اعتقال أو التخلص من صانع تلك المليشيا قاسم سليماني رئيس فيلق القدس بمليشيا الحرس الثوري الإيراني.
وحصلت "بوابة العين الإخبارية" على هذه الخطة من موقع معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى الذي نشر شهادة مايكل نايتس، المتخصص في شؤون الأمن القومي ومكافحة الإرهاب، خلال شهادته بالكونجرس الأمريكي.
نايتس واضع الخطة تحدث عن كيفية تجنيد وتطوير المليشيات الشيعية بالأخص في الدول التي تشهد صراعات بالشرق الأوسط.
ويلعب الحرس الثوري الإيراني الدور الرئيسي في حشد وتدريب وتسليح تلك المليشيات وتمويلها، لبسط الأجندة الإيرانية التوسعية الاحتلالية.
وتطرق نايتس في شهادته إلى أن طهران دعمت وشكلت المليشيات مثل تنظيمي بدر وكتائب حزب الله المواليان لها في العراق منذ الأيام الأولى للغزو الأمريكي عام 2003، وبدأت في ضم المليشيات الشيعية المتفرقة في أنحاء تلك البلد منذ عام 2014 تحت تنظيم "الحشد الشعبي".
وخصصت طهران ميزانية قدرها 1.96 مليار دولار خلال 2017 لتطوير تسليح الحشد الشعبي، على لسان قائد التنظيم أبومهدي المهندس، حيث يكشف هذا الرقم عن مدى تمويل إيران لتلك المليشيات في العراق.
وبالنسبة لليمن، قال نايتس إن السبب الرئيسي في تدهور الوضع وانتشار القتال هو الدعم الإيراني المستمر لجماعة الحوثي، حيث كان من الممكن حسم المسألة داخليا في عام 2013، إلا أن التأجيج الإيراني أسهم في تدهور المفاوضات ودفع الانقلابيين للحرب.
وأضاف نايتس، في شهادته، أن الحوثيين حصلوا على قدرات صاروخية من إيران لقصف المدن الجنوبية للمملكة العربية السعودية، مما يعني تعمد نظام الملالي على تأجيج الوضع اليمني ودفع المنطقة إلى حالة مستمرة من عدم الاستقرار.
وعن الخليج، قدم نايتس دلائل واضحة عن محاولات مستمرة لإيران لزعزعة استقرار أحد أهم المناطق في الشرق الأوسط، وذلك عبر تجنيد ودعم المجموعات الإرهابية لشن هجمات داخل كل من البحرين والكويت والسعودية.
وقدم في ذلك قائمة تحصر هجمات المجموعات الإرهابية المدعومة من إيران منذ عام 2011 إلى 2017، تضمنت أكثر من 133 هجوما، تم إحباط 89% منها من قبل القوات الأمنية في دول الخليج.
تحجيم مليشيات النار
نايتس تقدم بـ6 خطوات فعالة يمكن عن طريقها تحجيم ودحر المليشيات المدعومة إيرانيا في المنطقة، بالتعاون مع الدول التي تعاني من "السرطان الإيراني"، حسب وصفه.
الخطوة الأولى، منافسة إيران في جميع المساحات التي تسعى إلى استغلالها، إضافة إلى قطع الطريق عليها بالتحركات الدبلوماسية والعسكرية، إذا ما تطلب الأمر، لمنع استمرار تغلغلها على الحدود السورية-العراقية، والداخل السوري، ولبنان، واليمن بالتعاون مع الجهات الأمنية الخليجية.
الخطوة الثانية هي بناء وإصلاح التحالفات في المنطقة، حيث إن طهران أمضت 4 عقودا في بناء وتحصين تحالفاتها في المنطقة، مثل حزب الله في لبنان، ويتطلب ذلك تحركا سياسيا واستخباراتيا واسع النطاق لوقف أي محاولات جديدة لبناء تحالفات إيرانية.
الخطوة الثالثة إبعاد إيران عن أي جماعات يحتمل أن تعمل كوكيل لها، من خلال العمل مع الحلفاء باستقطاب تلك الجماعات، إضافة إلى التحرك السريع بفرض التواجد العربي الإقليمي، مدعوما من قبل الولايات المتحدة لقطع السبل على أي محاولات إيرانية للاختراق.
الخطوة الرابعة هي قطع وسائل الاتصال بين إيران ووكلائها الفعليين في المنطقة، وقطع الطريق على أي "بروباجاندا" إيرانية تسعى لإثارة الشيعة في الدول العربية بنغمة الاضطهاد.
الخطوة الخامسة تنفيذ ما أطلق عليها نايتس "الحدود الحمراء المؤلمة" على التوسع الإيراني، حيث تقوم الولايات المتحدة بعمل ضربات استباقية على أهداف ومراكز التواجد الإيراني في الشرق الأوسط، عن طريق رصد جميع المحاولات الخاصة بإنشاء وتمويل وتسليح وكلاء طهران.
وأعطى نايتس مثلا عمليا لذلك في العراق عام 2007، حيث كان التواجد الأمريكي على الأراضي العراقية حائلا دون ظهور أي أصول استخباراتية إيرانية مخافة وقوعها في يد الأمريكيين، إضافة إلى مصادرة مئات الأطنان من الأسلحة الإيرانية خلال هذه الفترة، ما أخمل تواجد طهران هناك حتى انسحاب القوات الأمريكية عام 2011.
الخطوة السادسة والأخيرة، وفقا لشهادة نايتس، هي تدريب وتجهيز القوات والأجهزة الأمنية الخاصة بالحلفاء للتصدي لظهور المليشيات المدعومة إيرانيا، إضافة إلى التزام الولايات المتحدة بتفكيك تلك المليشيات على مدى عقود على غرار عصابات الكوكايين في أمريكا الجنوبية خلال فترتي الثمانينيات والتسعينيات.
وطالب نايتس في نهاية شهادته أن يتم استصدار أمر اعتقال دولي أو "التخلص من" قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، لكونه المحرك الرئيسي لبناء وتجهيز وكلاء إيران في المنطقة، التي تتسبب بضرر كبير للمصالح الأمريكية في الشرق الأوسط، إضافة إلى نشر حالة عدم الاستقرار.