تقنية الفيديو.. أنصفها المونديال وشوهتها "الكوبا" و"الكان"
"العين الرياضية" تستعرض الفصول التي مرت بها تقنية الفيديو منذ انطلاقتها المبهرة حتى الجدل الذي أثارته مؤخرا.. تعرف على التفاصيل
أثارت تقنية الفيديو الكثير من الجدل خلال الفترة الأخيرة مع بدء التوسع في تطبيقها في أغلب البطولات المحلية والقارية، رغم الانطلاقة الجيدة لها في كأس العالم 2018، التي استضافتها روسيا الصيف الماضي، والتي شجعت الاتحادات القارية على تطبيقها في بطولاتها الكبرى.
وكانت تقنية الفيديو انطلقت بشكل فعلي في مونديال روسيا، منذ أول لقاء بالبطولة حتى المباراة النهائية، ولاقى تطبيقها صدى جيدا في البطولة رغم الانتقادات القليلة، لتقوم الاتحادات القارية بتطبيقها بعد ذلك بشكل مرحلي بناء على الانطباع الذي تركته عقب البطولة العالمية التي توج بها المنتخب الفرنسي على حساب نظيره الكرواتي، بالفوز بنتيجة 4-2، في المباراة النهائية.
لكن مع بدء التوسع في تطبيق تلك التقنية، بدأت الانتقادات تنهال عليها من كل حدب وصوب، لا سيما مع بعض الأخطاء المؤثرة التي بدأت تصدر عن الحكام بعد الرجوع إليها، ما أدى إلى تشويه سمعتها والبداية الرائعة التي انطلقت بها.
"العين الرياضية" تستعرض في التقرير الحالي كيف نشأت تقنية الفيديو وانطلاقتها والفصول التي مرت بها خلال الفترة الأخيرة.
انطلاقة هولندية
بدأ التفكير الفعلي في استخدام تقنية الفيديو عام 2009، وتحديدا بعد مباراة مصر والبرازيل في افتتاح مباريات المجموعة الثانية ببطولة كأس العالم للقارات في جنوب أفريقيا، حين تصدى أحمد المحمدي مدافع المنتخب المصري لتسديدة البرازيلي ريكاردو كاكا بيده على خط المرمى دون أن يراه الحكم.
وشاهد الحكم الرابع الإعادة على شاشة الملعب، ليبلغ حكم الساحة بوجود خطأ على اللاعب، ليحتسب ركلة جزاء أهدت الفوز للسامبا بنتيجة 4-3.
وتم تصميم هذه التقنية عام 2010 بإشراف من الاتحاد الهولندي لكرة القدم، وتم اختبارها لأوّل مرة في الدوري الهولندي الممتاز خلال موسم 2012-2013.
وفي الموسم الماضي اعتمدت بعض الاتحادات المحلية تطبيق التقنية في بعض بطولاتها، ولم تعتمدها اتحادات أخرى، قبل أن تطبق في مونديال 2018 وتلقى إشادة واسعة رغم الانتقادات التي وجهت إليها والتي كان أغلبها يدور حول كونها تهدر الكثير من الوقت خلال المباريات.
وسارت الاتحادات القارية المختلفة على نهج الفيفا، وقامت باعتماد تقنية الفيديو في بطولاتها الكبرى على مستوى الأندية وكذلك المنتخبات، حتى لو كان ذلك بدءا من مراحل متقدمة بالبطولات في بعض الأحيان.
دوري أبطال أوروبا
ظهرت تقنية الفيديو في مباريات دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في الموسم الماضي، حيث جاء أول تدخل لها خلال مباراة أياكس الهولندي أمام ريال مدريد الإسباني في ذهاب ثمن النهائي، حين تم إلغاء هدف لاعب أياكس نيكولاس تاجليافيكو، بعد أن احتسبه حكم الساحة واحتفل لاعبو الفريق الهولندي، بداعي التسلل بعد اللجوء إلى حكم الفيديو المساعد.
وفي مباراة الإياب أطلت "الفار" بوجهها مجددا، حين تم احتساب هدف للفريق الهولندي، رغم أن إعادة الفيديو أثبتت أن الكرة تجاوزت خط التماس من بداية الهجمة، التي سجل منها دوشان تاديتش الهدف الثالث.
وانتهت المباراة بفوز أياكس أمستردام بنتيجة 4-1، ليقصي الفريق الملكي من البطولة بمجموع المباراتين 5-3، بعد أن انتهى لقاء الذهاب بنتيجة بفوز "الميرينجي" 2-1.
وحسمت تقنية "الفار" تأهل توتنهام هوتسبير الإنجليزي للدور نصف النهائي من البطولة، على حساب مواطنه مانشستر سيتي، حين قام مساعد الفيديو بتنبيه حكم الساحة لتسلل الأرجنتيني سيرخيو أجويرو قبل تمريره الكرة لزميله رحيم سترلينج الذي سجل هدف تأهل الفريق السماوي.
واحتسب حكم المباراة النهائية بين ليفربول وتوتنهام ضربة جزاء صحيحة لصالح "الريدز" في الدقيقة الأولى من المباراة، نتيجة لمس الكرة ليد مدافع توتنهام، ليتقدم "الريدز" بالهدف الأول عن طريق المصري محمد صلاح.
وانتهى اللقاء بفوز "الريدز" بنتيجة 2-0، بعدما سجل ديفوك أوريجي الهدف الثاني، ليتوج الفريق الإنجليزي باللقب للمرة السادسة في تاريخه.
أبطال أفريقيا
شهد إياب نهائي دوري أبطال أفريقيا بين الوداد والترجي، في شهر مايو/أيار الماضي، أحداثا مثيرة، بعدما رفض الفريق المغربي استكمال المباراة قبل 30 دقيقة تقريباً من نهايتها، بسبب اعتراضه على إلغاء هدف له ورفض الاستعانة بتقنية الفيديو التي اتضح لاحقاً أنها معطلة.
وتسلم بعدها الترجي التونسي لقب دوري أبطال أفريقيا بعد انسحاب الوداد، الذي احتج رسمياً على أحداث لقاء الإياب، ليقرر بعدها الاتحاد الأفريقي إعادة مباراة الإياب على أرض محايدة بعد نهاية بطولة كأس الأمم الأفريقية المقامة في مصر حالياً.
وبعد قرار "الكاف"، لجأ الفريقان إلى محكمة التحكيم الرياضية لإنصافهما، وطالب كل منهما بمنحه اللقب، إلا أن المحكمة قررت بأنها ستصدر قرارها النهائي بخصوص هذه القضية في موعد أقصاه يوم 31 يوليو/تموز.
وأشارت تقارير صحفية إلى أن المحكمة ستؤيد قرار الكاف بإقامة المباراة في أرض محايدة، وتحديداً في مدينة كيب تاون بجنوب أفريقيا.
كوبا أمريكا
شهدت نسخة 2019، التي استضافتها البرازيل، تطبيق تقنية الفيديو للمرة الأولى في تاريخ البطولة التي توج "السيليساو" بلقبها بالفوز على بيرو في المباراة النهائية بنتيجة 3-1.
وشهدت مباراة البرازيل وفنزويلا في الجولة الثانية من دور المجموعات، والتي انتهت بالتعادل السلبي، إلغاء 3 أهداف لصالح المنتخب البرازيلي، منها هدفان عن طريق تقنية "الفار".
وتكررت الواقعة نفسها في دور الثمانية خلال مباراة أورجواي وبيرو، التي انتهى وقتها الأصلي بالتعادل السلبي أيضًا، رغم تسجيل المنتخب الأوروجواياني ثلاثة أهداف تم إلغاؤها.
واستعان الحكم بتقنية الفيديو للتأكد من صحة قراره في الهدف الثاني الذي أحرزه إدينسون كافاني، ليحتكم الفريقان لركلات الترجيح التي ابتسمت لمنتخب بيرو في مفاجأة كبيرة شهدتها البطولة.
وشهدت مباراة البرازيل والأرجنتين في نصف نهائي البطولة مطالبة "التانجو" باحتساب ركلتي جزاء، لكن الحكم لم يلتفت إلى تلك المطالب، ولم يلجأ للتقنية.
وأكدت صحيفة "جلوبو سبورت" البرازيلية أن "تقنية الفيديو" كانت معطلة قبل هذه المواجهة، حيث أشارت إلى أن حكم المباراة وجد مشكلات عديدة في التواصل مع غرفة التحكم قبل انطلاق اللقاء.
وانتقد ليونيل ميسي، قائد الأرجنتين، قرارات حكم المباراة، بعدم اللجوء إلى تقنية الفيديو في أكثر من مناسبة، متهما اتحاد أمريكا الجنوبية (الكونكاكاف) بتطويع كل الظروف حتى تقنية الفيديو من أجل منح اللقب لراقصي السامبا.
وانتهى هذا اللقاء بفوز "السامبا" بهدفين دون رد، ليتأهل بعدها للنهائي ويتوج باللقب التاسع في تاريخه من كوبا أمريكا.
كأس أمم أفريقيا
بدأ استخدام تقنية الفيديو للمرة الأولى في تاريخ كأس الأمم الأفريقية (الكان)، خلال نسخة 2019 التي استضافتها مصر، وذلك بداية من الدور ربع النهائي.
وكانت أولى حالات اللجوء لتقنية الفيديو في الكان خلال لقاء السنغال وبنين، حيث تم إلغاء هدفين لنجم ليفربول ساديو ماني بداعي التسلل، بعدما سجل هدفين في الدقيقتين 52 و72، وأثبتت الإعادة التلفزيونية صحة قرار الفيديو.
بينما حين شهدت مباراة نيجيريا وجنوب أفريقيا في الدور ذاته أول حالة مؤثرة، حين سجل منتخب الأولاد هدف التتعادل (1-1)، لكن تم إلغاؤه بداعي التسلل، وبالعودة لتقنية الفيديو تبين صحة الهدف، مما اعتبر بداية قوية ومشجعة لتطبيقها في البطولة الأفريقية.
وفي الدور قبل النهائي بين تونس والسنغال، تدخل "الفار" ليلغي ركلة جزاء كان الحكم الإثيوبي باملاك تيسيما لصالح "نسور قرطاج" بعد لمسة يد، وذلك قبل نهاية الشوط الإضافي الثاني، بـ5 دقائق، لتحرم تونس من فرصة معادلة النتيجة، لتنتهي المباراة 1-0 لصالح السنغال.
وأثار القرار جدلا كبيرا لأن الكرة لامست يد المدافع فعلًا، لكن لم يكن هناك تعمد، كما كانت المسافة قريبة جدًا بينه وبين زميله الذي شتتها برأسه لتصطدم به، الأمر الذي جعل المحللين يختلفون في تقديرهم للكرة.
وفي لقاء الجزائر مع نيجيريا، في نصف النهائي أيضا، تدخل مساعد الفيديو تدخلا موفقا باحتساب ضربة جزاء صحيحة لصالح المنتخب النيجيري لم ينتبه لها الحكم أو مساعده. نجح النسور في أن يدركوا منها التعادل.
وأبت تقنية الفيديو أن تنتهي البطولة دون أن تظهر في المباراة النهائية لها بين السنغال والجزائر، حيث لجأ لها الحكم الكاميروني أليوم نيانت للحكم على ضربة جزاء احتسبها لصالح المنتخب السنغالي في الشوط الثاني من اللقاء، بسبب لمسة يد على أحد لاعبي الجزائر، قبل أن يقوم بإلغائها بعد الرجوع لـ"الفار".
يشار إلى أن المنتخب الجزائري توج بلقب أمم أفريقيا 2019 بالفوز على السنغال، بهدف دون رد في المباراة التي احتضنها استاد القاهرة الدولي.
aXA6IDMuMTMzLjEyNC4xNjEg جزيرة ام اند امز