"صحفيون على خط النار" معرض يوثق جرائم الاحتلال ضد الصحفيين بغزة
50 صورة ترسم مشهد اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على الصحفيين الفلسطينيين في غزة، من خلال معرض فني.
أعاد مصوّران فلسطينيان رسم مشهد اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على الصحفيين الفلسطينيين خلال تغطيتهم مسيرات العودة شرق قطاع غزة، من خلال 50 صورة ضمها معرض "صحفيون على خط النار".
في بيت الصحافة بغزة، افتتح حشد من الصحفيين والمهتمين، المعرض الذي يوثق لحظات حرجة وصعبة للصحفيين التقطتها عدسة المصوريْن أشرف أبوعمرة وعطية درويش، خلال تغطية الأحداث في نقاط التماس الأولى مع الاحتلال.
بتأثر، يشير المصور أشرف أبوعمرة، إلى صورة التقطتها عدسته للصحفي الشهيد ياسر مرتجى، مستذكرًا لحظات استهدافه، وهو أحد شهود تلك الجريمة في 6 أبريل/ نيسان الماضي، خلال تظاهرات العودة شرق خانيونس، جنوب قطاع غزة.
معاناة وخطر
قال أبوعمرة لـ"العين الإخبارية": "هذه صورة من 25 صورة معروضة هنا لي، ومثلها لزميلي عطية درويش، توثق عمل الصحفيين على خطوط النار"، مشيرا إلى أن الصور تبرز المعاناة والمخاطرة، وتتناول الشهداء الصحفيين، والجرحى، وعمل الصحفيين في منطقة الخطر.
ومنذ انطلاق مسيرة العودة في 30 مارس/آذار الماضي، استشهد صحفيان فلسطينيان وأصيب 210 آخرين في القمع الإسرائيلي، وسط تأكيدات حقوقية بتعمد الاحتلال استهداف الصحفيين لمحاولة إرهابهم ومنعهم من تغطية الأحداث.
ويؤكد أبوعمرة أن المعرض ضم مجموعة مختارة مما وثقته عدساتهم عن جرائم الاحتلال والبيئة الخطرة التي يعمل بها الصحفيون، وجاء عرضها بالمعرض في اليوم العالمي للتضامن مع الصحفي الفلسطيني.
وأشار إلى أن غالبية هذه الصور توثق جرائم إسرائيلية خطيرة، متأملا أن تستخدم وثائق لملاحقة الاحتلال، مطالبا المؤسسات الدولية المعنية بالتدخل لحماية الصحفيين الفلسطينيين ووقف انتهاكات الاحتلال ضدهم.
وتتنوع الصور المعروضة ما بين صورتي الصحفيين الشهيدين ياسر مرتجى وأحمد أبوحسين، ومن تشييعهما، إلى جانب صور صحفيات وصحفيين جرحى، وآخرين يغطون وسط النيران وقنابل الغاز.
ودعا أبوعمرة المؤسسات التي تعنى بحقوق الصحفيين إلى توفير الدعم والمساندة وأدوات السلامة المهنية لهم، لما يمثله الاحتلال من خطر على حياة الصحفيين الفلسطينيين.
مزيج مشاعر
المصور عطية درويش، الذي كان يشرح بين الحين والآخر لرواد المعرض تفاصيل التقاط الصور الخطرة، تحدث لـ"العين الإخبارية" عن مزيج المشاعر التي كان يمر بها لحظة التقاط هذه الصور لأحد زملائه.
وقال: "تكون في حالة صدمة، فأمامك زميلك ورفيقك يصاب أو يستشهد، الرصاصة كان يمكن أن تصيبك، هل تصوره أم تذهب مع الآخرين لحمله وإسعافه، أم تهرب أساسا من المكان في ظل الرصاص والقنابل المتلاحقة، وسط هذه الحالة القاسية تلتقط الصورة لتوثق جريمة لا بد أن يحاسب الاحتلال عليها يوما".
وأشار إلى أن المعرض يعرض جوانب من معاناة الصحفيين، ليقول للعالم: نحن بحاجة لحماية، أوقفوا الاعتداءات الإسرائيلية ضدنا.
محاسبة الاحتلال
رئيس مجلس إدارة بيت الصحافة بلال جاد الله، قال: إن افتتاح معرض صور "صحفيون على خط النار " يأتي على هامش اليوم العالمي للتضامن مع الصحفي الفلسطيني (يصادف 26 سبتمبر من كل عام).
وأشار إلى أن "هذه المجموعة المختارة من الصور للمصورين أشرف وعطية، تعبّر عن واقع عمل الصحفيين والصحفيات في الميدان خلال التغطية المتواصلة على حدود الوطن، وكذلك تعبر عن حجم الانتهاكات الخطيرة التي يتعرض لها كل صحفي وصحفية من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
وأشار إلى أن الصحفيين الفلسطينيين يحملون أرواحهم على أكفهم؛ لينقلوا لنا الحقيقة والصورة وهم في خطر دائم ممن لا يرحم ولا يبالي بالقوانين ولا المواثيق الدولية.
وقال: "الاحتلال يخشى الحقيقة والتي سقط من أجلها الزميل ياسر مرتجى والزميل أحمد أبوحسين شهيدين بعدما أطلقت عليهما نيران القناصة بشكل مباشر ومتعمد، رغم ارتدائهما شارات الصحافة بوضوح، هذا بالإضافة لعشرات الإصابات المختلقة من الصحفيين الفلسطينيين الأبطال".
وجدّد في كلمته، دعوته لجميع المؤسسات والاتحادات والهيئات المحلية والدولية، إلى تكثيف الجهود من أجل محاسبة قتلة الصحفيين الفلسطينيين؛ من أجل خلق الرادع الذي يمنع الاحتلال من مواصلة اعتداءاته على الصحفيين الفلسطينيين وملاحقة مرتكبي هذا الجرائم قانونياً.