نواب ليبيون لـ"العين الإخبارية": اجتماعات القاهرة لتوحيد البرلمان

80 نائبا ليبيا من كل التيارات السياسية يمثلون جغرافيا الشرق والجنوب والغرب الليبي يجتمعون بالقاهرة لتوحيد رؤى المجلس.

أكد برلمانيون ليبيون أن اجتماعهم في القاهرة تضمن مؤشرات إيجابية بمشاركة كل التيارات السياسية والمناطق، لتوحيد المؤسسة التشريعية.

كما نوه النواب الليبيون بالسعي الحثيث للحفاظ على ليبيا وإعادتها لتكون موحدة، لإعادة دورها ومكانتها كسند لكل الدول العربية.

• نائب ليبي: أردوغان داعم ومحرك كل جماعات الإرهاب
• المهاجرون في ليبيا.. حياة مأساوية على أيدي مليشيات طرابلس

وشددوا، خلال اجتماعهم الذي عقد السبت بالقاهرة، على احترام التعهدات والأسرة الدولية، ومن يسعى لحل المشكلة بين الليبيين، مؤكدين أن أي جهود دولية ما لم تكن مبنية على الدستور الليبي والإعلان الدستوري ومن مجلس النواب الشرعي المنتخب تعتبر فاشلة ولن ترى النور.

وعقد 80 من أعضاء مجلس النواب الليبي، السبت، يمثلون كل التيارات السياسية داخل ليبيا ويمثلون جغرافياً الشرق والجنوب والغرب الليبي اجتماعا في القاهرة.

وتستمر الاجتماعات على مدار أسبوع برعاية اللجنة الوطنية المعنية بليبيا، في إطار الجهود المصرية لتوحيد رؤى النواب الليبي وبحث كيفية الخروج من الأزمة الحالية وتحقيق الاستقرار في ليبيا ودعم مؤسساتها وعلى رأسها البرلمان والجيش الوطني الليبي.

صلح وتغاضٍ

ومن جانبه، قال عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب الليبي طارق الجروشي إن البرلمان والحكومة والخارجية في مصر يعلمون خطورة الأزمة الليبية.

وتابع الجروشي أن الدولة المصرية تسعى لرأب الصدع في مجلس النواب الذي نتج عن تحرك الجيش الليبي لتنفيذ القرار رقم 7 من مجلس النواب عام 2014 لحل المليشيات والأذرع الإخوانية المسلحة وتنظيم القاعدة، بعد أن حرر بنغازي ودرنة والعديد من المدن الليبية من الإرهابيين.

 وأشار الجروشي إلى أن اجتماع السبت كان ناجحا بامتياز وضم أعضاء من كافة التيارات السياسية بما فيها المنقطعون والمقاطعون لمجلس النواب وحصل تواصل بينهم وتبادل لوجهات النظر من أجل ليبيا.

وأوضح الجروشي أن الاجتماع أكد أن البرلمان هو المجلس الشرعي الدستوري الوحيد والمسؤول عن أي حل سياسي، إضافة إلى مناقشة وضع أسس للدولة المدنية واحترام حقوق المواطنة وتهيئة مناخ لبعض الإصلاحات ومنها الإصلاحات التشريعية ووضع دستور جديد لليبيا.

وأشار الجروشي إلى أن الدستور الحالي يخدم مصالح تيار معين، في حين أن الليبيين يطمحون لوضع دستور يخدم الدولة والقضية الليبية.

وكشف القروشي عن أن جلسة اليوم تضمنت اقتراحا من بعض النواب بأن تكون هناك حكومة انتقالية موحدة على ألا تضم فايز السراج أو أحدا من حكومته، إلى أن تأتي انتخابات رئاسية وبرلمانية جديدة.

كما أعلن الجروشي أن جلسة اليوم كانت بمثابة الصلح بين النواب الليبيين، وأنه تم التغاضي عن كل الخلافات السابقة، والوعد بعدم فتح الملفات الشائكة مرة أخرى لإرجاع المجلس إلى دوره القائم عليه، وهي حل المشكلة الليبية.

مؤشرات إيجابية

وأكد عبدالله بليحق، المتحدث باسم مجلس النواب الليبي، أن اجتماع النواب الليبيين في القاهرة اليوم نتيجة حرص مصر على أمن واستقرار ليبيا وإزالة الخلافات بين أعضاء المجلس.

وأعلن بليحق، في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية"، أن اجتماعات القاهرة تعد العامل الأكبر لحل الأزمة الليبية، خاصة مع دور مجلس النواب وكونه المؤسسة الشرعية المنتخبة الوحيدة في البلاد.

وأوضح بليحق أن اجتماعات اليوم التي ترعها اللجنة المكلفة بالملف الليبي من الرئاسة المصرية، تهدف لإزالة أي خلافات بين أعضاء المجلس وإبراز دور أكبر لمجلس النواب وتحقيق التقدم في سبل حل الأزمة السياسة في ليبيا.

وكشف بليحق أن الاجتماع اليوم أكد أن مجلس النواب هو المجلس الشرعي المنتخب الوحيد من الشعب الليبي، وأي حل سياسي قادم يجب أن يتم مناقشته مع مجلس النواب وأن يوافق عليه، إضافة إلى العمل على توحيد التراب الليبي والتصدي لأي تدخل في السيادة الوطنية الليبية.

ويرى بليحق أن الاجتماعات تسير بشكل جيد وسوف يكون هناك بيان رسمي حول مخرجاته برعاية اللجنة المصرية.

لن نعود إلى القيود

"لن نعود إلى القيود لقد تحررنا وحررنا الوطن".. اعتبر الدكتور طارق الدغاري عضو مجلس النواب عن دائرة الجبل الأخضر أن اجتماع النواب الليبيين في القاهرة اليوم جاء نتيجة للسعي الحثيث للحفاظ على ليبيا وإعادتها لتكون أمة واحدة موحدة، وتكون سندا لكل الدول العربية.

ويرى الدغاري أن دعوة مصر لعقد اجتماعات اليوم كانت في صالح مجلس النواب الليبي الذي عانى حملات العداء من دول خارجية، رغم كونه الجسم الشرعي الوحيد في ليبيا.

وشدد النائب الليبي على أن الدور المصري عبر التاريخ معروف ومشهود في دعم الليبيين بسبب تمديد بداية من الجيش السنوسي الليبي الذي تم إنشاؤه في مصر في فترة الجهاد ضد الاستعمار والدور الذي استمر إلى الآن لدعم ليبيا للخروج من الأزمة وإعادة الاستقرار مرة أخرى.

ويرى الدغاري الذي عمل مقررا للجنة التواصل مع الجامعة العربية عند تأسيس مجلس النواب، أن هناك غيابا لدور حقيقي لجامعة الدول كما أن هناك مخططات لإبعاد الليبيين عن إخوتهم العرب.

الحكومة غير الدستورية

ومن جانبه، قال إدريس عمران، عضو البرلماني الليبي عن دائرة البيضاء، إن البرلمان الليبي يحترم التعهدات الدولية والأسرة الدولية ومن يسعى لحل المشكلة بين الليبيين، مؤكدا أن أي جهود دولية ما لم تكن مبنية على الدستور الليبي والإعلان الدستوري ومن مجلس النواب الشرعي المنتخب تعتبر فاشلة ولن ترى النور.

وشدد عمران على أن البرلمان لديه ثوابت وقد وضحها في كل العالم بما فيها مؤتمرات باليرمو وباريس إذ تحدث الرئيس البرلمان المستشار عقيلة صالح في هذه المؤتمرات، مؤكدا أنه لا صفة قانونية أو دستورية لحكومة فايز السراج غير الشرعية، مؤكدا أنهم مجرد موظفين لدى هيئة الأمم المتحدة.

وأضاف عمران أن البرلمان الليبي يحمل الجامعة العربية ما يحدث في ليبيا، باعتبارها من دفعت العالم للاعتراف بحكومة لم تنل ثقة البرلمان الليبي.

وقال إن المسؤول الأول عما يحدث في ليبيا كانت الجامعة العربية، بسبب إصدارها قرارا بتبني المجلس الرئاسي غير الدستوري دون أن يحصل على ثقة البرلمان.

وأكد عمران أن المجتمع الدولي والجامعة العربية خاصة مصر والسعودية، ودول جوار ليبيا، يجب أن يكون لها دور مفصلي لإصلاح ما أفسدته حكومة السراج غير الدستورية التي جاءت دون رغبة مجلس النواب والشعب الليبي.

وشدد عضو البرلماني الليبي عن دائرة البيضاء على أن حكومة السراج غير قادرة على لم شمل الليبيين فقد شهدت تشققا داخليا في الأسبوع الأول لتشكيلها وقد فشلت في المحافظة على الاستثمارات والموارد الأخرى واستجلبت المرتزقة واعتمدت على الميلشيات لتدمير البلاد التي أصدر مجلس النواب قرارا رقم 7 لسنة 2014 بحلها، مؤكدا أن الجامعة العربية عليها اعتماد إرادة الشعب الليبي.

وأوضح أن البرلمان الليبي قاطع التعامل مع الحكومة غير الدستورية، واعتبرها بلا صفة ولا توجد أي تعاملات أو مراسلات معها أو تخصيص ميزانية باسم الحكومة.

وأكد عضو البرلماني الليبي أن أي قرار أو خطوة من هذه الحكومة غير الشرعية ليس له أي قيمة قانونية أو دستورية خاصة مع سيطرة الميلشيات على الحكومة قائلا: "لا تستطيع هذه الحكومة أخذ اي قرار دون علم الميليشيات الإرهابية".