"الحوثي" يبيع "الموت المدفون" في الحديدة
يزرع الحوثيون الألغام ويخضعون البعثة الأممية لقيود صارمة ثم ما يلبثوا أن يقفوا أمامها لتسول الدعم والأموال في وقاحة منقطعة النظير لتنظيم إرهابي دولي.
ابتزاز تفرضه مليشيات الحوثي على البعثة الأممية العاملة في الحديدة، غربي اليمن، بموجب اتفاق ستوكهولم وذلك بعد أن حولت المحافظة إلى أكبر حقل ألغام في العالم ما أدى إلى حصد أرواح نحو ألفي مدني في الحديدة وحدها.
وقالت مصادر محلية وأمنية يمنية لـ"العين الإخبارية"، إن مليشيات الحوثي رفضت نزع الألغام والعبوات التي زرعتها في مناطق باتت خاضعة لسيطرتها كليا وبعيدة عن خطوط النار وذلك في محافظة الحديدة الساحلية.
وأضافت المصادر أن المليشيات الحوثية تنصلت عن مسؤوليتها في زراعة وتفخيخ مساحات واسعة في الحديدة على امتداد أكثر من 100 كيلومتر من الطرقات والأحياء السكنية ومداخل المدن والمربعات والمزارع التابعة للسكان في مناطق تهامة الزراعية.
اشتراطات حوثية لنزع الألغام
وكشفت المصادر لـ"العين الإخبارية" أن ما يسمى "وزارة الدفاع في حكومة الانقلاب غير المعترف بها وضعت حزمة شروط لكي تشارك فرقها الهندسية في نزع الألغام التي زرعتها وطالبت الأمم المتحدة بتنفيذ هذه الشروط لأنها لا تملك خرائط للألغام.
ورغم أن مليشيات الحوثي هي الطرف الوحيد الذي يقوم بزراعة الألغام فإنها تدعي أن "من زرع هذه الألغام هي القوات المشتركة في حين يعلم الجميع أن القوات المشتركة لم تصل إلى هذه المناطق"، وفقا للمصادر.
وتضمنت الشروط الحوثية حسب المصادر أن تمول الأمم المتحدة خطة عمل للفرق الهندسية الحوثية ومعدات لازمة وأجهزة متقدمة خاصة بكشف الألغام، إضافة إلى دفع مقابل مالي عن كل لغم يتم انتزاعه وأن يكون التمويل حسب الإنجاز ومقابل كل قطعة متفجرة تدفع الأمم المتحدة مقابل محدد يساوي ما يدفعه مشروع مسام السعودي للفرق التابعة له.
كما طلبت المليشيات الحوثية في اشتراطاتها أن تتضمن خطة التمويل تعويضا مجزيا لأهالي العاملين في نزع الألغام حال قتل أحدهم أو فقد أحد أطرافه أثناء العمل وتحمل نفقات علاج المصابين حتى يتم شفاؤهم .
وأشارت المصادر إلى أن المليشيات طالبت بأن يتم العمل في نزع الألغام بعد توفير الأمم المتحدة المتطلبات والتوقيع على اتفاقية معلنة بين الطرفين على مراحل مختلفة تشمل كل مرحلة مساحة جغرافية محددة.
ويرى مراقبون أن أي دعم أممي عبر بعثة الحديدة لوقف إطلاق النار للحوثيين سيكون بمثابة تبني صريح ومعلن لزراعة المليشيات للألغام والعبوات، وحثوا الحكومة اليمنية للتدخل والضغط لمنع أي اتفاقات لتمويل الحوثيين عسكريا عبر الأمم الأمم المتحدة.
ابتزاز صريح
وكان القيادي الحوثي علي زيد الموشكي طالب الأحد الماضي، الأمم المتحدة بتوفير أجهزة نزع الألغام لحماية المدنيين من المخاطر في عملية ابتزاز صريحة للأمم المتحدة باسم حماية المدنيين
جاء ذلك خلال لقاء فريق الحوثيين برئاسة الموشكي مع رئيس وأعضاء بعثة الأمم المتحدة لمراقبة وقف إطلاق النار وإعادة الانتشار في محافظة الحديدة.
واعترف القيادي الحوثي ضمنيا بأن مليشياته الإرهابية هي من تقوم "بزرع الألغام في كل الأحياء الجنوبية لمحافظة الحديدة حيث قال:"نكرر أن معظم الأحياء الجنوبية لمدينة الحديدة مناطق ملوثة بالألغام".
وخاطب الموشكي البعثة الأممية قائلا: "إذا كان لديكم رغبة حقيقية لوقف نزيف دم الأبرياء قوموا من جانبكم بتوفير الأجهزة الخاصة بكشف ونزع الألغام" في حين يرى مختصون أن عملية نزع الألغام لا تحتاج سوى أن تقدم المليشيات خرائط الألغام المزروعة ليتم انتزاعها.
رئيس البعثة الأممية بالحديدة الجنرال مايكل بيري قال بدوره إن البعثة تعكف على صياغة مذكرة بمثابة خطة لتسهيل العمل على إزالة الألغام وهو ما يعني موافقة من الأمم المتحدة على الابتزاز الحوثي للبعثة الأممية.