مأساة المهاجرين.. بين الغرق بالمتوسط ونار مليشيات ليبيا
تظاهر الآلاف من أنصار منظمات الإنقاذ في العديد من المدن الألمانية برلين وميونخ والعديد من المدن الأخرى- السبت، ضد سياسات الهجرة.
وطالب المتظاهرون بدعم جهود إنقاذ المهاجرين من مخاطر مياه البحر المتوسط، تحت شعار: "الإنقاذ من مياه البحر غير قابل للتفاوض".
وستنظم مظاهرة أخرى، الأحد، في مدينة هامبورج شمالي ألمانيا لنفس الغرض، بدعوة من تحالف من منظمات مثل سي-وتش، و إس أو إس ميديتراني، ومنظمة العفو الدولية.
ويؤكد المنظمون أن أكثر من 1100 شخص غرقوا في البحر المتوسط خلال العام الجاري، في حين أعاد خفر السواحل الليبي أكثر من 1400 شخص إلى ليبيا في انتهاك للقانون الدولي.
إعادة أم إنقاذ
وفي سياق متصل، اعترض مسلحون في الغرب الليبي قاربا مطاطيا يحمل 96 مهاجرا من عدة جنسيات أفريقية، كانوا في طريقهم نحو الشواطئ الأوروبية.
وأعاد زورق دورية المهاجرين إلى قاعدة طرابلس البحرية ليتولى جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية إتمام إجراءات ترحيلهم إلى بلدانهم.
وحسب آخر إحصائية ليبية رسمية في يونيو/حزيران الماضي، فإن عدد المهاجرين الذين أعيدوا من البحر المتوسط إلى ليبيا التي انطلقوا منها نحو أوروبا خلال العام الجاري بلغ 9216 مهاجرا غير شرعي.
انتهاك للقانون الدولي
ويؤكد الدكتور عبدالمنعم الحر، الأمين العام للمنظمة العربية لحقوق الإنسان في ليبيا أن طرابلس لم توقع على اتفاقية الأمم المتحدة عام ١٩٥١ المعنية باللاجئين، بما يعني أنها لا تقبل طلبات لجوء، ولا يمكن اللجوء لها وفقا للاتفاقية وأنها دولة عبور.
وأوضح في تصريحات سابقة لـ"العين الإخبارية" أن "ما يحدث هو اعتراض المهاجرين -وليس إنقاذهم- في البحر، وإعادتهم إلى ليبيا، يخالف القانون الدولي، وقد تكون وراؤه دوافع غير قانونية، وأن محاولة البعض إقامة مدينة كوطن بديل للمهاجرين هو تغيير ديمغرافي غير مقبول.
جرائم المليشيات
وتعمل بعض المليشيات في المنطقة الغربية على الاتجار في البشر وتسهيل الهجرة غير الشرعية بعضهم مطلوب أو معاقب دوليا أبرزهم أحمد الدباشي المعروف بـ"العمو"، ومحمد سالم بحرون المعروف بـ"الفار"، وعبدالرحمن ميلاد المعروف بـ"البيدجا".
وبعد أن يعاد المهاجرون إلى ليبيا عقب إنقاذهم يتم احتجازهم في مراكز تسيطر عليها المليشيات وتؤكد تقارير حقوقية عن منظمات دولية ومحلية سبق نشرها على "العين الإخبارية" إلى أنهم يعانون فيها من انتهاكات لحقوق الإنسان من تعذيب واستغلال واعتداءات جنسية وغير ذلك.