باحثون يرصدون رياح إحدى المجرات البعيدة
الدراسة تقدم للمرة الأولى دليلاً على دور رياح الغاز في إنشاء الوسط المجري "CGM"، وهي المناطق التي تلعب دورًا في تطور المجرة.
رصد فريق بحثي دولي يقوده علماء من جامعة كاليفورنيا تأثيرات الرياح المجرية "إخراج الغاز من المجرات"، وذلك من خلال بيانات خاصة بأرصاد مجرة بعيدة تسمى "مكاني - Makani".
وتقدم نتائج الدراسة المنشورة في دورية "نيتشر"، للمرة الأولى دليلاً مباشراً على دور هذه الرياح في إنشاء الوسط المجري "CGM"، وهي المناطق المحيطة بالمجرات، التي تلعب دورًا نشطًا في تطورها الكوني، وهي مصدر للوقود المُكوّن للنجوم في المجرة، ومكان للتغذية المرتدة وإعادة التدوير في المجرة، وربما المنظم الرئيسي لتزويد غاز المجرة.
ومجرة "مكاني" موضع الدراسة، هي نتاج ما يُعرف باسم الاندماج الرئيسي في المرحلة المتأخرة، حيث اندمجت اثنتان من المجرات بسبب الجاذبية الشديدة التي شعر بها كل منهما تجاه الآخر.
وغالبًا ما تؤدي عمليات الدمج إلى حدوث انفجار نجمي، أسفر عن عدد من المواليد الجدد للنجوم، ومن المحتمل أن هذه النجوم الجديدة في حالة هذه المجرة، تسببت في تدفقات الغاز، إما في شكل الرياح النجمية أو عندما انفجرت المستعرات الأعظمية بها.
والمُسْتَعِرُ الأعظم "Supernova - سوبرنوفا"، هو حدث فلكي يحدث خلال المراحل الأخيرة لحياة نجم ضخم، إذ يحدث انفجار نجمي هائل يقذف فيه النجم بغلافهِ في الفضاء عند نهاية عمره.
ويؤدي ذلك إلى تكون سحابة كروية حول النجم، وسرعان ما تنتشر طاقة الانفجار في الفضاء وتتحول إلى أجسام غير مرئية في غضون أسابيع أو أشهر، أما مركز النجم فينهار على نفسه نحو المركز، مكوناً إما قزماً أبيض أو يتحول إلى نجم نيوتروني.
وبينما يتقارب الفلكيون حول فكرة أن الرياح المجرية مهمة لتغذية الوسط المجري، فإن معظم الأدلة جاءت من النماذج النظرية أو الملاحظات التي لا تشمل المجرة بأكملها.
واستخدمت الدراسة البيانات المرصودة من تلسكوب "هابل" الفضائي ومرصد "أتاكاما" المليمتري الكبير في تشيلي، التي أعطت الصورة المكانية الكاملة لمجرة واحدة، وهي مجرة "مكاني".
وقال الدكتور أليسون كويل من جامعة كاليفورنيا في تقرير نشره موقع الجامعة، الخميس: "وجود هذه المجرة يوفر أولى إحدى النوافذ المباشرة لمعرفة كيفية استمرار هذا الجسم الفضائي، من خلال دعم الوسط المجري بالغاز اللازم".