بعد ملء 80% من الاحتياطي.. هل تفوقت أوروبا على سلاح الطاقة الروسي؟
احتفلت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، الإثنين، بأن احتياطيات الغاز بلغت 80%، فهل بدأت أوروبا الفطام من غاز روسيا؟
وأكدت أوسولا خلال مؤتمر للطاقة في الدنمارك، أن ذلك الهدف الذي يسعى الاتحاد الأوروبي للوصول إليه بحلول الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني، حيث يعزز تخزين الغاز القدرة على امتصاص صدمات نقص الإمداد، كما يوفر نحو 25% - 30% من الوقود المستهلك في الشتاء، وتمكن الاحتياطيات الضخمة الدول الأوروبية من مواجهة المزيد من خفض الإمدادات بشكل أفضل، بينما تبدأ "غازبروم" صيانة مفاجئة لخط أنابيب "نورد ستريم" الأربعاء.
وفي بولندا، تم ملء الاحتياطيات بنسبة 100% تقريباً في 27 أغسطس/آب الجاري، بينما انتهى التخزين في البرتغال. وأظهرت بيانات "جمعية البنية التحتية للغاز في أوروبا" أن مخازن إيطاليا كانت ممتلئة بنسبة 81%، وهنغاريا بنسبة 62% وبلغاريا بنسبة 60%.
وقالت كلير وايزاند، نائب الرئيس التنفيذي لشركة "إنجي" (Engie SA) الإثنين الماضي، إنه تم ملء أكثر من 90% من مخزون الغاز لديها حالياً، وأكدت على ضرورة أن يكون لدى فرنسا ما يكفي من الوقود للتعامل مع متوسط درجات الحرارة في الشتاء.
ورغم المزاعم الأوروبية حول "الفطام من الغاز الروسي"، قررت روسيا تخفيض إمدادات الغاز إلى فرنسا وألمانيا، واليوم الأربعاء نقلت وكالة انترفاكس للأنباء عن أليكسي ميلر الرئيس التنفيذي لعملاق الغاز الروسي غازبروم قوله "إن شركة سيمنس إنريجي الألمانية غير قادرة على إجراء صيانة دورية لمعدات خط أنابيب الغاز نورد ستريم 1".
وقال ميلر أيضا إن صيانة رئيسية لمعدات نورد ستريم 1 غير ممكنة بسبب العقوبات الغربية.
وانقطعت التدفقات عبر نورد ستريم 1 من أجل الصيانة بين الساعة 0100 بتوقيت جرينتش يوم 31 أغسطس/آب وحتى 0100 بتوقيت جرينتش يوم الثالث من سبتمبر/ أيلول، وفقا لشركة الطاقة الروسية العملاقة غازبروم.
وأظهرت البيانات الواردة من الموقع الإلكتروني للجهة المشغلة لخط الأنابيب انخفاض التدفقات إلى الصفر بين 0200 و0300 بتوقيت جرينتش اليوم الأربعاء.
خوف وتحذير
وتخشى الحكومات الأوروبية أن تمدد موسكو الانقطاع ردا على العقوبات الغربية المفروضة عليها بسبب حرب أوكرانيا، واتهمت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستخدام إمدادات الطاقة "كسلاح حرب". وتنفي موسكو ذلك.
ومن شأن زيادة القيود على إمدادات الغاز الأوروبية أن تفاقم أزمة الطاقة التي أدت بالفعل إلى ارتفاع أسعار بيع الغاز بالجملة أكثر من 400% منذ أغسطس/آب العام الماضي، مما تسبب في أزمة مؤلمة بتكلفة المعيشة للمستهلكين وزيادة التكاليف على الشركات وأجبر الحكومات على إنفاق المليارات لتخفيف العبء.
وحذر كلاوس مولر، رئيس "الوكالة الفيدرالية للشبكات"، الجهة المنظمة للطاقة في ألمانيا، في وقت سابق من هذا الشهر، من أنه حتى مع اكتمال تخزين بعض المواقع بالكامل، تخاطر ألمانيا بعدم التمكن من استكمال التخزين خلال الشتاء إذا أوقفت روسيا تدفق الغاز، بحسب بلومبرج.
غلاء الكهرباء يعيد أوروبا إلى عصر الظلام
وتسببت مخاوف نقص إمدادات الغاز في قفزة قياسية في أسعار الكهرباء بأوروبا، وسجل سعر الميجاوات في المملكة المتحدة يوم الإثنين 29 أغسطس/ آب 2022 نحو 439.88 يورو بزيادة قدرها 264.68% مقارنة بعام 2021، وقفز سعر الكهرباء في ألمانيا إلى 658.41 يورو بزيادة 517.76% عن العام الماضي، وفي فرنسا سجل سعر الميجاوات 733.64 يورو بزيادة 586.54% عن 2021، وفي إسبانيا سجل سعر الميجاوات 188.42 يورو بزيادة 51.40%، وفي إيطاليا بلغ سعر الميجاوات 745.70% بزيادة 490.98% مقارنة بالفترة نفسها في العام الماضي، بحسب منصة "tradingeconomics" لرصد أسعار الطاقة عالمياً.
وتوقعت بلومبرج أن يصل سعر الميجاوات من الكهرباء في أوروبا إلى 1000 يورو (993 دولارا) بحلول عام 2023 المقبل، وهو ما يعادل نحو 10 براميل نفط (سعر برميل النفط خام برنت اليوم 95.42 دولار).
تدخل أمريكي
قال البيت الأبيض اليوم الأربعاء إن الولايات المتحدة ستواصل البحث عن سبل لزيادة منتجات الغاز المتجهة إلى أوروبا وسط تخفيضات إمدادات الطاقة من روسيا بعد حربها في أوكرانيا.
وقال جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي للصحفيين "الرئيس (الروسي فلاديمير) بوتين يستخدم مجددا الطاقة كسلاح".
aXA6IDMuMTQ1Ljc2LjE1OSA= جزيرة ام اند امز