على وقع استقالة باباجان.. الانشقاقات تضرب حزب أردوغان
40 نائبًا من الكتلة البرلمانية للعدالة والتنمية يعتزمون الانضمام لحزب باباجان الجديد
كشفت وسائل الإعلام التركية اعتزام 40 نائبًا برلمانيًا تابعين لحزب العدالة والتنمية الحاكم التقدم باستقالتهم؛ للانضمام للحزب الجديد الذي يؤسسه نائب رئيس الوزراء السابق، علي باباجان، الذي تقدم الإثنين باستقالته من الحزب رسميًا.
الموقع الإلكتروني لصحيفة "يني جاغ" المعارضة، وغيره من الصحف الأخرى، ذكرت، الإثنين، نقلًا عن مصادر مقربة من الحزب الحاكم، أن 40 نائبًا من الكتلة البرلمانية للعدالة والتنمية يعتزمون الانضمام لحزب باباجان الجديد الذي يؤسس له رفقة رئيس البلاد السابق عبد الله جول.
وذكرت الصحيفة أن إعلان باباجان استقالته من الحزب أضفى على مزاعم تأسيسه لحزب جديد التي انتشرت خلال الأشهر الأخيرة، الصفة الرسمية، مشيرة إلى أن المراقبين للشأن السياسي التركي يترقبون خلال الأيام المقبلة ردود فعل الأغلبية داخل الحزب المعارضة لأردوغان بعد الخسارة الكبيرة التي مني بها العدالة والتنمية في الانتخابات المحلية الأخيرة.
ولفتت إلى أن كلا من باباجان والرئيس السابق جول، يسعون منذ 3 أشهر تقريبًا؛ لإقناع نواب العدالة والتنمية للانضمام لحزبهم الجديد، موضحة أن هؤلاء النواب يقدر عددهم بأربعين شخصًا منزعجين من نظام الرجل الواحد الرئاسي، ومن انفصال أردوغان بشكل كبير عن الحزب.
كما أشارت الصحيفة كذلك إلى أن العدالة والتنمية على الجانب الآخر يبذل جهودًا حثيثة لمنع هؤلاء النواب من الاستقالة تحت أي ظرف كان.
وأوضحت أن العام الأخير شهد ردود فعل غاضبة داخل الحزب ضد أردوغان بعد الخسارة في الانتخابات المحلية بجولتيها الأولى التي جرت يوم 31 مارس/آذار الماضي، والثانية في 23 يونيو/حزيران، فضلا عن رفضهم لغة الاستقطاب التي دأب أردوغان على استعمالها في خطاباته السياسية، ناهيكم عن الأداء الاقتصادي السيء للحزب في تعامله مع الملف الاقتصادي.
النواب الذين يعتزمون الاستقالة من العدالة والتنمية، يقولون إن السبب الرئيس في اتجاههم لهذه الخطوة؛ هو إصرار أردوغان على سياساته القائمة حاليًا في المجالات كافة، وفق ذات الصحيفة.
وبحسب ما ذكرته العديد من الصحف التركية، الإثنين، عن الصحفي التركي عمر طوران المعروف بقربه من نظام أردوغان فإن الاستقالات المتوقعة داخل الحزب ستؤدي إلى انخفاض عدد ممثليه في البرلمان إلى أقل من 30% تقريبًا.
وتابع قائلًا "لا يمكن للحزب الذي سينشئه علي باباجان أن يحظى بشعبية كبيرة، لكنه سيحدث تأثيرًا ويعجل من انهيار حزب العدالة والتنمية بطريقة مذهلة".
ويمتلك حزب العدالة والتنمية وحده 295 مقعدًا في البرلمان من إجمالي 600 مقعد، ولم يتمكن من تحقيق الأغلبية (300 +1) إلا بالتحالف مع حزب الحركة القومية المعارض الذي فاز بـ49 مقعدًا في الانتخابات البرلمانية التي جرت في يونيو/حزيران 2018، لتبلغ نسبة الحزبين مجتمعين من نواب البرلمان 53.6 % (344 عضوًا).
ويأتي قرار انشقاق باباجان، بعد أيام قليلة من إعلان نيته تأسيس حزب جديد في الخريف، بمساعدة الرئيس السابق عبد الله غول.
وكان باباجان واحدًا من الذين قاموا بتأسيس حزب العدالة والتنمية، في 14 أغسطس/آب 2001، ومنذ ذلك الحين حتى استقالته، تقلد العديد من المناصب داخل الحزب، وفي عدد من الحكومات التي تعاقبت على السلطة، إذا سبق له أن حمل حقيبتي الخارجية والاقتصاد، فضلا عن توليه منصب نائب رئيس الوزراء المسؤول عن الشؤون الاقتصادية.
بيان الاستقالة الذي أصدره نائب رئيس وزراء تركيا السابق عنونه "لعلم الرأي العام"، واستعرض خلاله العديد من الأمور التي دفعته لقراره، موضحاً أنه يجرى الاستعدادات لتأسيس حزب جديد.
وقال باباجان في بيانه: "لقد كان لزامًا علينا أن نقوم بجهود جديدة (في إشارة لتأسيس حزب جديد) من أجل حاضر تركيا ومستقبلها، ولقد بات هذه الأمر ضرورة ملحة، واضطلعت أنا وعدد كثير من أصدقائي بهذه المسؤولية الكبيرة والتاريخية".
واستطرد قائلا: "لا شك أن عملنا هذا يجب أن يتم بشكل مستقل وحر، ويتعين علينا أن نبدأ ذلك على صفحة بيضاء في الأمور كافة".
ويمثل هذا القرار الصادر من خصوم أردوغان – الذين كانوا حلفاؤه سابقاً - تدشين لأولى خطوات خلعه من السلطة، عبر تأسيس حزب جديد منشق عن العدالة والتنمية، برؤية معارضة تماما لسياساته.
ويضم الحزب التركي الجديد خليطاً من الوجوه القديمة والجديدة الناجحة، حيث يدرك كل المقربين من باباجان مدى دقته ومعاييره العالية، إذ إنه يعمل على التفاصيل الصغيرة لكل الخطط قبل الإعلان عنها.
وعقب تقدمه باستقالته، حذف المسؤولون في الحزب الحاكم اسم باباجان من قائمة الأعضاء المؤسسين المنشورة على موقعه الإلكتروني للعدالة والتنمية.