"لجان المقاومة".. "ظل الأمل" تحت "فوهات البنادق" في السودان
كر وفر.. رصاص هنا وهناك ودوي مدافع؛ أجواء رعب يعيشها المدنيون في السودان منذ 4 أشهر، لكنها لم تمنع نشاطا من نوع خاص لـ"لجان المقاومة".
إذ تنشط "تنسيقيات لجان المقاومة"، في العاصمة الخرطوم ومدن أخرى لتقديم المساعدات الإنسانية والخدمية والطبية للمواطنين المتضررين عبر إنشاء غرف للطوارئ.
وتكونت "لجان المقاومة" في المدن والقرى عقب اندلاع احتجاجات 19 ديسمبر/كانون الأول 2018، وكان لها الدور الأكبر في إدارة المظاهرات في الأحياء والمدن حتى عزلت قيادة الجيش الرئيس آنذاك عمر البشير في 11 أبريل/نيسان 2019.
ورغم صعوبة الظروف الأمنية، استطاعت "غرف الطوارئ" التي أنشأتها "تنسيقيات لجان المقاومة" إغاثة متضرري الاشتباكات الحالية بين الجيش وقوات الدعم السريع، وإنشاء دور إيواء للنازحين، وإصلاح خطوط الكهرباء والمياه، وتوفير الأدوية للمستشفيات، وإمداد المخابز بالدقيق والغاز.
وتسهم جهود لجان المقاومة في تخفيف حدة الصراع السوداني؛ حيث يتبادل الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) اتهامات ببدء القتال منذ منتصف أبريل/ نيسان الماضي، وانتهاك هدن قصيرة تخللت الاشتباكات في الأشهر الماضية.
غرف طوارئ
يقول مصطفى سعيد، عضو تنسيقيات لجان مقاومة حي "الثورة" بمدينة أم درمان غربي العاصمة، إن "تنسيقيات لجان المقاومة" "أنشأت غرف طوارئ لتقديم الخدمات الطبية الغذائية في الأحياء السكنية المتضررة من الحرب".
وأوضح سعيد في حديثه لـ"العين الإخبارية"، "لجان المقاومة بالمنطقة أفلحت في تشغيل المستشفى بالمنطقة"، مضيفا "المستشفى حاليا يعمل بكفاءة عالية، رغم نقص الكوادر الطبية والأدوية".
وفي 12 يوليو/تموز الماضي، أعلنت وزارة الصحة عن عودة بعض المستشفيات للعمل بالخرطوم، وتوفر الخدمات العلاجية للمواطنين بالرغم من التحديات التي تواجهها.
ويقدر عدد المستشفيات التي توقفت عن تقديم الخدمة 66% من المستشفيات في مناطق الاشتباكات بالخرطوم.
ومن أصل 89 مستشفى مركزيا في العاصمة، وجد 59 مستشفى متوقفة عن الخدمة، و30 مستشفى تعمل بشكل كامل أو جزئي، بحسب نقابة أطباء السودان.
إغاثة إنسانية
من جهته، يشير الناشط، عمار حسن، إلى إنشاء مبادرة لتقديم الإغاثة للمتضررين من القتال، مشيرا في حديث لـ"العين الإخبارية"، إلى أن المبادرة تعمل بمجهودات ذاتية بالتعاون مع بعض المنظمات الخيرية لإغاثة المتضررين".
وأضاف "تقدم المبادرة مواد غذائية للمواطنين المتضررين من القتال خاصة في الأحياء الفقيرة."
دور إيواء
ومع استمرار القتال لأشهر طويلة تزايدت أعداد النازحين والفارين خاصة إلى ولاية الجزيرة (وسط) السودان.
وفي هذا الإطار، قال الناشط يوسف عبدالله، إن لجان المقاومة أسست "غرفة طوارئ" بمدينة ود مدني، لاستقبال النازحين وحصرهم لمعرفة احتياجاتهم.
وأوضح عبدالله في حديث لـ"العين الإخبارية"، أن غرفة الطوارئ وفرت سكنا للنازحين، ومواد غذائية وطبية للفارين من الاشتباكات الدموية الدائرة في عدة مناطق في السودان.
وبعد اندلاع القتال في السودان، ارتفع عدد المحتاجين للمساعدات في البلاد إلى أكثر من نصف السكان، البالغ عددهم نحو 45 مليون نسمة، إذ تقدر الأمم المتحدة عدد المحتاجين إلى مساعدات إنسانية في السودان بنحو 25 مليون شخص.
إصلاح خطوط الخدمات
ومع القتال المستمر، تضررت منشآت الكهرباء والمياه، ما أدى إلى تفاقم الأزمة في صفوف المدنيين، لكن لجان المقاومة كان لها دور مشهود.
ويكشف الناشط، أحمد يوسف، عن إنشاء مبادرة لإصلاح خطوط الكهرباء والمياه في عدد من المناطق المتضررة من القتال.
ويقول يوسف، في حديثه لـ"العين الإخبارية": "أنشأنا غرفة طوارئ لإصلاح خطوط الكهرباء والمياه في عدد من المناطق المتضررة بالاشتباكات".
ومنذ منتصف أبريل/نيسان يخوض الجيش و"الدعم السريع" اشتباكات لم تفلح سلسلة هدنات في إيقافها، ما خلف أكثر من 3 آلاف قتيل أغلبهم مدنيون، وأكثر من 4 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، بحسب الأمم المتحدة.