مع تزايد حدة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والمطالبات الدولية لوقف هذه الحرب المدمرة والمخيبة للآمال، قامت 3 دول أوروبية، إسبانيا والنرويج وإيرلندا، بالاعتراف بدولة فلسطين.
وشكل ذلك موجة غضب كبيرة في الداخل الإسرائيلي ويعتبر بمثابة زلزال مؤثر على السياسة الإسرائيلية.
تعترف 144 دولة حول العالم بفلسطين كدولة، ووصل عددها إلى147، منها 11 دولة أوروبية، وفقاً لإحصائية وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الفلسطينية، مع تزايد هذه الاعترافات الدولية ترتفع القيمة السياسية والقانونية لهذه القرارات في القانون الدولي.
إن هذه الاعترافات هي من الممكن أن تكون بداية التمهيد أن تشكّل إجماعا دوليا يساعد على نيل فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، والخروج من دائرة كونها دولة مراقب غير عضو في المنظمة.
إن هذه الاعتبارات الأخلاقية والاعتبارية للدول ستفتح المجال الدبلوماسي بشكل موسع وأكثر قوة مما سيؤدي هذا الاعتراف إلى وجود مكاتب دبلوماسية كاملة الكيان لدى الدول الأوروبية مما سيستدعي بناء علاقات جديدة وحضورا قويا، من خلال هذه السياسة الناعمة في التوسع مما سينتج عنه ضغط إنساني ودبلوماسي لدى العالم الذي بدأ تظهر عليه ملامح الغضب من الجرائم الإنسانية التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي تجاه المدنيين وإلحاق الدمار الشامل تجاه الشعب الفلسطيني، وعدم اكتراث إسرائيل لكافة المطالب الدولية من إدخال المساعدات وغيرها.
إنها خطوة مهمة وجزء من منهجية إحلال السلام في الشرق الأوسط ولو كانت بطيئة.
بالتأكيد ستكون هذه الاعترافات ورقة ضغط على إسرائيل، خاصة مع وجود عدة دول ستسلك نفس النهج مما سيدعم الملف المهم وهو حل الدولتين، خاصة مع تزايد التضامن الدولي والشعبي مع الفلسطينيين الذي يبدو أنه تعمق بشكل كبير نتيجة استمرار الحرب في غزة والدخول غير الإنساني في رفح.
في الجانب الآخر يراقب الأمريكيون هذا النوع من الاعتراف لأنه يعد تهديدا واضحا من قِبل حلفائهم من دول أوروبا بالإضافة على الآثار الجانبية للعلاقات الاقتصادية مع تلك البلدان التي خرجت عن الهيمنة والسيطرة الأمريكية، خاصة أنها أصبحت منفردة بلغة الخطاب، خاصة بعد الحرب الروسية الأوكرانية وما تسببه من خسائر اقتصادية بسبب الانجرار خلف القرارات الأمريكية، لذلك وجود مزيد من الحلفاء تجاه الدولة الفلسطينية سيكون له دور كبير في إحداث تغير نوعي للقضية وسيأتي الضغط السياسي الدولي ليشكل عائقا جديدا في طريق إسرائيل.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة