تفاصيل اعتراف إيرلندا وإسبانيا والنرويج بفلسطين.. 28 مايو يوم الحسم
تحسن كبير في وضع فلسطين على الساحة الدولية مع إعلان 3 دول أوروبية هي إيرلندا وإسبانيا والنرويج اعتزامها الاعتراف رسميًا بفلسطين كدولة ذات سيادة.
وقبل الحرب كانت فكرة اعتراف دول غربية بدولة فلسطين مرتبطة بنتائج المفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية، وهي متوقفة منذ أبريل/نيسان 2014.
إلا أنه في الآونة الأخيرة بدأت دول غربية تتحدث صراحة عن تفكيرها الجدّي في الاعتراف بفلسطين حتى في غياب المفاوضات كان أحدثها اليوم النرويج.
القصة الكاملة لاعتراف إيرلندا وإسبانيا والنرويج بفلسطين
إيرلندا
واليوم الأربعاء، قال سايمون هاريس رئيس الوزراء الإيرلندي إن دبلن ستعترف بدولة فلسطينية، مضيفا أنه يتوقع من دول أخرى اتخاذ هذه الخطوة خلال الأسابيع المقبلة.
وفي إعلان مشترك مع أوسلو ومدريد، أضاف هاريس: "اليوم، تعلن إيرلندا والنرويج وإسبانيا اعترافها بدولة فلسطين"، مؤكدا أنه "يوم تاريخي ومهم لإيرلندا وفلسطين".
النرويج
بدوره، أكد رئيس الوزراء النرويجي يوناس غار ستور، الأربعاء، أن بلاده ستعرف بالدولة الفلسطينية اعتبارا من 28 مايو/أيار رغم التحذيرات الإسرائيلية.
وأضاف رئيس وزراء النرويج:" الحرب الدائرة في غزة أوضحت جليا أن تحقيق السلام والاستقرار لا بد أن يستند إلى حل القضية الفلسطينية".
وتابع: "هدفنا إقامة دولة فلسطينية متماسكة سياسيا أساسها السلطة الفلسطينية".
إسبانيا
بدوره، أعلن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، الأربعاء، أن إسبانيا ستعترف بدولة فلسطين اعتبارا من 28 مايو/أيار.
وقال سانشيز أمام النواب الإسبان "الثلاثاء المقبل ستقر إسبانيا في مجلس الوزراء الاعتراف بالدولة الفلسطينية".
واتهم نظيره الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه "يعرض للخطر" حل الدولتين في الشرق الأوسط من خلال سياسة "المعاناة والدمار" التي ينتهجها في قطاع غزة.
وأمس، نشرت وزارة الخارجية الإسرائيلية فيديو على منصة إكس يتضمن رسالة تحذير إلى إيرلندا من أن "الاعتراف بدولة فلسطينية يهدد بتحويلكم إلى بيادق بيد إيران وحماس"، وأن الخطوة "تؤجج فقط التطرف وعدم الاستقرار".
وفي مارس/آذار، أعلن سانشيز أن إسبانيا وإيرلندا إلى جانب سلوفينيا ومالطا اتفقت على اتخاذ خطواتها الأولى نحو الاعتراف بدول فلسطين إلى جانب إسرائيل، معتبرة أن حل الدولتين ضروري للسلام الدائم.
لكن إسرائيل حذرت من أن الاعتراف بدولة فلسطينية يشكل "مكافأة للإرهاب" ومن شأنه أن يقلل فرص التوصل إلى حل للحرب في غزة عن طريق التفاوض.
ومنذ عقود يُنظر إلى الاعتراف بدولة فلسطينية على أنه بمثابة خاتمة عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وقالت الولايات المتحدة ومعظم دول أوروبا الغربية إنها مستعدة للاعتراف بدولة فلسطينية يوما ما، ولكن ليس قبل التوصل إلى اتفاق بشأن القضايا الشائكة مثل الحدود النهائية ووضع القدس.
ولكن بعد هجمات حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول والحرب التي شنتها إسرائيل ضد غزة ردا على ذلك، بدأ دبلوماسيون يعيدون النظر في أفكار كانت خلافية في الماضي.
وعام 2014، أصبحت السويد التي تضم جالية فلسطينية كبيرة أول دولة عضو في الاتحاد الأوروبي في أوروبا الغربية تعترف بدولة فلسطين.
وكانت اعترفت بها في وقت سابق ست دول أوروبية أخرى هي بلغاريا وقبرص والجمهورية التشيكية والمجر وبولندا ورومانيا.
أول رد فعل لإسرائيل
وتعقيبا على ذلك، استدعت إسرائيل الأربعاء سفيرَيها في إيرلندا والنرويج "لإجراء مشاورات طارئة" بعد تحرك هذين البلدين نحو الاعتراف بدولة فلسطين.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس في بيان "أوجه اليوم رسالة شديدة اللهجة إلى إيرلندا والنرويج: لن تلزم إسرائيل الصمت على ذلك. أصدرت التعليمات لعودة السفيرين الإسرائيليين في دبلن وأوسلو إلى إسرائيل لإجراء مزيد من المشاورات".
وبحسب كاتس فإن "الخطوات المتسرعة للبلدين ستكون لها عواقب وخيمة، وإذا نفذت إسبانيا وعودها بالاعتراف بالدولة الفلسطينية فتتّخذ خطوات ضدها".
وقال كاتس إن "إيرلندا والنرويج تعتزمان توجيه رسالة إلى الفلسطينيين والعالم أجمع بأن الإرهاب يجدي نفعا".
وأضاف أن "الخطوة الملتوية لهذه الدول هي ظلم لذكرى ضحايا السابع من أكتوبر/تشرين الأول".
ومنذ عام 1988، اعترفت 139 دولة من 193 دولة عضو في الأمم المتحدة بالدولة الفلسطينية. وتقول إسرائيل إن خطة البلدان الأربعة تمثل «مكافأة للإرهاب»، من شأنها أن تقلل فرص التوصل لحل تفاوضي للصراع في غزة.