باحث فرنسي: نتائج الانتخابات الإيرانية تزيد العداء للنظام
الباحث كليمون تيرم يعتبر أن فوز المتشددين في الانتخابات يعزز قبضة النظام الإيراني وسيؤدي إلى فقدان ثقة الشعب فيه
قال الباحث بالمعهد الفرنسي للعلاقات الدولية كليمون تيرم، إن فوز المتشددين في الانتخابات البرلمانية الإيرانية يعد مؤشرا خطيرا على السياسة الخارجية لطهران ويزيد العداء تجاه النظام.
- صحف ألمانية عن انتخابات إيران: كابوس جديد للنظام
- صحيفة سويسرية: انتخابات إيران ترسخ الديكتاتورية العسكرية
واعتبر الباحث الفرنسي أن هناك عدة نتائج على الصعيدين الداخلي والخارجي لفوز المتشددين في الانتخابات التي كشفت أزمة الثقة للنظام الإيراني لدى شعبه والتي تنطوي على خطر كبير يهدد بقاءه.
وتحت عنوان "أزمة ثقة بين الشعب الإيراني والنظام"، قال تيرم لمجلة "لوبوان" الفرنسية؛ إن أبرز نتائج سيطرة الموالين للحرس الثوري على البرلمان هو التأثير على اختيار المرشد المقبل، وصلاحيات النظام.
وأوضح تيرم أنه في تلك الانتخابات تم استبعاد جزء كبير من الإصلاحيين والمعتدلين (بما في ذلك 90 نائبا منتهية ولايتهم)، حيث اعتبرت ترشيحاتهم غير متوافقة من قبل مجلس صيانة الدستور، تلك الهيئة - غير المنتخبة - التي يسيطر عليها المحافظون.
وفيما يتعلق بالنتائج المترتبة على ذلك البرلمان، رأى الباحث الفرنسي أنه سيكون برلمانا مخلصا جدا للمرشد، الذي سيسعى إلى تعزيز خياراته الاستراتيجية بدعم البرلمان، كما أن فوز المتشددين يعزز عملاء النظام الإيراني.
ووفقا للباحث الفرنسي، فإن فوز هؤلاء المتشددين سيساعد في قمع قوى المجتمع المدني، والحركات الاجتماعية للطلاب والمثقفين والنساء والأقليات العرقية وغالبية المواطنين، الذين ما زالوا في شكل من أشكال عدم الثقة تجاه النظام.
وقال إن ما يثير الدهشة هو أن النظام الإيراني يعترف بالسخط الهائل للإيرانيين، رغم دعوة خامنئي، بنفسه الإيرانيين للتصويت بدافع من الواجب الديني والوطني، ولكن من الواضح أن هذا فشل شخصي للمرشد.
وأوضح الباحث المتخصص في الشأن الإيراني أن الإيرانيين اعتبروا أن التصويت في الانتخابات البرلمانية يعطي شرعية للنظام لذا رفضوا التصويت.
ولفت إلى العزوف التاريخي عن التصويت في الانتخابات؛ إذ بلغت نسبة المشاركة 42% فقط، فيما لم تتخط النسبة في العاصمة الإيرانية طهران 26.2%، وهي أقل نسبة منذ ثورة 1979.
كما أن فوز المحافظين سمح لأول مرة بالقضاء على المرشحين المحتملين المنافسين، مثل الناطق السابق باسم البرلمان علي لاريجاني، برفض مجلس صيانة الدستور ترشيحه، الذي يقوم بفرز المرشحين، وبذلك طهر المرشد الأعلى النظام من معارضيه خلال تقوية الفصائل التي يدعمها والتي يود أن يرى لهم دورا رئيسيا لهم السنوات القليلة المقبلة في البلاد.
وبحسب الباحث الفرنسي، فإن هؤلاء الفائزين في الانتخابات الأخيرة سيلعبون دورا حاسما في تعيين المرشد المقبل، لذا "فكان على خامنئي السيطرة على البرلمان، حتى تكون لديه مجموعة من النواب يعكسون نظرته ويغذون خطبه".
وعلى الصعيد الخارجي، فإن نجاح المتشددين سيزيد الاتجاه العدائي لإيران في دول المنطقة، ورغم أن الثورات في العراق ولبنان تشكل تهديدا للنفوذ الإقليمي لإيران، اتضح أنه محدود في ظل النظام الإيراني الأكثر تشدداً الذي سيزيد من الدعم الخارجي لمليشياته في تلك الدول لإثارة الفوضى وتعزيز نفوذه.
ورأى الباحث الفرنسي أنه على المدى الطويل، فإن فقدان ثقة الشعب الإيراني للنظام، تنطوي على خطر كبير يهدد بقاءه.
aXA6IDMuMTQ1LjExMi4yMyA= جزيرة ام اند امز