صحف ألمانية عن انتخابات إيران: كابوس جديد للنظام
صحف ألمانية تقول إن الانتخابات البرلمانية جرت وسط مقاطعة الإيرانيين لرفضهم التصويت للإرهابيين
رصدت صحف ألمانية، السبت، الانتخابات البرلمانية الإيرانية التي جرت أمس وسط حالة من المقاطعة من قبل الإيرانيين لرفضهم التصويت للإرهابيين.
وكشف تقرير نشرته صحيفة "بيلد" الألمانية واسعة الانتشار على موقعها الإلكتروني أن العزوف الكبير للناخبين الإيرانيين عن صناديق الاقتراع كان سيد المشهد خلال الانتخابات التشريعية التي أجريت، أمس، ما يعد كابوسا جديدا للنظام، ويظهر مدى ضعفه وتآكل قاعدته.
وقال التقرير: "تاريخيا، كان الاهتمام بالانتخابات في إيران محدودا للغاية، ولم تكن البلاد مهتمة أبدا باقتراع مثل اقتراع أمس".
وأضاف: "كان الاقتراع مهما للنظام لتأكيد شعبيته، في ظل واقع صعب، حيث تمر البلاد بأزمة اقتصادية خانقة، وتتدهور قيمة العملة بشكل دائم، ويرتفع مستوى البطالة لمستويات قياسية بين الشباب، فضلا عن فشل المصالحة مع العالم الخارجي والعزلة الدولية المتزايدة".
ومضت الصحيفة قائلة في تقريرها: "الأكثر من ذلك أن النظام تعرض لاحتجاجات ضخمة في نوفمبر الماضي، وقابلها بقمع دموي أسفر عن مقتل ١٥٠٠ شخص".
وأشارت إلى أنه رغم محاولات النظام دفع الناس لصناديق الاقتراع، ووصف الانتخاب بأنه واجب ديني، لم يحضر أحد.
وبدت مراكز الاقتراع خالية، وهو السيناريو الذي يظهر تآكل قاعدة النظام وغضب الشعب، ويقلق بالتالي القيادة ما يمثل كابوسا للنظام بكل المقاييس.
أما صحيفة "تاجس شبيجل" الألمانية، فقالت: "ظهر ضعف النظام الإيراني وانفصاله عن الشعب جليا في مراكز الاقتراع الخاوية أمس".
ونقلت عن الخبير الألماني في الشأن الإيراني غيدو شتاينبرج قوله: "كان النظام يخشى عزوف الناس عن الانتخابات، وحدث ما كان يخشاه".
وأردف أن الإيرانيين غاضبون بشكل واضح ظهر في احتجاجات نوفمبر، وفي العزوف عن الانتخابات أمس، لافتا إلى أن قبضة النظام على البلاد تتراجع.
أما صحيفة "ذود دويتشه تسايتونج الألمانية" (خاصة)، فكتبت "يروج التلفزيون الحكومي لإقبال كبير على الانتخابات في طهران وغيرها من المدن".
وتابعت "لكن الحقيقة أن مراكز الاقتراع في العاصمة كانت فارغة".
ونوهت بأن البعض تهكم وقال إن عدد الصحفيين المتواجدين في مراكز الاقتراع فاق عدد الناخبين بسبب عزوف الناس عن التصويت.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، اندلعت احتجاجات كبيرة في مدن إيرانية عدة، بعد قرار الحكومة رفع أسعار المحروقات بنسبة 50% بشكل مفاجئ.
وقوبلت المظاهرات بعنف مفرط من قبل الأمن، ما أدى لمقتل ١٥٠٠ متظاهر وإصابة الآلاف.
وأسدل الستار على الانتخابات البرلمانية في إيران، عقب تمديد التصويت، مساء الجمعة، لعدة ساعات، في حدث وصفته المعارضة بـ"المسرحية" ودعت لمقاطعته، حيث شهد إقبالا ضعيفا، حسبما أكدت تقارير غير رسمية بشأن حجم المشاركة.
وكشفت محطة "إيران إنترناشونال" الناطقة بالفارسية من بريطانيا عن نسب المشاركة في التصويت بالانتخابات البرلمانية الإيرانية بدورتها الحادية عشرة.
وأشارت المحطة الإخبارية، في تقرير لها، الجمعة، نقلا عن مصادر خاصة، إلى أن نسب المشاركة الانتخابية بلغت 16% بالعاصمة طهران، ونحو 25% على مستوى 31 محافظة إيرانية.