انتخابات برلمان إيران.. ترهيب وتمديد ومقاطعة كبيرة
مسؤولو نظام المرشد الإيراني علي خامنئي يلوحون بفزاعة الدين في ظل عزوف أغلب الناخبين عن التصويت بالانتخابات البرلمانية.
ما بين تمديد التصويت والترهيب باستخدام الدين لدفع المقاطعين للمشاركة وعزوف كبير عن التصويت تراوح اليوم الانتخابي الإيراني لاختيار أعضاء البرلمان.
فقد واصل مسؤولو نظام المرشد الإيراني علي خامنئي التلويح بفزاعة الدين في ظل عزوف أغلب الناخبين عن التصويت بالانتخابات البرلمانية، التي يتنافس فيها ما يقارب 7 آلاف مرشح على 290 مقعداً نيابياً.
واعتبر خامنئي، الذي ينظر نظامه للانتخابات بوصفها استفتاءً على شعبيته، أنها (الانتخابات) بمثابة ما نعته بالجهاد العام والواجب الوطني إظهاراً للوحدة أمام الأعداء، على حد تعبيره.
- الإيرانيون يقاطعون مسرحية الانتخابات.. مراكز خاوية وصناديق فارغة
- نظام خامنئي ينافس ذاته.. إقبال ضعيف ومقاطعة تتصاعد
وعلى المنوال نفسه، هدد موالون آخرون للمرشد الإيراني أبرزهم ممثله في إقليم خراسان الرضوية أحمد علم الهدي الناخبين بسبب مقاطعة الانتخابات، زاعماً أن أي شخص لا يدلي بصوته في صناديق الاقتراع ليس مسلماً، حسبما نقلت وكالة أنباء إيسنا الإيرانية.
وأظهرت مقاطع مصورة متداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خلو مراكز الاقتراع من الناخبين بأنحاء متفرقة من إيران، لكن حاولت وسائل إعلام رسمية تحشيد الناس عبر إبراز صور مشاركة الرئيس الإيراني الأسبق المعتدل محمد خاتمي (1997- 2005) في التصويت، رغم حظر ظهوره إعلامياً منذ سنوات.
ويرى مراقبون أن تهديد خامنئي ومسؤوليه للناخبين المقاطعين يعكس متاجرة بالدين وترهيباً لهم بسبب نعتهم باتهامات من قبيل الإفساد في الأرض.
وفي ظل فراغ أغلب مراكز الاقتراع (208 مراكز اقتراع في عموم إيران) من الناخبين منذ بدء عملية التصويت في الساعة 8:00 صباحاً بتوقيت إيران المحلي، اضطرت لجنة الانتخابات البرلمانية الإيرانية إلى تمديد فترة التصويت إلى الساعة 11:00 مساء بالتوقيت المحلي (مدة التصويت من المفترض 10 ساعات)، وفق وكالة أنباء تسنيم المحلية.
ورفض وزير الداخلية الإيرانية عبدالرضا رحماني فضلي إعلان نسب مشاركة الناخبين في التصويت داخل مراكز الاقتراع ببلاده.
ولجأ النظام الإيراني في ظل تصاعد أعداد المقاطعة الشعبية للانتخابات البرلمانية إلى حشد عناصر من مليشيا الحرس الثوري الإيراني والجيش والشرطة في حافلات للتصويت في مراكز الاقتراع، حسب بيان صادر عن المعارضة.
وأوضحت المقاومة الإيرانية، نقلاً عن تقارير داخلية، أن نظام طهران يمهد الطريق حالياً لتزوير فج في نتائج انتخابات البرلمان، بعد إلغاء شرط تسجيل الناخب لبصمة الإصبع كعلامة على التصويت.
ودعت عائلات ضحايا أعدمتهم سلطات النظام الإيراني لمقاطعة التصويت بكثافة في انتخابات البرلمان.
وتداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي نصاً منشوراً عبر موقع "أنستقرام" لوالد بويا بختياري أحد قتلى احتجاجات نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، يدعو الناخبين الإيرانيين إلى عدم الذهاب لمراكز الاقتراع في عموم الأقاليم داخل بلاده.
وناشدت والدة رامين حسين بناهي، معارض كردي أعدمته السلطات الإيرانية واثنين آخرين في سبتمبر/أيلول 2018، الإيرانيين، عدم المشاركة في الانتخابات البرلمانية بدورتها الحادية عشرة؛ احتراماً لدماء نجلها ورفاقه ممن أعدموا داخل السجون.
وأكد والد بختياري أن التصويت في انتخابات البرلمان الإيراني يعد قبولاً بالظلم وخيانة لأرواح ضحايا الاحتجاجات التي اندلعت؛ اعتراضاً على سوء الوضع المعيشي إثر غلاء أسعار البنزين نحو 300%، أواخر العام الماضي.
ودشن ناشطون إيرانيون وسوماً بعناوين: "لن نصوت"، و"لا تصويت"، و"إصبع في الدم"، رداً على دعوة روحاني باعتبارها تبييضاً لوجه النظام الإيراني المتورط بقمع محتجين ومعارضين، حسب آراء مغردين على موقع "تويتر".
ويبلغ عدد الناخبين الإيرانيين 58 مليوناً، ويتنافس في الاقتراع 7148 مرشحاً على 290 مقعداً في البرلمان، في حين رفض مجلس صيانة الدستور 7296 طلب ترشح، غالبية مقدميها من المعتدلين والإصلاحيين.
aXA6IDMuMjEuNDYuNjgg جزيرة ام اند امز