نظام خامنئي ينافس ذاته.. إقبال ضعيف ومقاطعة تتصاعد
انتخابات البرلمان الإيراني بدورتها الحادية عشرة تشهد إقبالا ضعيفا من حيث التصويت داخل مراكز الاقتراع في أنحاء مختلفة من البلاد.
شهدت انتخابات البرلمان الإيراني بدورتها الحادية عشرة إقبالاً ضعيفاً من حيث التصويت داخل مراكز الاقتراع في أنحاء مختلفة من البلاد، بينها العاصمة طهران.
ووسط توقعات بوصول نسب المقاطعين إلى 83% من بين 58 مليون ناخب إيراني يحق لهم الاقتراع، يبدو أن نظام المرشد علي خامنئي ينافس نفسه في الانتخابات البرلمانية الأولى منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني، مايو/أيار 2018.
- تقرير: خامنئي يسعى للسيطرة على البرلمان عبر أحد جنرالاته
- بالأرقام.. إقصاء النساء من الانتخابات البرلمانية الإيرانية
وفي دلالة على عزوف الناخبين عن الذهاب إلى مراكز الاقتراع، سرعان ما حذفت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إيسنا) خبراً بثته عبر موقع تيليجرام مفاده أن 8 ملايين ناخب فقط شاركوا بالانتخابات، بعد مضي 5 ساعات على الأقل، خلافاً للتحشيد الإعلامي للمشاركة بكثافة.
ولجأ النظام الإيراني في ظل تصاعد أعداد المقاطعة الشعبية للانتخابات البرلمانية إلى حشد عناصر من مليشيا الحرس الثوري الإيراني والجيش والشرطة في حافلات للتصويت بمراكز الاقتراع، حسب المعارضة الإيرانية.
وأوضح المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، نقلاً عن تقارير داخلية، أن نظام طهران يمهد الطريق حالياً لتزوير فج في نتائج انتخابات البرلمان، بعد إلغاء شرط تسجيل الناخب لبصمة الإصبع كعلامة على التصويت.
وأظهرت نتائج استطلاع للرأي، أجراه معهد بحثي تابع لجامعة طهران، أن ما يزيد على 75% من سكان العاصمة (30 مقعداً برلمانياً)، لن يصوتوا بالانتخابات البرلمانية.
وطالب ناشطون ومعارضون لمقاطعة المشاركة في انتخابات البرلمان الإيراني بوصفها مسرحية يديرها نظام خامنئي، حسب آرائهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
ويعتبر المقاطعون للانتخابات البرلمانية الإيرانية أن خامنئي يسيطر بفعل موقعه السياسي كأعلى هرم للسلطة على صلاحيات واسعة للغاية، ولذا لن يؤثر التصويت لنحو 290 برلمانياً في تغيير السياسات الحالية.
ورفض مجلس صيانة الدستور طلبات ترشيح قرابة 7 آلاف شخص -أغلبهم يمثلون تيار الإصلاحيين- من بين 14 ألف طلب ترشيح.
وأيد المرشد الإيراني علي خامنئي ضمنياً استبعاد مرشحين إصلاحيين، قائلاً إن "البرلمان القادم لن يكون للخائفين من التحدث ضد الأعداء مكان به"، معتبراً أن التصويت بكثافة واجب ديني لهزيمة من وصفهم بالأعداء، على حد تعبيره.
وسلطت إذاعة "فردا"، التي تبث بالفارسية من التشيك، الضوء على تدخلات مليشيا الحرس الثوري الإيراني في الانتخابات البرلمانية، حيث كشفت عن نية نظام طهران وضع جنرال على رأس البرلمان.
وأوضحت "فردا" في تقرير لها، الخميس، أنها المرة الأولى خلال 41 عاماً من عمر النظام الإيراني، التي سيخوض فيها محمد باقر قاليباف قائد سلاح الجو السابق بمليشيا الحرس الثوري الإيراني انتخابات برلمانية على رأس قائمة انتخابية بالعاصمة طهران.
واعتبر التقرير أن قائمة قاليباف (85 عاماً) التي تضم مرشحين أصوليين موالين لنظام المرشد الإيراني علي خامنئي، مثال أكثر وضوحاً على تدخلات جنرالات الحرس الثوري في الانتخابات البرلمانية بدورتها الحادية عشرة.
وأكدت المحطة الإذاعية في تقريرها أن خامنئي أوعز للعسكريين بخوض الانتخابات، بسبب تصاعد حدة السخط شعبياً داخلياً؛ حيث يعول المرشد الإيراني على وصول قاليباف إلى منصب رئاسة البرلمان، باعتباره يندرج ضمن الصقور أو المتشددين داخل النظام الإيراني.