إسدال الستار على الانتخابات الإيرانية.. تدني الإقبال يكشف حجم النظام

محطة إيران إنترناشونال الناطقة بالفارسية من بريطانيا تكشف عن نسب المشاركة بالانتخابات البرلمانية الإيرانية بدورتها الحادية عشرة.

أسدل الستار على الانتخابات البرلمانية في إيران، عقب تمديد التصويت، مساء الجمعة، لعدة ساعات، في حدث وصفته المعارضة بـ"المسرحية" ودعت لمقاطعته، حيث شهد إقبالاً ضعيفاً، حسبما أكدت تقارير غير رسمية بشأن حجم المشاركة.

وكشفت محطة إيران إنترناشونال الناطقة بالفارسية من بريطانيا عن نسب المشاركة في التصويت بالانتخابات البرلمانية الإيرانية بدورتها الحادية عشرة.

وأشارت المحطة الإخبارية، في تقرير لها، الجمعة، نقلاً عن مصادر خاصة، أن نسب المشاركة الانتخابية بلغت 16% بالعاصمة طهران، ونحو 25% على مستوى 31 محافظة إيرانية.

•  الانتخابات الإيرانية.. مسقط رأس سليماني خال من المقترعين
• نظام خامنئي ينافس ذاته.. إقبال ضعيف ومقاطعة تتصاعد

وسجلت محافظة ألبرز (شمال) أدنى نسبة مشاركة بعد طهران في انتخابات البرلمان الإيراني، بنحو 17%.

وتدنت نسب مشاركة الناخبين الإيرانيين في محافظات خوزستان (جنوب غرب)، وأصفهان (وسط)، وفارس (جنوب)، وخراسان الرضوية (شمال شرق)، وأذربيجان الشرقية (شمال غرب) عن 30%.

وفي ظل فراغ أغلب مراكز الاقتراع (208 مراكز اقتراع في عموم إيران) من الناخبين منذ بدء عملية التصويت في الساعة 8:00 صباحاً بتوقيت إيران المحلي، اضطرت لجنة الانتخابات البرلمانية الإيرانية إلى تمديد فترة التصويت إلى الساعة 11:00 مساء بالتوقيت المحلي (مدة التصويت من المفترض 10 ساعات)، وفق وكالة أنباء تسنيم المحلية.

ورفض وزير الداخلية الإيرانية عبدالرضا رحماني فضلي إعلان نسب مشاركة الناخبين في التصويت داخل مراكز الاقتراع ببلاده.

ولجأ النظام الإيراني في ظل تصاعد أعداد المقاطعة الشعبية للانتخابات البرلمانية إلى حشد عناصر من مليشيا الحرس الثوري الإيراني والجيش والشرطة في حافلات للتصويت في مراكز الاقتراع، حسب بيان صادر عن المعارضة.

ودشن ناشطون إيرانيون هاشتاقاً بعنوان "لن نصوت للإرهابيين" لقي تفاعلاً كبيراً على موقع تويتر، طالبوا فيه الناخبين بالتزام مقاطعة انتخابات البرلمان التي وصفوها بـ"المسرحية".

وأعرب مغردون إيرانيون عن غضبهم إزاء تدهور أوضاع بلادهم من حيث انتشار الفقر، وتفشي الفساد بالمؤسسات الحكومية تحت حكم النظام الديني منذ 41 عاماً.

وأكد الناشطون عبر الهاشتاق أن التصويت في انتخابات البرلمان الإيراني يعني تأييداً لارتكاب مزيد من الجرائم الإرهابية على غرار حادث إسقاط مليشيا الحرس الثوري طائرة ركاب أوكرانية كانت تقل 176 شخصاً، 8 يناير/كانون الثاني الماضي.

ووصف رضا بهلوي ولي عهد شاه إيران الراحل محمد رضا بهلوي انتخابات البرلمان بالمزيفة، معتبراً أن نظام ولاية الفقيه فاقد للشرعية أساساً.

وأضاف بهلوي، المقيم بالولايات المتحدة، في تغريدة عبر موقع تويتر، أن "النظام الإيراني يسعى لإضفاء شرعية عليه من خلال هذه الانتخابات".

وأكد ولي عهد إيران، الذي أطيح به من سدة الحكم عام 1979، ضرورة مقاطعة الانتخابات في بلاده، باعتبارها إحدى وسائل مقاومة قمع وفساد النظام الإيراني.

ونظم معارضون إيرانيون في الولايات المتحدة، وبريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، والنمسا، مظاهرات مؤيدة لمقاطعة الانتخابات البرلمانية التي اعتبروها مسرحية يديرها نظام خامنئي.

وندد المتظاهرون بقمع الاحتجاجات داخل إيران، لا سيما بعد ما أوردته تقارير حقوقية حول مقتل 1500 محتج بنيران قوات الأمن الإيرانية خلال ما عرفت إعلامياً بمظاهرات البنزين، نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وذكر المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية أن آلافاً من مراكز الاقتراع داخل نحو 50 مدينة خلت من وجود ناخبين في أنحاء متفرقة من إيران، بعد مرور أكثر من 5 ساعات على بدء التصويت.

وأضافت المقاومة الإيرانية، التي تتخذ من باريس مقراً لها، في بيان اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، أن أعداداً كبيرة من الناخبين لم يذهبوا للتصويت في مدن العاصمة طهران، وكرج، وأصفهان، وشهريار، ورباط كريم، ونجف آباد، ومشهد وغيرها.

ووجّهت مريم رجوي زعيمة المعارضة الإيرانية، تحياتها للشعب، الذي يقاطع مسرحية الانتخابات التي ينظمها نظام طهران، مشيرة إلى أن المقاطعة ستؤدي إلى تفاقم الصراعات الداخلية وتسرع من وتيرة إسقاط نظام خامنئي.

وأوضحت زعيمة المعارضة الإيرانية أن المقاطعة الشعبية الشاملة للانتخابات ستؤدي إلى تفاقم الصراعات الداخلية والمأزق القاتل الذي يواجه النظام، وتسرع من وتيرة إسقاطه.

وقالت رجوي، خلال كلمة وجهتها للشعب الإيراني، الجمعة: "هزيمة نكراء أصيب بها النظام، جراء مقاطعة الشعب مسرحية الانتخابات، نتيجة غليان دماء أكثر من 1500 شهيد في انتفاضة نوفمبر". 

وأضافت: "هذه المقاطعة القياسية هي (لا) كبيرة للشعب في وجه خامنئي وروحاني والنظام بأكمله، وترحيب عام بشعار معاقل الانتفاضة القائل (صوتي هو إسقاط النظام)".