هل يفتح الضم الإسرائيلي باب السلام الموصد؟ "العين الإخبارية" تستكشف
دول رافضة للضم الإسرائيلي تجري اتصالات هادئة مع فلسطين وإسرائيل لاستكشاف فرص استئناف المفاوضات
كشفت مصادر رفيعة المستوى، لـ"العين الإخبارية"، النقاب عن قيام دول عديدة باستكشاف فرص استئناف المفاوضات الفلسطينية –الإسرائيلية لتفادي خطر الضم بالضفة الغربية.
وفي التفاصيل، أكد مسؤول فلسطيني كبير لـ"العين الإخبارية"، أن العديد من الدول الرافضة لمخطط الضم الإسرائيلي بالضفة الغربية تستكشف فرص استئناف مفاوضات السلام.
وقال المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن اسمه بسبب حساسية الموضوع: "تلقت القيادة الفلسطينية اتصالات هاتفية من العديد من الدول، وخاصة في أوروبا، تستكشف موقفها من استئناف المفاوضات".
وأضاف "المسؤولون في هذه الدول يقولون إنهم يعارضون بشدة مخطط الضم الإسرائيلي، وإنهم يؤمنون بأن الطريق الوحيد لإحلال السلام هو تطبيق حل الدولتين بقيام دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل".
وعن موقف القيادة الفلسطينية من ذلك، أوضح المسؤول أنها "تعاطت بإيجابية بالغة مع هذه التحركات، وأبدت استعدادها لمفاوضات على أساس قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، ولكن برعاية دولية دون أي احتكار أمريكي لهذه المباحثات".
وعلى هذا الأساس-يشير المسؤول نفسه، إلى أن تلك الدول "ثمنت عاليا مواقفنا وقالت إنها ستبذل مساع مع الولايات المتحدة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية لاستكشاف مواقفها".
تفاؤل تحبطه "صفقة القرن"
لكن المسؤول الفلسطيني لم يبد تفاؤلا بنجاح هذه الجهود في ضوء تمسك الإدارة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية بخطة الرئيس دونالد ترامب المعروفة إعلاميا بـ"صفقة القرن".
وبرر عدم تفاؤله بالقول "نتشارك بالموقف مع جميع دول العالم ، باستثناء الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، بأن خطة ترامب لا تصلح أساسا لأية مفاوضات، وبالتالي فإن هذه الخطة لا يجب أن تكون على طاولة البحث في أية جهود لاستئناف المفاوضات".
وتساءل "كيف نقبل بمفاوضات على أساس خطة تعتبر القدس الشرقية بما فيها الأماكن الدينية، المسجد الأقصى وكنيسة القيامة، تحت سيادة إسرائيلية؟، كيف نقبل بخطة تبقي المستوطنات كدولة مستقلة بالضفة الغربية؟، كيف نقبل بخطة لا تقبل بحدود 1967 وتعطي إسرائيل سيطرة أمنية مطلقة على الأراضي الفلسطينية وعلى المعابر الدولية؟، وكيف نقبل بخطة ترفض حل قضية اللاجئين؟".
واستطرد" هذه مجرد أمثلة على مئات الملاحظات التي نسجلها على صفقة القرن التي باتت جزءا من المشكلة وليست الحل".
ويرفض الفلسطينيون الخطة الأمريكية بشكل قاطع، بما فيها مخطط الضم الذي قوبل برفض عربي ودولي أيضا.
وتجيز خطة ترامب لإسرائيل ضم نحو 30٪ من الضفة الغربية، بشرط الاتفاق المسبق على خرائط الضم والتزام تل أبيب بخوض مفاوضات مع الفلسطينيين لإقامة دولة فلسطينية على نحو 70٪ من الضفة بدون القدس الشرقية التي تبقى وفق الخطة عاصمة لإسرائيل.
في هذه الأثناء، ذكرت مصادر دبلوماسية غربية لـ"العين الإخبارية" أن من بين الدول التي تستكشف فرص استئناف المفاوضات، فرنسا وألمانيا وسويسرا وبريطانيا وروسيا والصين ودول أخرى.
وفي هذا الصدد، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان له، إن الأخير تحدث، أمس، هاتفيا مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، و"أبدى له استعداد بلاده لإجراء مفاوضات مع الطرف الفلسطيني بناء على خطة السلام التي طرحها الرئيس ترامب".
بدوره، وجّه وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، رسالة إلى أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات.
وكتب الوزير الفرنسي في رسالته التي اطلعت عليها "العين الإخبارية": "دعونا السلطات الإسرائيلية إلى الإحجام عن أي قرار أحادي الجانب ، يترتب عليه ضم أي جزء من الأراضي الفلسطينية".
وأكد وزير الخارجية الفرنسي أن قرارا كهذا سيشكل "انتهاكا للقانون الدولي وتهديدا لا رجعة فيه لحل الدولتين".
كما شدد لودريان على أن القرار الإسرائيلي في حال حصوله "لن يمر دون عواقب على العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل"، معتبرا أن "الضم لا يصب في مصلحة الفلسطينيين أو الإسرائيليين أو الأوروبيين وكذلك المجتمع الدولي".
وفي رسالته، جدد لودريان وقوف بلاده على أهبة الاستعداد لمواكبة الجهود التي تصب في اتجاه استئناف المفاوضات ذات المصداقية، في إطار القانون الدولي، وانفتاحها على العمل مع شركائها الأوروبيين والعرب.