بطريقة واحدة يعود 3.9 مليار موظف لمقار أعمالهم بعد الوباء
فرضت جائحة كورونا متغيرات جذرية في بيئة العمل، وعلى الشركات التكيف معها سريعا لتمكين العاملين من أداء مهامهم بكفاءة
بعد عدة أشهر من الإغلاق والاضطرار للعمل من المنزل تنفيذا لإرشادات التباعد الاجتماعي عالميا، بدأت أغلب الاقتصاديات في الفتح مجددا لإنقاذ البلدان من موجة الركود، ما ترتب عليه بدء عودة 3.9 مليار موظف وعامل إلى مقار عملهم مرة أخرى.
ويتطلب عودة الموظفين للعمل من داخل مواقعهم اتخاذ تدابير لا تقل أهمية عن تدابير الإغلاق نفسه.
وفي ظل جائحة كورونا التي لم تغلق آخر صفحاتها حتى الآن، يقع على عاتق المؤسسات تهيئة بيئة عمل احترازية ونفسية تحافظ على سلامة العاملين وتحفزهم على الإنجاز في هذه الأجواء، وقد حددت مجلة فوربس 3 ضوابط رئيسية يمكن الاعتماد عليها في خلق مناخ صحي ومحفز للعمل، وتتمثل هذه الضوابط في الآتي:
1- تدابير الصحة والسلامة أولا
إذ أردنا الحفاظ على صحة العاملين وضمان استمرار العمل بكفاءة يجب التركيز في المقام الأول على إجراءات الوقاية السليمة للحفاظ على خطر الإصابة عند المستوى صفر أو أدنى مستوى ممكن، لذا يجب الانتباه إلى النظافة الجيدة وأن تكون القيادة قدوة للموظفين في هذا الشأن، مع الإلتزام بارتداء الأقنعة طوال فترة العمل وتوفير معقمات اليد وتعقيم مقر العمل.
كما يجب تفعيل إرشادات التباعد الاجتماعي عبر توفير مسافات مناسبة بين المكاتب، وعدم غلق الأبواب قدر الإمكان لمنع التناول على لمس المقابض، وتقليل استقبال الزوار.
والأمر الآخر الهام هو الحرص على ملاحظة أية تطورات على صحة العاملين باستمرار، ومنع أي موظف تظهر عليه أعراض الإصابة من الحضور لمقر العمل.
2- الحفاظ على الصحة النفسية للموظفين
ترك فيروس كورونا آثاره النفسية داخل أغلب الأشخاص، ما يفرض على إدارة المؤسسات تقديم الدعم النفسي للعاملين، لاسيما عند ظهور أية علامات اضطراب لدى أي منهم.
وبرما تشكل هذه الجائحة فرص جيدة للشركات من أجل إنشاء بنية تواصل قوية بين فريق العمل، ما يحفزهم على المشاركة ورفع مستويات الإنتاجية والولاء وتقليل معدلات دوران الموظفين المرتبطة بالانتقال إلى شركات أخرى.
ويمكن أن تصبح أزمة كوفيد19 فرصة للشركات لإنشاء تواصل قوي من شأنه أن يعزز ثقافة الشركة، ويقلل من معدل دوران الموظفين، ويعزز المشاركة والإنتاجية والولاء على المدى الطويل.
ويكشف استطلاع رأي أعدته شركة أبحاث السوق العالمية Legerأهمية تقديم الدعم النفسي ومساعدة الموظفين على التكيف بين العمل والحياة، في ظل أن 25% فقط من الموظفين أبدوا استعدادا للعمل من المكتب بجدول منتظم، بينما فضل 75% استمرار العمل من المنزل والقدوم لمقر العمل عند الضرورة.
3- تطوير نموذج الأعمال
أعاد فيروس كورونا صياغة مجتمع الأعمال ومفاهيمه بالكامل، لذا على الشركات تطوير نماذج أعمالها للتكيف ديناميكيا مع حركة التغيير، خاصة أن الأزمة الاقتصادية الناجمة عن الجائحة، أكدت قدرة القوى العاملة عالميا على تخطى عاصمة الأزمة من خلال المرونة والقدرة على التكيف مع المتغيرات.
وفي ضوء ذلك عملت شركات على توسعة نطاق عمل ما يعرف بإدارة التكيف وكذلك إدارة المعنى، أي المعنى الذي يسعى الموظف لتحقيقه من خلال العمل، لتحسين معنويات الموظفين وتعزيز ثقافة الشركة.