وثائقي "الفتاة في الصورة".. حادث سيارة يفضح عقودا من الرعب
أثار وثائقي Girl in the Picture "الفتاة في الصورة" الذي صدر مؤخرا على شبكة نتفليكس ويتناول جريمة حقيقية، ضجة واسعة عبر العالم.
ويناقش الوثائقي جريمة حقيقية، تطورت من حادث بسيط إلى شبكة جرائم معقدة، ما جعلها تجذب انتباه الجمهور وتتحول إلى محط اهتمام رواد مواقع التواصل الاجتماعي.
وقدمت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، مراجعة نقدية للفيلم الوثائقي الذي يمكن مشاهدته حاليًا على نتفليكس.
وترجع وقائع الجريمة التي يناقشها الفيلم الوثائقي إلى 2 مايو/ أيار 1990، حيث صدر العنوان الرئيسي لصحيفة "ديلي أوكلاهومان" يقول: "ضحية حرجة لحادث اصطدام.. هروب السائق"، وذكرت الصحيفة أن الشرطة ما زالت تبحث عن سائق سيارة صدم تونيا هيوز البالغة من العمر 22 عامًا، بالقرب من طريق سريع رئيسي في أوكلاهوما سيتي.
هذه الحادثة ليست من نوعية الجرائم التي يتم استكشافها في وثائقيات عن الجريمة الحقيقية، ولكن القصة أعمق بكثير، إذ أن هيوز كانت تقيم في فندق قريب مع زوجها كلارنس هيوز وابنهما مايكل، للحصول على موعد مع طبيب.
وتكتشف الشرطة لاحقًا بمساعدة مكتب التحقيقات الفيدرالي، أن اسم المرأة الحقيقي لم يكن تونيا هيوز، كذلك لم يكن اسم زوجها كلارنس هيوز ولا هو الأب البيولوجي لمايكل، بل كان مجرمًا اسمه فرانكلين ديلانو فلويد.
وعاد اسم عائلة هيوز إلى الظهور في عام 1994، عندما أُبلغت شرطة أوكلاهومان عن اختطاف مايكل الابن الذي يبلغ من العمر 6 سنوات من مدرسة ابتدائية في أوكلاهوما في بلدة تشوكتاو.
واعتقدت الشرطة أن فلويد هو مرتكب عملية الاختطاف، التي لوح خلالها بمسدس وأمر مدير المدرسة بالسماح له بأخذ مايكل من المدرسة.
وفي ذلك الوقت، كان مايكل يعيش مع والدين بالتبني منذ ثلاث سنوات، وذكرت الصحيفة أنه وفقًا لمحامي فلويد، كان الأخير يسعى للحصول على حضانة الصبي.
وبينما كانت أصابع الاتهام موجهة إلى فلويد باختطاف مايكل، اكتشف المحققون التفاصيل الأكثر إثارة؛ فعندما كان فلويد متزوجًا من تونيا والدة مايكل، كان يقدم نفسه للناس على أنه والدها.
ويعود الوثائقي بالزمن للوراء ليكشف أن تونيا كانت تُعرف باسم شارون مارشال في المدرسة الثانوية، بينما عرف فلويد باسم وارين مارشال. وكان مستقبلها يبدو واعدًا، قبل أن تكتشف أنها حامل، وتخبر صديقتها أن أبيها لن يسمح لها بإنجاب الطفل.
ويقدم الوثائقي مقابلات مع 3 شهود عرفوا شارون، منهم صديقتها فيشر، التي أكدت أنها كانت تعلم أن هناك أمراً غريباً يحدث في منزل شارون، لأنها قضت ليلة في منزلها، وشاهدت وارين مارشال يعتدي جسديًا على ابنته تحت تهديد السلاح، لكنها لم تقل شيئًا لأنها كانت خائفة.
وقرب نهاية الفيلم الوثائقي، تظهر الصورة المروعة الكاملة، اختطف فلويد "شارون" عندما كانت طفلة صغيرة، بعد أن قابل والدتها ساندرا ويليت، ووعدها بالاعتناء بها وببناتها الثلاث، لكن بعد أن تزوجها اتضح أنه مسيء ومتسلط.
وعندما سُجنت ساندرا لمدة شهر بعد كتابة شيك بدون رصيد، اختطف فلويد الأطفال، وعرض بنتين للتبني، وأبقى شارون معه، حيث داوم على الاعتداء عليها.
وأخيرًا اعترف فلويد أنه قام بقتل الابن مايكل في نفس يوم اختطافه، بعد أعوام من الكذب على الشرطة.