ليلة القدر.. العلامات وأفضل الأعمال
ملايين المسلمين في شتى بقاع الأرض يتحرون ليلة القدر ويبحثون عن علاماتها لعلهم يدركون الليلة المباركة، فما هي علاماتها وأحب الأعمال بها؟
مع اقتراب نهاية شهر رمضان المبارك يحرص المسلمون في شتى بقاع الأرض على تحري ليلة القدر في الليالي الوترية من العشر الأواخر من الشهر المبارك.
ورغم عدم ورود نص في القرآن الكريم أو الأحاديث النبوية الشريفة؛ يمكن الاستناد إليه في تحديد ليلة القدر، غير أن جمهور العلماء قالوا إنَّ هذه الليلة تقع في ليالي رمضان، ومُحدَّدة بالعَشر الأواخر من الشهر المبارك، ثمّ استدلّوا على أنّ ليلة القدر تكون في ليالي الوَتر.
تحديد ليلة القدر
يقول الدكتور جابر طايع، رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف المصرية، لـ"العين الإخبارية"، إن "الفقهاء اختلفوا في تحديد وقت ليلة القدر، لكن المثبت هو أنها تكون في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، وتحديدا في الليالي الوترية".
وأضاف طايع: "رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد التقريب لما علم من ضعف هذه الأمة فقال (فالتموسها في العشر الأواخر)، وأراد أن يقرب أكثر فقال "التمسوها في الأوتار"، وكل ذلك من باب تقريب الخير للمسلمين ولما علم أن أناسا سيأتون آخر الزمان لا يقدرون على الطاعة وبالتالي رخص لهم وقرب لهم حتى ينالوا الأجر".
ولفت طايع إلى أنه "يتوجب على المسلم أن يجتهد في العبادة طوال العشر الأواخر من رمضان، متحريا ليلة القدر في جميع الليالي الوترية، حتى يدركها ويطلبها، وينال الأجر والثواب لها".
وتابع المسؤول الديني: "نتخيل لو حدد ليلة القدر بيوم بعينه، فستكون العبادة مقصورة على هذه الليلة، وبالتالي فإن إخفاءها سيدفع المسلم لشغل وقته في العبادة خاصة في العشر الأواخر من الشهر المبارك، كما أنه من المؤكد أن هناك حكمة إلهية نجهلها مثل إخفاء كثير من الغيبيات كساعة الإجابة وقت الجمعة، ووقت وفاة الإنسان، وموعد يوم القيامة.. وغيرها".
فضل ليلة القدر
وعن فضل ليلة القدر، أوضح رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف: "الله عز وجل اختص ليلة القدر بنزول القرآن فيها وهو دليل على علو منزلتها، وبركتها، وفضلها العظيم"، مستندا إلى قوله تعالى "إنا أنزلناه في ليلة القدر".
وتابع "طايع": "الملائكة تتنزل في هذه الليلة المباركة وتكتب ما قدر من الرزق والآجال، وكل ما هو كائن في السنة التي فيها ليلة القدر للسنة التالية، وبالتالي فإنها فرصة عظيمة يجب أن يغتنمها المسلمون".
وأضاف: "العمل الصالح في ليلة القدر أفضل من عمل ألف شهر فيما سواها، كما أن العبادة فيها خير من العبادة في ألف شهر دونها؛ أي ما يقارب عمل 80 عاماً، إضافة إلى مضاعفة الأجر والثواب فيها".
وأوضح المسؤول الديني أن "العمل في رمضان مضاعف وخاصة في ليلة القدر"، مستندا إلى قوله تعالى "ليلة القدر خير من ألف شهر" وقوله "تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر سلام هي حتى مطلع الفجر".
علامات ليلة القدر
ولفت "طايع" إلى أن ليلة القدر تختص بـ3 علامات وهي:
• تظهر الشمس في صباحها أشبه بالقمر حينما يكون بدراً؛ ولا يكون للشمس شُعاع، وتكون مُستوية
• ينشرح صدر المؤمن وقلبه في هذه الليلة، ويجد نفسه مسارعا للعبادة، وعمل الخير.
• يتّصف لَيلها بالاعتدال؛ لا حر فيها ولا برد
أفضل الأعمال في ليلة القدر
وعن أفضل الأعمال في تلك الليلة قال المسؤول الديني إنه يستحب الإكثار من الدعاء فيها، خاصة الدعاء الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها حين قالت: إن أريت ليلة القدر ماذا أقول؟ قال لها النبي: "قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عني، اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عني".
وأضاف: "الأفضل إحياء هذه الليلة بالقيام، والدعاء والإكثار من تلاوة القرآن وذكر الله تعالى وغير ذلك من الطاعات".
وعن طريقة قيام ليلة القدر، أوضح المسؤول الديني أن شأنها شأن صلاة الليل حيث تؤدى مثنى مثنى، كما في الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى".
وحول حرص البعض على ختم القرآن في ليلة القدر، أوضح طايع أن هذا ليس واجبا ولكن إن فعل مسلم ذلك فقد ينال ثوابا عظيما.
aXA6IDMuMTQxLjE5OC4xMyA=
جزيرة ام اند امز