«سبيتفاير».. طائرة مذهلة أنقذت بريطانيا من هتلر

في واحدة من أكثر اللحظات حرجا في تاريخ المملكة المتحدة، قدمت الطائرة "سبيتفاير" أداء رائعا خلال معركة بريطانيا.
وتُعَدّ الطائرة "سوبرمارين سبيتفاير" من أكثر الطائرات البريطانية تميزًا وشهرةً على الإطلاق، حيث يُنسب إليها الفضل بشكل كبير في المساعدة على الفوز في معركة بريطانيا.
ومعركة بريطانيا هي حملة جوية كبرى وقعت بين يوليو/تموز وأكتوبر/تشرين الأول عام 1940 خلال الحرب العالمية الثانية، حيث حاول سلاح الجو الألماني السيطرة على الأجواء البريطانية بهدف تمهيد الطريق لغزو محتمل للمملكة المتحدة، أُطلق عليه اسم "عملية أسد البحر".
ولأنها طائرةٌ اعتراضيةٌ قصيرةُ المدى وعاليةُ الأداء، كانت "سبيتفاير" مثاليةً لصد الهجوم النازي على بريطانيا في أوائل أربعينيات القرن الماضي، ولولاها ربما سقطت المملكة المتحدة في يد هتلر، وذلك وفقًا لما ذكره موقع "ناشيونال إنترست" الأمريكي.
وأشار الموقع إلى أنّ ثلاثينيات القرن الماضي شهدت تطورًا ملحوظًا في مجال الطيران والفضاء، فبعد ثلاثة عقود من تحليق الأخوين رايت على متن طائرة "رايت فلاير" البدائية، بدأ مصممو الطائرات بتجربة تقنيات جديدة، مثل بناء الهيكل الأحادي، ومعداتٍ جديدةٍ مثل المحرك المستقيم المبرد بالسائل.
كما شملت التطورات الجديدة الأخرى في مجال الطيران والفضاء معداتِ هبوطٍ قابلةً للسحب، وأجنحةً معدنيةً بالكامل، وقمرةَ قيادةٍ مغلقةً بالكامل.
وكانت الطائرات تتطور بسرعة، وتتخذ شكلًا أقرب إلى طائرات اليوم، حيث تخلّت عن تصميمات الطائرات ثنائية السطح ذات قمرة القيادة المفتوحة، التي هيمنت على العقود القليلة الأولى من الطيران.
وفي منتصف وأواخر ثلاثينيات القرن الماضي، كُلِّفت شركة "سوبرمارين"، بتقنياتها الحديثة، ببناء طائرةٍ للدفاع عن الجزر البريطانية، حيث كانت ألمانيا تُعتبر الخصم المُحتمل في المستقبل.
وفي تلك اللحظة، كانت المملكة المتحدة تحتاج إلى طائرةٍ سريعةٍ وقادرةٍ على الصعود بسرعةٍ لاعتراض القاذفات الألمانية المهاجمة فوق أراضيها، لذا كانت طائرة "سبيتفاير" هي الحلَّ الأمثل.
وعندما خرجت "سبيتفاير" إلى النور في صورتها النهائية، كانت طائرةً رائعةَ الجمال، يلفت الأنظار جناحُها المصمم لتجنّب السحب، وكونُه سميكًا بما يكفي لاستيعاب معدات الهبوط القابلة للسحب، والأسلحة، والذخيرة، والوقود، كما زُوِّدت بمحركٍ قويٍّ هو محرك "رولز رويس ميرلين" سعة 27 لترًا، V-12 مكبس.
وخلال معركة بريطانيا، قدّمت "سبيتفاير" أداءً رائعًا بإسقاطها 529 طائرةً نازيةً، مقابل خسارة 230 طائرةً فقط، مما ساهم في تحويل مسار الصراع، حيث نجت بريطانيا من السقوط في يد الزعيم النازي أدولف هتلر، وهو الأمر الذي بدا في وقتٍ ما لا مفرَّ منه.
كما سمحت معركة بريطانيا للأمريكيين باستخدام الجزيرة البريطانية كنقطة انطلاقٍ لما سيصبح أكبر غزوٍ برمائيٍّ في تاريخ البشرية، وهو إنزال يوم النصر في نورماندي، في 6 يونيو/حزيران 1944.
aXA6IDMuMTQxLjI5LjIzNCA= جزيرة ام اند امز