الحرس الثوري.. أمريكا تصنفه "إرهابيا" وقطر تعتبره "حليفا" استراتيجيا
تصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية قرار أمريكي لمحاصرة نشاط تلك المليشيا وداعميها الذي يهدد أمن واستقرار المنطقة.
جاء قرار واشنطن بتصنيف "الحرس الثوري" الإيراني منظمة إرهابية بمثابة صفعة للنظام الإيراني وكذلك نظام الحمدين في قطر، غير أن الدوحة تسعى للتحايل على القرار الأمريكي بتعزيز التعاون مع "الحرس الثوري"، عبر الملحق العسكري الإيراني في قطر، الذي ينتمي للمليشيا المصنفة إرهابيا كما يتضح من ملابسه.
الدوحة ولقاء قيادات الحرس الثوري الإرهابي
5 يونيو/حزيران 2017، قرار دول الرباعي العربي الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات والبحرين ومصر)، قطع العلاقات مع قطر لتورطها في دعم تنظيمات إرهابية، والعمل على زعزعة أمن واستقرار المنطقة.
قرار عربي كشف الوجه الخفي للعلاقة بين مليشيا الحرس الثوري الإرهابية ونظام الدوحة، فبعد أسابيع قليلة من المقاطعة، بات مستوى العلاقة والتنسيق بين الجانبين أوضح من أي وقت مضي، وأصبح التعاون علناً وفي أعلى المستويات.
فقد استقبلت الدوحة علناً وفوداً عدة من مليشيا الحرس الثوري الإيراني، لبحث تعزيز التعاون معه، كما أن الملحق العسكري الإيراني لدى قطر، هو من عناصر الحرس الثوري الإرهابي.
تقارب الدوحة بالمليشيا الإرهابية، عبّر عنه صراحة علي لاريجاني، رئيس البرلمان الإيراني، خلال لقائه رئيس وزراء قطر عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني، في الدوحة، منذ 3 أيام، الذي أكد أن "أمن وتنمية قطر من أمن إيران وتنميتها".
وفي تخاذل قطري واضح بعد أن تنازلت الدوحة عن سيادتها، أعرب رئيس وزراء قطر عن شكره لمواقف إيران نيابة عن قطر شعباً وحكومة، ولفت إلى تأكيدات أمير قطر بالنسبة لتنمية العلاقات مع إيران بصورة شاملة.
وعقب عودته من قطر، ارتدى رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني ونوابه، اليوم الثلاثاء زي الحرس الثوري، رداً عل قرار الإدارة الأمريكية إدراج الحرس على لائحة الإرهاب.
والشهر الماضي، عقد غانم بن شاهين الغانم، رئيس أركان القوات المسلحة القطرية، اجتماعاً مع محمد رضا عليشاهي، الملحق العسكري الإيراني لدى قطر، والتابع لمليشيا لحرس الثوري الإرهابية.
وبحسب وكالة الأنباء القطرية الرسمية التي بثت صورة للقاء، أنه "جرى خلال الاجتماع استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها وتطويرها".
تعزيز التعاون بين قطر والحرس الثوري "الإرهابي"، أصبح العنوان البارز أيضاً للقاءات التي تتم بين الجانبين وبشكل علني.
ففي مارس/آذار 2018 قام وفد من القوة البحرية لمليشيا الحرس الثوري برئاسة علي رضا تنكسيري، نائب قائد الوحدة البحرية آنذاك، الذي تم ترقيته لاحقاً كقائد للقوة البحرية للحرس الثوري، بزيارة رسمية إلى الدوحة، للمشاركة في مؤتمر لقادة القوات البحرية، غرب آسيا، رغم أن غرض المؤتمر اقتصر على توفير مظلة للقاء الجيوش النظامية وليس المليشيات الإرهابية.
وفضحت تصريحات أدلى بها تنكسيري، أهداف بلاده من المشاركة في المؤتمر القطري، معتبراً أن إيران "تدعم قطر شعباً وحكومة"، مشدداً على أن "الظروف مهيأة لتعزيز التعاون معها إلى حد غير مسبوق".
وفي إشارة إلى حضور الوفد العسكري الإيراني، قال تنكسيري "نسعى إلى علاقات أقوى في هذا المجال"، ولم ينتبه تنكسيري إلى أن الدوحة تنكر أي تعاون عسكري بينها وبين إيران، لذا لم يتردد عن الإشارة إلى "التعاون الثنائي بين إيران وقطر في مجال الدفاع الساحلي وخفر السواحل والمشاركة في المناورات العسكرية".
الحرس الثوري الإرهابي والمؤسسات القطرية
لم يكن تقارب الدوحة مع الحرس الثوري الإرهابي وليد ضغط أزمتها، فقد حاولت الإمارة الصغيرة التستر على العلاقات الوطيدة التي تربطها بالمليشيا الأبرز لحليفتها إيران.
وسبق أن كشفت تقارير عدة، عن وجود عناصر تابعة لمليشيا الحرس الثوري بقوة داخل المؤسسات القطرية منذ اندلاع أزمة قطر.
وإضافة للتعاون العلني، تمارس تلك العناصر صلاحياتها بشكل سري داخل البلاد، وسط تعنت الدوحة في قبول المطالب العربية، الرامية إلى تغيير نهجها المعادي للجوارين الخليجي والعربي، والكف عن دعم الإرهاب.
ويعد القرار الأمريكي الخاص بتصنيف الحرس الثوري الإيراني "منظمة إرهابية" ضربة قاصمة لأهم حلفاء تنظيم الحمدين، في دعم الإرهاب وزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، الأمر الذي سيؤثر على مؤامراتهما خلال الفترة المقبلة.
كما أن القرار الأمريكي سيمتد بالتبعية إلى حلفاء تلك الميلشيات الإرهابية التي على رأسها المليشيات الموالية لإيران في المنطقة، وفي مقدمتها حزب الله اللبناني، والحوثيون في اليمن، وغيرها من مليشياتها في المنطقة، ولا شك أن هذا سيربك مخططات قطر الهادفة لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة.
واشنطن تكشف وجه الدوحة
من جانب آخر، فإن واشنطن بهذا التصنيف فضحت دور الدوحة في دعم وتمويل الإرهاب عبر علاقتها بالحرس الثوري، وهو الأمر الذي لطالما حذرت منه الدول العربية الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب.
ويأتي القرار الأمريكي ليشكل ضغطاً إضافياً على تنظيم الحمدين، بعد أن ظهرت علاقاته مع المليشيات الإرهابية الإيرانية، ودعم في الوقت نفسه لموقف الرباعي.
كما أنه قرار يربك خطط قطر في تنظيم مونديال 2022، مع نشر تقارير خلال الفترة الماضية، تفيد بأن قطر فتحت الباب أمام إيران وتحديداً الشركات التابعة للحرس الثوري الإرهابي، للمشاركة في الأعمال الإنشائية والخدمات الخاصة بتنظيم كأس العام 2022.
وذكرت مجلة "فوربس" الأمريكية في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني في سبتمبر/أيلول الماضي، أن إيران تحاول الحصول على حصة من أعمال البنية التحتية للمنشآت المخصصة لبطولة كأس العالم.
وأضافت المجلة أن العرض الإيراني جاء خلال مكالمة هاتفية بين الرئيس الإيراني حسن روحاني مع أمير قطر تميم بن حمد، أواخر أغسطس/آب الماضي.
وظهرت مؤشرات على قبول قطري للدور الإيراني في المونديال، إذ قال مدير وكالة الأنباء القطرية، يوسف المالكي، إن بلاده تحتاج إلى دعم إيراني من أجل تنظيم كأس العالم.
وتعرضت قدرة الدوحة على استضافة المونديال إلى هزة كبيرة عقب قطع دول الرباعي العربي العلاقات معها في يونيو/حزيران 2017، نتيجة دعمها الإرهاب وتقربها من إيران.
aXA6IDE4LjIxNy4xMC4yMDAg جزيرة ام اند امز