النظام الإيراني يهدد بتوسيع دائرة إرهاب "الحرس الثوري"
عقب تقارير بعزم واشنطن إدراجه على لائحة الإرهاب
تهديدات إيرانية بتوسيع دائرة إرهاب مليشيا الحرس الثوري إقليميا حال تصنيفها منظمة إرهابية رسميا من قبل الولايات المتحدة
لم تمض ساعات على تقارير صحفية أمريكية بعزم واشنطن تصنيف مليشيا الحرس الثوري الإيراني على لائحة الإرهاب، حتى انطلقت تهديدات أبواق النظام بتوسيع دائرة الإرهاب.
واعتبر وزير خارجية طهران محمد جواد ظريف، عبر موقع تويتر، أن قرارا أمريكيا بإدراج المليشيا ضمن المنظمات الإرهابية المحتمل سيجر واشنطن إلى ما وصفه بـ"مستنقع"، محذرا في الوقت نفسه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من مغبة هذا الأمر.
- محلل إيراني يكشف عن مخطط طهران التوسعي ومشروعها العدائي بحلول 2065
- إيران والقاعدة.. وجها الإرهاب تفضحه الأسلحة المضبوطة باليمن
وقبله تفاخر محمد علي جعفري، قائد الحرس الثوري، بتجنيد الآف المقاتلين المرتزقة ضمن مليشيات موالية لطهران، عن تهديد إرهابي آخر يزعم خلاله أن القوات الأمريكية لن تنعم بهدوء مطلقا في منطقة غرب آسيا بعد الآن، حسب ما نقلت وكالة أنباء فارس الإيرانية.
وشن نواب متشددون في البرلمان الإيراني هجوما حادا ضد قرار الولايات المتحدة المرتقب بتصنيف الحرس الثوري إرهابيا.
وقال حشمت الله فلاحت بيشة، رئيس لجنة الأمن القومي البرلمانية، إن المجلس النيابي سيرد بإدراج الجيش الأمريكي على قائمة الإرهاب أيضا، حسب زعمه.
وتبرز مليشيا الحرس الثوري الإيراني -التي تأسست عام 1979، عقب سيطرة رجال الدين المتشددين بقيادة الخميني على سدة الحكم في إيران- باعتبارها إحدى الأجهزة الأمنية والعسكرية وأهمها، فضلا عن تدخلاتها بشكل فج في عمل المؤسسات الحكومية في البلاد.
ويدير جنرالات المليشيا -التي أسسها المرشد الإيراني السابق الخميني لحماية نظامه الجديد حينها- شبكة واسعة من المصالح الاقتصادية والاستخباراتية المعادية إقليميا ودوليا، إضافة إلى دورهم الخطير في دعم تنظيمات إرهابية لخدمة نفوذ نظام ولاية الفقيه.
ويقدر عدد الأفراد المنضويين في عمل هذه المليشيا الموازية للجيش النظامي الضعيف نسبيا بنحو 125 ألف فرد، حيث تمتلك قوات برية وبحرية وجوية، إلى جانب سلطات أخرى تتعلق بحق الحصول على أسلحة استراتيجية، أو إجراء تجارب نووية على نحو سري داخل البلاد.
وتتبعها مليشيات أخرى بهدف قمع احتجاجات الداخل الإيراني تعرف باسم الباسيج أو "التعبئة العامة"، التي تتكون من 90 ألفا من المتطوعين المتطرفين والنشطين بشكل قوي للغاية داخل نطاقات اجتماعية، مثل الجامعات والمصالح الحكومية على سبيل المثال، بل حتى عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وتحولت مليشيا الحرس الثوري إلى ذراع طولى داخل إيران بهدف القمع وخارجها للتوسع طوال السنوات الماضية، حيث تستحوذ شركات ومؤسسات مالية تابعة لها على نحو 40% من اقتصاد البلاد.
وحال تصنيف الحرس الثوري رسميا منظمة إرهابية أجنبية من قبل الولايات المتحدة ستكون هذه السابقة الأولى التي تدرج فيها واشنطن جيش دولة أخرى على لوائح الإرهاب، على الرغم من معاقبتها عشرات الكيانات والأفراد الإيرانيين ضمن قوائمها السوداء سابقا.
- الحرس الثوري يعترف: أمرنا الحوثيين باستهداف ناقلتي النفط السعوديتين
- إيران تعرقل مكافحة الإرهاب لخدمة أنشطة مليشيا الحرس الثوري
وأدرجت وزارة الخزانة الأمريكية بين أعوام 2007 و2011 كل من فيلق القدس (ذراع خارجية تابعة للحرس الثوري لتنفيذ اغتيالات وتجسس) وقائده قاسم سليماني ضمن قوائم الإرهاب، باعتبارهما أذرع تنفيذ أجندة طهران لدعم إرهابيين ومليشيات تخريبية في بلدان أبرزها العراق وسوريا واليمن وغيرها.
واعترف قائد مليشيا الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري، منتصف الشهر الماضي، بتجنيد طهران 200 ألف عنصر موال لها داخل سوريا والعراق طوال السنوات الأخيرة، فضلا عن مواصلة دعمها صاروخيا مليشيا حزب الله في لبنان.
وأضاف جعفري، في مقابلة مطولة مع مجلة "سروش" المحلية، أن هذه الإجراءات التي اتخذتها إيران بتجنيد 100 ألف عنصر في سوريا ونفس العدد بالعراق تأتي في إطار التحركات العسكرية لها في دول المنطقة.
وأقر قائد المليشيا المصنفة إرهابية، في اعترافات جديدة لأحد جنرالات إيران البارزين، بتدخلات بلاده العسكرية في دول المنطقة، قائلا إن "محور المقاومة يطالب طهران بالدعم العسكري، وإن نجاحات طهران إقليميا يصعب التعبير عنها"، حسب زعمه.
وكشفت اعترافات قائد الحرس الثوري المدرج على قوائم العقوبات دوليا أن طهران تواصل دعمها صاروخيا لمليشيا حزب الله الموالية لها في لبنان.
واختتم جعفري أن الحرس الثوري يرى "قوة" المليشيات العسكرية في المنطقة إحدى نجاحات النظام الإيراني إقليميا.
وترتبط مئات المليشيات العراقية الطائفية بمليشيا الحرس الثوري، حيث تتلقى منه دعما ماليا ولوجيستيا بشكل دوري، بهدف إحكام قبضة نظام خامنئي على مقدرات بغداد سياسا واقتصاديا، بينما تبرز مليشيا حزب الله كذراع إرهابية موالية للمرشد الإيراني في داخل لبنان إلى جانب مليشيا الحوثي الانقلابية في اليمن.
ويشرف جهاز استخبارات الحرس الثوري المتورط في تعذيب وتصفية معارضين على شبكة واسعة من الأفراد العاملين تحت غطاء دبلوماسي في السفارات الإيرانية خارجيا، بهدف تنفيذ عمليات استخباراتية وشن حملات تشويه دعائية ضد الخصوم السياسيين من النشطاء وجماعات المعارضة التي تقيم في بلدان أخرى كمقرات لها.
- نائب فيلق القدس يعترف: تدخلات إيران العسكرية بالمنطقة "براجماتية"
- نائب رئيس البرلمان الإيراني: صواريخ الحرس الثوري وراء كوارثنا
واعترف قائد بارز ضمن مليشيا الحرس الثوري الإيراني في أغسطس/آب الماضي، بتحريض مليشيا الحوثي الانقلابية باستهداف ناقلتي نفط سعوديتين بمضيق باب المندب نهاية يوليو/تموز الماضي.
وقال ناصر شعباني، رئيس مركز الدراسات الأمنية والدفاعية التابع لجامعة الحسين الخاضعة لسيطرة الحرس الثوري الإيراني، في كلمة له بثكنة عسكرية في مشهد الواقعة شرقي إيران، إن "الحرس الثوري وجّه أوامر للحوثيين في اليمن باستهداف ناقلتي النفط السعوديتين ففعلوا ذلك"، حسب قوله.
ووصف شعباني، الذي يتولى قيادة عمليات ثكنة عسكرية تابعة للحرس الثوري تدعى "ثأر الله"، أن مليشيات حزب الله اللبناني والحوثي الانقلابية تمثلان "عمقا إيرانيا" في المنطقة، حسب قوله.
إرهاب إيران المتمثل في مليشيا حرسها الثوري لم يعد سرا، حيث كشف محلل إيراني متشدد عن توقعات مثيرة للجدل، تعتزم طهران الوصول إليها كاستراتيجية في غضون السنوات المقبلة، في ظل سياسات عدائية تنتهجها إقليميا ودوليا منذ عقود.
وقال رئيس مركز يقين للأبحاث الاستراتيجية والعقائدية (تعبوي) حسن عباسي، في نهاية يناير/كانون الثاني الماضي، إن إيران ستسيطر على مبني البيت الأبيض في العاصمة الأمريكية واشنطن بحلول عام 2065، وتقيم داخله حسينية شيعية لإقامة المراسم الدينية.
- إيران تقر بتجنيد 200 ألف عنصر في العراق وسوريا خلال السنوات الأخيرة
- دبلوماسي إيراني يعترف: أوروبا لديها أدلة تدين إرهاب وتجسس طهران
وأضاف عباسي، وثيق الصلة بالتيار المتشدد المقرب من المرشد الإيراني علي خامنئي وكذلك مليشيات الحرس الثوري، أن طهران تخطط لتجاوز نفوذها حدود عدن في اليمن، والموصل في العراق، وحلب في سوريا، وفق قوله.
يشار إلى أن تصريحات أدلى بها نائب قائد فيلق القدس التابع لمليشيات الحرس الثوري، في أغسطس/آب الماضي، فضحت طبيعة تدخلات نظام طهران العسكرية وأزالت زيف الشعارات الدعائية التي تطلقها للتغطية على أجندتها التخريبية، حيث وصف المسؤول العسكري تدخل بلاده في عدد من الساحات العربية بـ"البراجماتي".
ونقلت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية تصريحات القيادي البارز في الحرس الثوري "إسماعيل قاآنى" خلال كلمة له في مؤتمر احتفالي بمدينة كرج، قائلا إن "تنفيذ عمليات عسكرية واستخباراتية خارج الحدود في مناطق مثل كربلاء وسوريا ولبنان وغيرها كان بهدف "براجماتي".
ولفت إلى أن الهدف الأساسي من هذه التدخلات العسكرية إقامة ما وصفها بـ"حكومة إمام الزمان"، التي ستحكم العالم بأسره، وفق قوله.