عقوبات واشنطن تضع مليشيات إيران تحت "المقصلة"
أجور عناصر مليشيات موالية لطهران إقليميا تتدني وتوقف مشروعات إيرانية في سوريا بفعل تداعيات سلبية لعقوبات واشنطن ضد نظام ولاية الفقيه.
تدنت أجور عناصر مليشيات موالية لطهران في سوريا، في الوقت الذي توقفت مشروعات كانت قد وعدت إيران بدعم اقتصاد دمشق المتعثر للغاية من خلالها، ويتحدث موظفو مليشيا حزب الله أقرب الحلفاء لنظام ولاية الفقيه في لبنان علنا عن تقلص الدعم المالي.
وتدير إيران شبكة من الجماعات النشطة عسكريا في الشرق الأوسط بهدف تعزيز نفوذها إقليميا، أبرزها الحوثيون في اليمن، والحشد الشعبي في العراق، وحزب الله في لبنان، وحماس في فلسطين.
- بومبيو: "حزب الله" لا يستطيع دفع رواتب عناصره ونصرالله يستجدي
- إيران تعرقل مكافحة الإرهاب لخدمة أنشطة مليشيا الحرس الثوري
ورصدت إذاعة زمانه (ناطقة بالفارسية وتتخذ من هولندا مقرا لها) في تقرير جديد، الأحد، تأثيرات سلبية على دعم نظام طهران للمليشيات التي يسيطر عليها في نطاق دول مجاورة، بفعل العقوبات الأمريكية التي سرت من خلال تطبيق حزمتين في أغسطس/ آب ونوفمبر/ تشرين الثاني الماضيين.
وأشار التقرير إلى تراجع معدل الدعم المالي بشدة الذي تقدمه إيران بشكل دوري إلى هذه المليشيات بفعل الأزمة الاقتصادية الحادة التي تعانيها على مستوى أسواقها المحلية، حيث يقول أحد عناصر المليشيات (دون ذكر هويته) إن "الأيام الذهبية قد انقضت ولن تعود أبدا، لم يعد لدى طهران مال كاف لنا".
وكشفت عناصر مليشيات شيعية تقاتل لصالح النظام الإيراني في سوريا أن أجورهم الشهرية قد تدنت في الوقت الذي تحرم عائلاتهم من الشقق السكنية التي حصلوا عليها سابقا، في حين انخفضت جودة وجبات الطعام المقدمة لهم والتي تتكون في أغلبها من البطاطس بديلا عن اللحوم سابقا.
ونقل التقرير عن أحد مقاتلي مليشيا حزب الله قوله إنه لم يحصل هو أو زملاؤه على أجور في شهر يناير/ كانون الثاني الماضي، قبل أن يتلقي راتبه الشخصي فقط في الشهر التالي دون وجود مكافآت شهرية معتادة كانت تحصل عليها الزوجة والأبناء، بينما حرموا من نفقات التنقل والسفر للخارج، وفق قوله.
وذكرت الإذاعة الناطقة بالفارسية أن هناك عائلات مقاتلي مليشيا حزب الله تواجه ضغوطا معيشية كبيرة في الوقت الراهن، بسبب عدم وجود مداخيل شهرية أخرى سوى التدفقات النقدية التي كانت تمولهم بها طهران والتي تدنت لأقل من النصف مؤخرا.
وهناك مخاوف بدت تسرى بين هؤلاء المقاتلين المرتزقة في حزب الله من ضعف مستوى هذه المليشيا بشكل غير مسبوق إلى حد اختراق عناصرها استخباراتيا، في الوقت الذي تؤكد واشنطن أن العقوبات قد آتت أكلها حيال زيادة الضغوط على مليشيات إيران المقاتلة في بلدان مجاورة، وفقا للتقرير.
وأكد مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي، الأربعاء الماضي، أن مليشيا حزب الله الإرهابية لا تستطيع دفع رواتب عناصرها، مؤكدا أن حسن نصرالله يستجدي لجمع الأموال.
وشدد بومبيو، خلال كلمته في جلسة استماع بالكونجرس الأمريكي، على أن إيران تدير مليشيات داخل العراق وتدعم حزب الله والحوثيين، مضيفا أن إدارة ترامب تعمل على حرمانهم من التمويل.
ووسعت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دائرة العقوبات المفروضة على إيران قبل أيام بإدراج 25 شركة على لائحة الإرهاب، لكونها تعمل على تسهيل تداول العملات الأجنبية مع طهران على نحو يسمح لها بنقل أكثر من مليار دولار أمريكي لصالح تمويل عمليات العسكرية تخريبية في بلدان إقليمية.