علماء يتوصلون إلى علاج لمتلازمة نقص المناعة المكتسبة بـ"الأرز"
الأرز يصنع على شكل كريم موضعي يتم دهنه على الجلد، وتقوم البروتينات بالتغلغل داخل الجسد وحماية الشخص من الإصابة بالإيدز.
كشفت دراسة حديثة أجرتها الأكاديمية الوطنية للعلوم، أن الأرز المعدل جينيا من الممكن أن يوفر للبشرية علاجًا لـ"الإيدز" (متلازمة نقص المناعة المكتسبة).
شارك في الدراسة علماء من الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية، وإسبانيا، مفسرين التقنية التكنولوجية التي يستخدمونها من أجل إجراء تعديلات جينية على سلالة أرز لكي تنتج بروتين معادلا لفيروس نقص المناعة المعروف بـ"إيدز"، وهي أحدث استراتيجية علمية لمحاربة المرض الشرس، بحسب مجلة "نيوزويك".
وبحسب منظمة الصحة العالمية، بنهاية عام 2017، كان هناك 37 مليون مريض بـ"الإيدز" في العالم، أي أنهم يشكلون نسبة 0.8 من البالغين في الفئة العمرية ما بين 15 إلى 49 عاما، وفي أفريقيا وحدها يعيش ثلثا المصابين بالمرض، حيث أصيب به شخص من بين كل 25 بالغا، وفي نفس العام توفي 940 ألف شخص من مرض "الإيدز" ومضاعفاته.
ورغم هذه الأرقام الكبيرة، فإن هناك تقدما كبيرا في نطاق البحث عن علاج له، وفي الولايات المتحدة الأمريكية- على سبيل المثال- انخفض عدد المصابين بالعدوى من الإيدز من 135 ألفا عام 1985 إلى 50 ألفا عام 2010، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
وحتى الآن، لا يوجد مصل متاح لعلاج "الإيدز"، لذلك اعتمدت المستشفيات والمراكز العلاجية على التوعية العامة، والأدوية التي يتم تناولها عن طريق الفم، كأفضل وسيلة دفاعية ضد المرض، ولكننا مازلنا بحاجة إلى مزيد من الخيارات، ومن هنا جاءت فكرة التعديل الجيني لسلاسة الأرز، كونها تحتوي على نفس نوع البروتين الموجود في الأدوية التي يتم تناولها عن طريق الفم، بما يسمح لنا بإيجاد منافذ جديدة لمقاومة "الإيدز".
وينتج الأرز المعدل جينيا نوعين من البروتين وجسما مضادا يقوم بتحجيم فيروس "الإيدز"، ويفترض أن يقوم بمنع الفيروس من التفاعل مع خلايا الجسد، وسيصنع الأرز على شكل كريم موضعي يتم دهنه على الجلد، حيث تقوم هذه البروتينات بالتغلغل للجسد وحماية الشخص من الإصابة بالإيدز.
ويعد الأرز خيارًا جيدًا بالنسبة للدول النامية، لأن بإمكانها زراعة الأرز وتصنيع الكريم الموضعي منه، دون الحاجة إلى السفر إلى دولة أخرى لمتابعة العلاج هناك، إلا أن وجود علاج وحل قريب وسهل للدول النامية الأكثر إصابة بالمرض، سيختصر الكثير.
وقبل تصنيع هذا الكريم، لابد أن يؤكد العلماء أنه لن يسبب أي ضرر للجسد البشري، وعليهم أيضًا أن يتغلبوا على القيود التنظيمية في أي دولة سيتم زراعة الأرز بها.