منتدى "ريميني" يحتفي بأعمال فاكارو مصور "الحرب والنجوم"
طوني فاكارو مصور أمريكي من أصل إيطالي اشتهر بصوره التي التقطت في أوروبا خلال الحرب العالمية الثانية.
احتفى منتدى ريميني للصداقة بين الشعوب، الذي يختتم أعماله السبت في مدينة ريميني الإيطالية، بأعمال المصوِّر الفوتوغرافي الشهير طوني فاكارو المُلقَّب بـ"مصوِّر النجوم" ويصفه المعرض بـ"مصوِّر الإنسانية".
فاكارو مصوِّر أمريكي من أصل إيطالي اشتهر بصوره التي التقطت في أوروبا خلال الحرب العالمية الثانية، ثم في وقت لاحق أصبح مصوِّر أزياء ونمط الحياة لنجوم هوليوود ومشاهير النجوم في الولايات المتحدة ونال جائزة "وورلد برس فوتو" للفن والتسلية.
وشارك فاكارو (96 عاماً) جمهور المنتدى في جولة داخل المعرض الذي يُظهِر بعض الصور التي التقطها طوال مسيرته، وقدَّم محاضرة أكد فيها أنَّه "مصوَّر الإنسانية" لأنَّ صوره لم تقتصر على النجوم بل اهتمت كذلك بصور البسطاء ومَن هم على هامش الحياة.
وتعكس الصور التي يتضمنها المعرض سيرة حياة فاكارو التي كانت مليئة بالشقاء في طفولته، فبعد ميلاده في الولايات المتحدة عام 1922 توالت مسيرة الفقد في حياته ومات والده ثم والدته واضطرت عائلة أمه لإعادته إلى إيطاليا، وهناك ربّاه عمه بشكل قاسٍ.
وقال مُنسِّق المعرض جوزيف بوتشي إنَّ فاكارو عاش معزولاً بين أطفال الحي لعدم إجادته الإيطالية، واضطر للاعتماد على لغة الإشارة وهذا الأمر طوَّر لديه قوة الشعور بالصورة والإيماءات.
وعندما بلغ سن المراهقة استدعي كشاب أمريكي للخدمة العسكرية في ظل ظروف الحرب العالمية الثانية وخلال تأهيله لاحظ أحد معلميه شغفه بالصور فقال له: "أنت مصوِّر بالفطرة" وبدأ في مساعدته على التصوير بشكل احترافي ما جعل طوني فاكارو يشتري كاميرا تميّزت بقدرتها على التقاط الصور السريعة، وذهب كجندي بسيط بالكاميرا لميدان المعركة بعد أن نال تصريحاً بحملها لأنّه لم يكن مسجلاً كمصور عسكري.
وخلال فترة الحرب تمكَّن من التقاط صور لأفراد الجيش داخل المعسكرات وعكست صوره الحياة اليومية وصعوبة الأوضاع وكانت كل صورة يلتقطها تعكس رسالة إنسانية ولم تكن معدة لتقدَّم إلى الجمهور، لذا لم يكشف عنها سوى عقب انتهاء الحرب، ومع ذلك كانت هي الصور التي صنعت شهرته وأصبحت على حد قول المنسق "من الأيقونات التي يعرفها كل المهتمين بتاريخ الألم".
وأضاف مُنسَّق المعرض: "الصور التُقِطت في ظروف الحرب وعاشت لأنَّ مصوِّرها كان معنياً دائماً بالجمال ومنحازاً للسلام بفطرة الفنان داخله"، وتعكس الصور كيف كان الأطفال في تلك السنوات ينظرون للجنود كملهمين، كأنهم يبحثون عن هوية عبر نظراتهم للجنود.
وتُظهِر صورة أخرى "قُبلَة التحرير" التي نالها أحد الجنود من طفلة كانت تلعب معهم في ساحة شعبية، ويحتل الأطفال أدوار البطولة في الصور ربما لأنَّ صاحبها عاش طفولته محروماً من العائلة.
وفي صورة أخرى، يظهر عازف لآلة الكمان وهو يمضي داخل حواري مدينة فينسيا (البندقية) قبل إعادة إعمارها وهي تعكس في شاعريتها قدرة الموسيقى على هزيمة الدمار.
وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية عمل طوني فاكارو مصوِّرا لعروض الأزياء وتزوَّج بإحدى العارضات وتدعى "أنجا" وكانت الموديل المُفضَّل في غالبية صوره لكن اسمه برز وسط نجوم هوليوود.
وأوضح مُنسِّق المعرض: "طوني كان يرافق النجوم لأيام قبل أن يلتقط الصور فقد كان يبحث دائماً عن لحظات إنسانية خالية من الاستعراض، فالصورة التي تظهر الرئيس الأمريكي جون كنيدي تُقدِّمه أقرب لملاك وتظهر صوفيا لورين في إحدى الصور بجاذبية لا تقاوم، فيما يظهر بيكاسو في بورتريه تحول إلى أحد أشهر الصور التي التقطت له وهو الذي كان شغوفاً بالصور".
aXA6IDMuMTM1LjIxNC4xMzkg جزيرة ام اند امز