أعلى مستوى انتحار بصفوف جيش إسرائيل.. لغز الصحة العقلية
يحير ارتفاع مفاجئ في عدد الجنود الإسرائيليين المنتحرين خلال عام 2022، الخبراء رغم التحفظ في وصف ما يجري بـ"الظاهرة".
وتشير معطيات رسمية إلى أن الجيش الإسرائيلي سجل خلال العام الذي أوشك على النهاية، أعلى مستوى انتحار بين الجنود في السنوات الخمس الأخيرة.
وفي هذا الصدد، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية في تقرير تابعته "العين الإخبارية": "لا يستطيع الخبراء تفسير الزيادة المفاجئة في حالات الانتحار بعد أن انتحر 14 فردًا نشطًا في الخدمة في عام 2022، لكنهم لاحظوا أن البيانات غير كافية للإشارة إلى الأمر كاتجاه أو ظاهرة".
وأضافت: "مع اقتراب العام من نهايته، أفاد الجيش الإسرائيلي يوم الأحد بأن 14 جنديًا نشطًا انتحروا في عام 2022، وهو أعلى رقم مسجل منذ خمس سنوات".
وتابعت: "رغم الإحصائيات المقلقة، فإن الوَفَيَات بالانتحار في الجيش الإسرائيلي في انخفاض على مدى العقدين الماضيين مع تحسن الوعي ومعالجة قضايا الصحة العقلية".
وموضحة تسلسل حالات الانتحار في الجيش، قالت الصحيفة "في عام 2005، بلغ عدد حالات الانتحار في الجيش 36 حالة، وانخفض إلى 28 و6 في عامي 2010 و2013، وفي عام 2017، قفز عدد حالات الانتحار إلى 16 وبدأ يتراجع بعدها".
وقالت: "بحسب مصادر عسكرية رفيعة المستوى، لم يتمكن الخبراء من تقديم تفسير للزيادة المفاجئة في عدد حالات الانتحار هذا العام".
وأضافت: "الغالبية العظمى من حالات الانتحار من الرجال ومعظمهم لا يتركون خطابًا يشرحون السبب"، متابعة "بسبب الحساسية العالية، يتم اتخاذ خطوات للحفاظ على خصوصية الجندي وعائلته".
قصة لوباتون
وأشارت إلى أن "إحدى الحالات البارزة التي تصدرت عناوين الصحف في السنوات الأخيرة هي حالة نيف لوباتون، جندي في لواء مشاة جفعاتي، عُثر عليه ميتًا خارج قاعدته في جنوب إسرائيل في أوائل عام 2019".
وقالت: "انتحر لوباتون بعد أن حاول ضباط من الشرطة العسكرية تجنيده لتقديم معلومات حول تجارة المخدرات في قاعدة بيسلا التابعة للجيش في جنوب إسرائيل".
وأوضحت: "وافق لوباتون في البداية لكنه تراجع بعد ذلك وأشار إلى أنه ينوي إيذاء نفسه. واختفى لاحقًا من قاعدته وعُثر عليه ميتًا بعد ذلك بوقت قصير".
وعن لوباتون، قالت الصحيفة أيضا، "في ضوء التحقيق في مقتل هذا الجندي، أمر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي بإبعاد قائد وحدة التحقيق التابعة للشرطة العسكرية في بئر السبع من الوحدة، وأعيد بعد ذلك إلى منصبه بعد الاستئناف ضد قرار عزله أمام المحكمة العليا".
وبعيدا عن هذه الحالة، تحدثت الصحيفة أيضا عن همة الجيش الإسرائيلي لمنع حالات الانتحار بين الجنود في السنوات الأخيرة، والتي تشمل الحد من الوصول إلى الأسلحة النارية وزيادة الوصول إلى المتخصصين في الصحة العقلية.
وأضافت: "أحد العوامل المحتملة التي يجري فحصها هو البرنامج الذي قاده في السنوات الأخيرة قائد القوة العاملة في الجيش الإسرائيلي موتي ألموز لدرء زيادة الإعفاءات الصادرة من الخدمة العسكرية لأسباب تتعلق بالصحة العقلية بعد قفزة كبيرة من 4.5٪ من جميع المرشحين للخدمة العسكرية إلى 8.5٪ بين 2015-2020".
وتابعت: "كجزء من البرنامج، يطلب الجيش الإسرائيلي المزيد من الأدلة الطبية على مشاكل الصحة العقلية من المرشح الذي يطلب الإعفاء. بالإضافة إلى ذلك، تم تنفيذ برامج خدمة فريدة للجنود العزل في بيئة محمية نسبيًا".
ولفتت في هذا الصدد إلى أنه "في عام 2021، انخفضت الإعفاءات المتعلقة بالصحة العقلية إلى 7.5٪ لكن الخبراء ليسوا في عجلة من أمرهم للربط بين الزيادة في عدد حالات الانتحار هذا العام ويعتقدون أنه يجب فحص كل حالة على حدة، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى حجم العينة الصغير نسبيًا".