خطر فقدان البصر.. سبب صحي جديد لعدم تقبيل الأطفال (خاص)

عند التوجيه بعدم تقبيل الأطفال الصغار حفاظا على صحتهم، تنصرف إلى الأذهان المخاوف من إصابتهم بعدوى تنفسية تنتقل لهم من الكبار.
حالة نادرة في بريطانيا، أضافت سببا جديدا، وهواحتمالات انتقال فيروس الهربس، من شفاه الكبار المصابين إلى الأعضاء الحساسة للغاية عند الصغار مثل العين.
وغالبا ما يرتبط هذا الفيروس بالعدوى التي تظهر في الفم والوجه، مثل تقرحات البرد أو القروح الهربسية حول الفم، وينتقل عادة من خلال الاتصال المباشر بجلد شخص مصاب، أو ملامسة الأسطح الملوثة، مثل المناشف أو الأدوات الشخصية، ولا يوجد له علاج نهائي ، ولكن يمكن التحكم في أعراضه وتقليل تكرار ظهور العدوى باستخدام مضادات الفيروسات، مثل الأسيكلوفير أو فامسيكلوفير .
ويواجه جوان، وهو طفل بريطاني، خطر فقد عينه اليسرى بعد أن أصيبت بالهربس الذي تسبب في ظهور بثور أدت إلى تكوّن ثقب بحجم 4 ملم في القرنية، الطبقة الشفافة الأمامية للعين.
ووجهت أم الطفل عبر صحيفة "ديلي ميل" البريطانية تحذيرا صارما للآباء بضرورة منع الأقارب والأصدقاء من تقبيل أطفالهم الرضع بعد أن تسبب الفيروس في فقدان البصر بعينه اليسرى.
ويقول د.إبراهيم متولي، استشاري أمراض المناعة بوزارة الصحة المصرية لـ "العين الإخبارية"، إن هناك سبب رئيسي لضرورة أخذ هذا التحذير الذي أطلقته الأم البريطانية على محمل الجد، وهو ما يتعلق بقدرات جهاز المناعة لدى الطفل.
ويوضح أن جهاز الماعة يبدأ في التكون أثناء الحمل، لكنه لا يكون مكتملا عند الولادة، ويحتاج الطفل إلى الوقت لتطوير خلايا المناعة المختلفة (مثل الخلايا التائية والخلايا البائية) التي تلعب دورا أساسيا في محاربة العدوى، كما أن الأطفال الصغار لا ينتجون الأجسام المضادة بنفس الكفاءة التي ينتجها البالغون، وهي جزء أساسي من جهاز المناعة وتعمل على تحديد وتدمير الجراثيم والفيروسات، لذلك فإننا نصح دوما بضرورة تجنيب الأطفال الصغار مسببات الأمراض ومنها التقبيل".
ويضيف أن " العدوى الأشهر التي يمكن أن تنتقل عن طريق التقبيل هي الفيروسات التنفسية مثل الإنفلونزا ونزلات البرد والمخلوي التنفسي، لكن الإصابة بالهربس نادرة، وتكون عند حدوثها شديدة الخطورة، حيث يمكن أن تؤثر على العين أو الدماغ، كما حدث في حالة الطفل البريطاني".
وبدأت معاناة جوان في أغسطس من العام الماضي عندما اشتبه والداه بأن لديه التهابا في العين، لكن بعد يومين فقط، أدركت والدته، ميشيل سايمان، أن الأمر أخطر من ذلك بكثير.
اكتشف الأطباء بعد الفحوصات أن جوان أصيب بفيروس الهربس البسيط، الذي تسبب في قرحة باردة في عينه، ورغم أن والديه خاليان من الفيروس، اقترح الأطباء أن الفيروس نُقل إلى جوان عبر قبلة من شخص مصاب ببثور الهربس.
صرحت ميشيل: "كان من الممكن أن ينتقل الفيروس بواسطة شخص لديه بثور نشطة وقام بتقبيل طفلنا بالقرب من عينه، أو على يده التي لمس بها عينه لاحقًا".
على الرغم من محاولات الأطباء لاحتواء العدوى، تسبب الهربس في أضرار كبيرة لقرنية جوان، مما أدى إلى فقدانه الإحساس في العين تماما.
وأوضحت ميشيل أنها تشعر بضرورة توعية الآباء حول خطورة تقبيل الأطفال، قائلة: "لقد كنت أسمع هذا التحذير مرارا، لكن لم أكن أهتم به، وكنت أعتقد، ما أسوأ ما يمكن أن يحدث؟ لكنني كنت مخطئة جدا".
aXA6IDMuMTQ0Ljk4Ljg3IA== جزيرة ام اند امز