ريفالدو "مارادونا البرازيل".. هفوة أولمبية تصنع التاريخ
تقرير يستعرض محطات بارزة من حياة البرازيلي ريفالدو نجم برشلونة السابق ومنتخب راقصي السامبا في عيد ميلاده الـ48
يعدّ ريفالدو فيتور باربوزا، الشهير بريفالدو، أحد أشهر اللاعبين في تاريخ منتخب البرازيل، خصوصا جيل التسعينيات وأوائل الألفية الحالية، وهو الجيل المتوج بكأس العالم 2002، بالإضافة لكونه أحد أهم نجوم فريق برشلونة الإسباني في الفترة ذاتها.
وحقق ريفالدو كثيرا من الإنجازات خلال مسيرته الكروية، من أبرزها لقب كأس العالم مع منتخب البرازيل، بالإضافة لكوبا أمريكا 1999 وكأس القارات 97، بجانب برونزية أولمبياد أتالانتا 1996.
وعلى صعيد الأندية كانت ذروة تألقه مع البلوجرانا، حين حقق كأس الاتحاد الأوروبي (الدوري الأوروبي حاليا) في 1997، بجانب لقبين للدوري الإسباني في 1998 و1999، لكن أكبر إنجازاته كان دوري أبطال أوروبا مع ميلان موسم 2002-2003.
وكانت صحيفة "الجارديان" البريطانية الشهيرة وصفت ريفالدو عام 2002 بأنه اللاعب الأمهر في أمريكا اللاتينية منذ الأسطورة الأرجنتينية دييجو أرماندو مارادونا، نجم راقصي التانجو وفريق برشلونة السابق، حيث قال جون كارلين الكاتب بالصحيفة إنه "يجمع بين أهم ميزتين للاعب المثالي؛ الإبداع الفني والفاعلية على المرمى".
وظهر ريفالدو في العديد من المشاهد واللقطات التي لا تنسى على مدار مسيرته الكروية، التي تضمنت أهدافاً رائعة وتمريرات حاسمة، وكذلك مشاهد مؤسفة.
لكن ما لا يعرفه الكثيرون أنه كان في بداية حياته الدولية مكروها من جماهير البرازيل بسبب هفوة صدرت منه في أولمبياد أتلانتا 1996، ظلت تطارده لعدة سنوات كما صرح هوه من قبل لصحيفة "سبورت" الكتالونية، قبل أن تقوده لصناعة التاريخ في مونديال 2002.
نشأة صعبة.. ونقطة تحول
كانت سنة 1989 نقطة تحول في حياة المراهق ريفالدو، البالغ من العمر وقتها 17 سنة، والذي كان يلعب هاوياً في شوارع ريسيفي مسقط رأسه، عندما توفي والده روميلدو في حادث سير، وهو الذي كان يشجع نجله دائما على لعب الكرة وتحقيق حلمه.
وشاء القدر أنه على الرغم من صدمة ريفالدو بوفاة والده، فإن اللاعب البرازيلي بدأ مسيرته الكروية في نفس السنة مع فريق باوليستانتو المحلي.
الغريب في مسيرة ريفالدو، على غرار عدد قليل من اللاعبين، أنه لم يلعب على مدار مرحلة الشباب في أي فريق ناشئين، بل إن أفضل لاعبي العالم في 1999 بدأ مسيرته في سن الـ17 كلاعب في فريق أول.
خطأ نيجيريا
مثلت دورة الألعاب الأولمبية أتالانتا 1996 الخطوة الكبرى الأولى في مسيرة ريفالدو الدولية، حيث كانت أول بطولة يمثل فيها السيليساو، رغم أنه كان مرشحا للوجود قبلها في قائمة السامبا في كأس العالم 1994، إلا أنه خرج من حسابات المدرب كارلوس ألبرتو بيريرا في النهاية.
وفي لقاء نيجيريا بنصف نهائي أولمبياد أتالانتا، ارتكب لاعب البارسا السابق خطأ قاتلا تسبب في خروج أصحاب الزي الأصفر، بعدما قدم تمريرة خاطئة إلى لاعبي منتخب نيجيريا استغلوها في تسغيل هدف حسم اللقاء.
كما أهدر اللاعب فرصا عديدة كانت كافية لمنح الفوز للسيليساو، وسط سخط من الجماهير، إلى أن تم استبعاده من المباراة التي حقق خلالها الفريق برونزية الأولمبياد.
وتعرض ريفالدو بعدها لهجوم برازيلي حاد من الجماهير البرازيلية، وظل أحد لاعبيها المكروهين لعدة سنوات، وهو الهاجس الذي ظل يطارد النجم الموهوب لفترة طويلة.
الكرة الذهبية
فاز ريفالدو في ثاني مواسمه مع برشلونة بالكرة الذهبية لأفضل لاعبي العالم في قارة أوروبا عن موسم 1998-1999، بعد الأداء الرائع الذي قدمه مع الفريق، حيث قاده للفوز بالليجا بعد هيمنة كاملة، بفارق 11 نقطة عن ريال مدريد الثاني.
وسجل ريفالدو سجل 24 هدفا في المسابقة، ليحتل المركز الثاني بين هدافيها، بفارق هدف واحد خلف راؤول جونزاليس مهاجم الميرينجي الذي فاز بلقب الهداف.
وفي دوري أبطال أوروبا، ورغم خروج برشلونة من دور المجموعات، فإن ريفالدو سجل 3 أهداف، بالإضافة لثنائية في كأس ملك إسبانيا.
الرد المنتظر
ورغم تتويجه مع منتخب البرازيل بلقبين هما كأس القارات في عام 1997، وكوبا أمريكا 1999، فإن شعور ريفالدو بالذنب بعد خطئه الأولمبي، وأصوات جماهير البرازيل وهي تهاجمه من وقت لآخر بسبب إهداره المعتاد لكثير من الفرص ظل يطارده، ليقرر في 2002 الرد على كل ذلك، ومحو تلك الصورة السيئة الراسخة له في أذهان مشجعي بلاده.
في تلك البطولة توهج ريفالدو بأهدافه الحاسمة ولمساته الساحرة، ليسهم مع زميليه رونالدو ورونالدينيو في تتويج منتخب البرازيل بكأس العالم الخامسة والأخيرة في تاريخه، وهو الرقم الذي لم ينجح أي منتخب في العالم في الوصول إليه حتى الآن.
وسجل ريفالدو 5 أهداف على مدار البطولة، كان أهمها أمام إنجلترا في الفوز 2-1 في ربع النهائي، وكان تسديدته القوية على مرمى أوليفر كان الحارس المخضرم لألمانيا في المباراة النهائية مفتاح تتويج البرازيل باللقب، بعدما فشل الأخير في الإمساك بها لتسقط أمام رونالدو الذي وضعها في الشباك.
كما أسهم بشكل غير مباشر في الهدف الثاني بعد تفويتة رائعة راوغ بها مدافعو ألمانيا بدون كرة ليتمكن رونالدو من تسديد كرة قوية في شباك ألمانيا، معلنا قتل المباراة وتتويج السيليساو، وطي صفحة ريفالدو المذنب مع جماهير البرازيل.
هدف لا ينسى
سجل ريفالدو على مدار مسيرته العديد من الأهداف التي لا تنسى، لكن يبقى هدفه الأبرز هو الركلة الخلفية المزدوجة التي سجلها في مرمى فالنسيا في الجولة الأخيرة للدوري الإسباني موسم 1999-2000.
وجاء الهدف المبهر في الدقيقة الأخيرة من المباراة بـ"دبل كيك" من على حدود منطقة الجزاء، ليكمل به ريفالدو ثلاثيته في المبارة، بعدما أوقف الكرة بصدره وحولها لداخل الشباك، مسجلا هدفا وصفه النجم البرازيلي بأنه الأفضل في مسيرته الكروية محلياً ودولياً.