"بوليفارد الرياض" تبهر زوار مواسم الترفيه السعودية
الزوّار تمكنوا لأول مرة من مشاهدة عرض الأفلام على الهواء الطلق بشاشات عرض ضخمة ومتابعة المسرحيات الكوميدية.
على مدى أكثر من شهر خطفت منطقة "بوليفارد الرياض" التي أُنشئت في وقت قياسي شمال مدينة الرياض، الأنظار وأصبحت قبلة للأسر السعودية والزوّار للاستمتاع بقضاء أوقات حافلة بالأنشطة والحفلات الساهرة لأشهر نجوم الغناء والمسرح والرياضة في العالم، ضمن فعاليات "موسم الرياض" الذي انطلق مطلع أكتوبر/تشرين الأول.
وتمكن الزوّار، لأول مرة من مشاهدة عرض الأفلام على شاشات عرض ضخمة في الهواء الطلق ومتابعة المسرحيات الكوميدية، مع انتشار عدد من المطاعم العالمية والعربية التي جاءت خصيصاً لتقديم خدماتها الخالية من المشروبات الكحولية.
وما بين الاستمتاع بحفلات أشهر نجوم الطرب العربي والغربي، والتنزه في طرقات البوليفارد بمطاعمها ومقاهيها الراقية المطلة على النافورة الراقصة بعرض ثلاثي الأبعاد، يقضي الزوار أجمل أمسياتهم مبدين سعادتهم البالغة بهذا التحوّل اللافت.
وأشار شباب سعوديون إلى أنهم سيحرصون مستقبلاً على جدولة رحلاتهم خارج المملكة العربية السعودية في غير أوقات "موسم الرياض"؛ لأنه يوفر لهم فعاليات فنية وثقافية غير موجودة في أي مكان يذهبون إليه، بالإضافة إلى توفير العديد من فرص العمل للشباب والنساء.
وقال الصحفي السعودي عبدالله بن سعيد القطان، وهو أحد مرتادي موسم الرياض: "من خلال هذه الفعاليات الثقافية والتغيرات الاجتماعية نستشرف إلى مستقبل أفضل يجعل الرجل والمرأة السعودية يسوّقون إلى ثقافاتهم وفكرهم وإبداعاتهم، كما أننا انفتحنا على العالم الخارجي وبدأنا نرى العالم كما هو والعالم يرانا كما نحن".
وأضاف القطان لـ"العين الإخبارية": "التغيرات الأخيرة التي تشهدها مدن السعودية من مسارح وسينما وبوليفارد الرياض وغيرها أسهمت في سعادة المواطن والمقيم بشكل كبير، فقد شاهدنا لأول مرة الفعاليات الترفيهية والثقافات العالمية مثل الأوبرا اليابانية والأوبرا الروسية والإيطالية".
وتابع: "بدأنا نشاهد الأفلام السينمائية في وطننا وهذا رائع، ومن خلالها أصبحنا نرى ثقافات الشعوب الأخرى، ونلاحظ توفير فرص العمل للشباب في مختلف المجالات، فأنا مبتهج بمشاهدة المقيمين والمواطنين يعبرون عن ثقافاتهم داخل السعودية ونشاهد الموسيقى الهندية والمصرية تُعزف داخل البوليفارد".
وعلّق الكاتب والباحث السعودي خالد النزر، قائلاً: "لم يكن للمواطن السعودي قبل 3 سنوات فقط أن يتوقع حتى في أحلامه بأن يرى بلاده بهذه الصورة البهية التي هي عليها اليوم".
وأكد: "هي الإرادة الفولاذية لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ومعه جيل بأكمله من الشباب السعودي الطموح، ودعم وتأييد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لهذه الرؤية الجديدة المعاصرة لبلد عريق متأصل ثقافياً".
وأوضح النزر لـ"العين الإخبارية": "حضرت هذا العام (موسم الرياض والشرقية وجدة) كما أقيمت مواسم وفعاليات متعددة في عسير والطائف وحائل والقصيم والعلا وغيرها، أجمل ما رأيته هو الفرحة في عيون الأطفال، والاعتزاز والنشوة في عيون الشباب والكبار بأنهم يعيشون حياتهم الطبيعية في بلادهم، خاصة وأن الفعاليات التي أقيمت في كانت على مستوى عالمي".
وأضاف: "في البوليفارد بالرياض هناك أكثر من 50 محلاً عالمياً ومحلياً، إضافة إلى عشرات المطاعم والمقاهي، ومسرح ضخم يتسع لـ20 ألف شخص، وأكبر نافورة راقصة في العالم، وعروض الأزياء التنكرية، وخدع بصرية، ودراجات هارلي، وألعاب نارية، وعروض ثلاثية الأبعاد وسينما وحفلات".
وتابع: "حضر المقيمون العرب والأجانب بفرح تلك الفعاليات ومنها حفلات غنائية لمطربين مشهورين في باكستان والهند على سبيل المثال، وحفلات لمطربين شعبيين مصريين، ومدينة ملاهي عالمية تم نقلها إلى قلب الرياض، وغيرها كثير من الفعاليات".
ومن بين أبرز الفعاليات مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل والذي اختلف تماماً عن الصورة التقليدية القديمة التي اقتصرت على السباق والاستعراض والبيع والشراء، فضم المهرجان هذا العام عدداً من الفعاليات والمبادرات التي ترتبط بثقافتي الإبل والصحراء لإتاحة الفرصة للجيل الجديد للتعرف على عمق حضارة الإبل وتراثها.
وفتح المهرجان الباب أمام جميع الفئات العمرية للمشاركة التفاعلية، ولتقديم مهرجان بمواصفات حديثة تليق بمكانة المملكة العربية السعودية وأصالتها العربية وبهدف الوصول به إلى الريادة العالمية في مجاله.
ووفقاً للكاتب السعودي، تحول المهرجان لمناسبة سياحية جاذبة ونقطة التقاء بين ثقافات العالم ليحتوي عدة فعاليات ومسابقات مثل "ألعاب البدو حول العالم" التي قدّمها طاقم متخصّص من جمهورية قيرغيزستان، وتضمّنت ألعاباً بدوية من نحو 90 دولة، ومثّل معرض "سنام" الذي يشرح بشكل علمي كل ما يتعلق بالإبل وعلاقتها بالإنسان عبر التاريخ.
كما تضمنت الفعاليات، مهرجان الملك عبدالعزيز للصقور التي تحمل كثيراً من الدلالات الرمزية، وتاريخها الطويل في تراثنا العربي الذي يشهد بشراكتها للإنسان ودورها في صناعة حضارته منذ آلاف السنين ولا سيما في الجزيرة العربية.
ويُعد "الملك عبدالعزيز للصقور" المهرجان الأكبر على مستوى العالم بعد دخوله في نسخته الأولى العام الماضي موسوعة "جينيس" للأرقام القياسية، مسجلاً مشاركة 1723 صقراً، ويشارك فيه صقارون من مختلف مناطق العالم.
وأوضح الشاب رايد الزهراني أن الهيئة العامة للترفيه بالسعودية نجحت في تغيير بوصلة السياحة والترفيه بالنسبة للسعوديين، من خلال الفعاليات والأنشطة الفنية والترفيهية التي تنظمها طوال العام في مناطق السعودية المختلفة، تحت اسم "مواسم السعودية".
وأشار إلى أنها أتاحت خيارات ترفيهية عديدة ومتواصلة، وضعت لبنة قوية في مسار توطين السياحة السعودية، خاصة أن السعودية تزخر بالعديد من المقومات السياحية والثقافية المتنوعة، ويحق أن نطلق على هذا العام بالسعودية "عام الترفيه".
وأضاف الزهراني: "شكّلت دور السينما، التي يتم افتتاحها باستمرار في كل مدن المملكة، ملمحاً آخر لوجه الرياض الثقافي والفني، حيث تقدّم أرقى وأحدث الأفلام العالمية في ذات موعد عرضها بصالات السينما الأمريكية والعالمية، وتوضح تلك التحولات الثقافية والترفيهية المتسارعة، بأن الرياض ستكون في السنوات القليلة المقبلة، عاصمة الترفيه والثقافة والفنون الأولى بالمنطقة".