أمريكا قد منحت في السابق إعفاءات لثماني دول يحق لها أن تستورد النفط الإيراني في نوفمبر الماضي، ولكن اليوم سوف تنتهي هذه المهلة.
يبدو واضحا أن إدارة الرئيس ترامب تحمل في جعبتها الكثير من الأفكار المستقبلية لترويض النظام الإيراني سياسيا، بهدف إعادة إيران كدولة طبيعية في المنطقة، فحجم الأذى الذي أفرزته الثورة الإيرانية منذ انطلاقتها قبل أربعة عقود تصاعد بشكل مقلق، ليس للمنطقة فقط وإنما شكل حالة من القلق الدولي أيضا.
الشعور السياسي للنظام الإيراني توهم أن العالم سوف يبارك خطواته في نشر الأفكار الثورية والتدخل المباشر وغير المباشر بشؤون كثير من الدول العربية على وجه الخصوص، وعمل على توزيع ثروة الشعب الإيراني على مليشيات نشرتها إيران في دول عربية ومؤسسات ثقافية ومهنية عبر العالم لدعم مسارها الثوري.
لقد وضع وزير الخارجية الأمريكي المرحلة الأخيرة من حصار اقتصادي لهذا النظام بدعم دولي متفق على عدوانية هذا النظام وخطورته، فبعد أشهر من الآن سوف يشهد العالم نتائج مبهرة لهذا الاتجاه الدولي نحو إصلاح إيران سياسيا وإعادتها إلى المسار الصحيح.
منذ بداية الثورة الإيرانية وحتى اليوم وهي تكرس محاولاتها السلبية ضد العرب وتعزز الطائفية وفق منهجية الاستغلال الأمثل للمذهب وليس التماهي مع المذهب الشيعي وخدمته. لقد أثبتت العقود الأربعة الماضية أن النظام في طهران ليس له علاقة بالمذهب الشيعي الإسلامي سواء من قريب أو بعيد وكل ما يفعله نظام ولاية الفقيه في إيران هو تكريس سيطرة قومية عرقية عبر المذهب لتحقيق الأهداف وتمرير الخطط تحت نظرية دينية لها عمق تاريخي مؤثر على فئة كبيرة من المسلمين.
لقد ظل النظام الإيراني يستغل الأوراق المتناثرة من قضايا العالم العربي لخدمة مصالحه، ولعل أبرز هذه الأوراق ورقة القضية الفلسطينية التي تم تبنيها لأغراض دعائية وتشكيل ما سمته إيران مسار المقاومة. وبالطبع تم الاعتماد على ورقة القضية الفلسطينية التي لا تزال إيران تعتقد أنها الورقة السحرية التي يمكن لإيران أن تتكئ عليها في مخاطبة الجماهير العربية وخاصة الإسلامية منها.
لم يكن من المعقول أن يترك العالم هذه الدولة بنظامها غير الطبيعي، لذلك يشهد العالم هذه الأيام مرحلة حقيقية لما يمكن تسميته "تقليم أظافر النظام الإيراني" وهذا يمنح النظام دروسا تاريخية مهمة؛ فهو إما أن يواجه الأزمة التي سوف تسحقه عبر الشعب الإيراني، وإما أن يستجيب للمتطلبات الدولية التي يكررها قادة العالم والمنطقة بأن إيران إذا أرادت أن تكون عضوا فاعلا بين دول المنطقة فعليها أن تعود إلى حجمها الطبيعي وتتصرف كدولة طبيعية.
لقد وضع وزير الخارجية الأمريكي المرحلة الأخيرة من حصار اقتصادي لهذا النظام بدعم دولي متفق على عدوانية هذا النظام وخطورته، فبعد أشهر من الآن سوف يشهد العالم نتائج مبهرة لهذا الاتجاه الدولي نحو إصلاح إيران سياسيا وإعادتها إلى المسار الصحيح.
نحن نعرف أن أمريكا قد منحت في السابق إعفاءات لثماني دول يحق لها أن تستورد النفط الإيراني في نوفمبر الماضي، ولكن اليوم سوف تنتهي هذه المهلة بحلول الثاني من مايو المقبل، فبعد هذا التاريخ يبدأ العالم بانتظار النتائج الإيجابية التي سوف تروض هذا النظام بتجفيف مصادر دخله التي توظف فقط في مشروعات سياسية هدفها زعزعة استقرار المنطقة والعالم ونشر الأزمات وتبنيها.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة