كتب الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم تغريدة طارت بها الركبان قال فيها "ليس هذا مستوانا".
كتب الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم تغريدة طارت بها الركبان قال فيها "ليس هذا مستوانا" حيث أغضبت صورة نائب رئيس الدولة في الإمارات، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وعلق عليها في حسابه بتويتر: "ليس هذا مستوانا".
هذا الفارق هو الذي جعل القصة البحرينية تموت حتى محلياً، ولا أحد يعلم أننا نملك الشفافية ولدينا تقارير تقييم على أعلى مستوى، ولكننا نجهل كيف نسوق تقاريرنا، لذلك يذهب تعب أجهزة تقييمنا هباء منثوراً، بينما القصة الإماراتية تنتشر دولياً، ويشاد بأجهزة التقييم والمتابعة فيها.
ونشر الشيخ محمد بن راشد صورة قال إنها وصلته عبر "متسوق سري" عن "مستوى الخدمات في بريد الإمارات".
وعلق على الصورة: "ليس هذا مستوانا.. ولا خدماتنا.. ولن يكون ضمن فريقي من يستمر في تقديم هذا المستوى".
وفي تغريدة ثانية، ألحقها بالأولى، كتب الشيخ محمد: "أرسلنا فريقاً للتحقق من مستوى خدمات بريد الإمارات في أحد مراكزهم.. عاد الفريق بهذا التقرير.. أضعه أمام الجميع بكل شفافية.. وأقول لجميع من في الحكومة.. لن يمر شيء دون متابعة بكل شفافية".
وجاء في التقرير: إن "مدة انتظار المتعاملين كبيرة لإنجاز الخدمات، ولم يتم تصميم الخدمات بناء على دراسة احتياجات المتعاملين، وإن الطاقة الاستيعابية لا تتناسب مع عدد المتعاملين".
السؤال لماذا حظي هذا الموضوع بكل هذا الاهتمام الإعلامي داخل وخارج دولة الإمارات؟
هذه حالة يجب أن تدرس إدارياً وإعلامياً
أولاً لأن المعالجة الإعلامية كانت ذكية عصرية
فهناك "أخطاء" وهناك "إقرار" بها وهناك نشر علني لها.
للمقارنة نحن أيضاً نعترف بأخطائنا (تقرير هيئة ضمان جودة التعليم) مثال ينشر سنوياً ونشر قبل أيام وبه درجة كبيرة من درجات الشفافية، ولا يقل أبداً في جودة محتواه المهني عن التقرير الذي نشره الشيخ محمد بن راشد للجنة التي أرسلها لبحث أوجه القصور في مؤسسة البريد، وكذلك التقارير التقييمية البحرينية الأخرى التي تضع مستوى أداء الجهات الرسمية أمام القارئ بمنتهى الشفافية وتنشر أيضاً في الصحافة، حتى تلك التي أجرتها هيئة تنظيم الصحة، وبها إقرار بالأخطاء الطبية، وقائمة في تقييمها على معايير دولية، و كذلك تقارير هيئات أخرى كتقرير ديوان المظالم الخاص بنزلاء هيئات الإصلاح (السجون)، السؤال.. لماذا إذاً لا تحظى بالاهتمام الإعلامي المحلي والدولي؟
أولا شتان بين منصة نشر القصة الإماراتية وهي حساب رئيس الوزراء الشخصي، واحسب أنت عدد متابعيه، أما منصة القصة البحرينية فقد كانت الصفحات الداخلية لصحفنا المحلية التي حتى القارئ البحريني لا يقرأ غير عناوينها، ولا يكمل بقية القصة، وعناويننا وما أدراك ما عناويننا!! هذا الفارق هو الذي جعل القصة البحرينية تموت حتى محلياً، ولا أحد يعلم أننا نملك الشفافية ولدينا تقارير تقييم على أعلى مستوى، ولكننا نجهل كيف نسوق تقاريرنا، لذلك يذهب تعب أجهزة تقييمنا هباء منثوراً، بينما القصة الإماراتية تنتشر دولياً، ويشاد بأجهزة التقييم والمتابعة فيها.
ثانياً وهنا يكمن بيت القصيد والأهمية القصوى؛ تابع الجمهور الإماراتي والبحريني وجميع العالم رد فعل الحكومة الإماراتية الفوري والمعالجة السريعة والحاسمة لأوجه القصور، في نفس الوقت الذي نشرت فيه القصة حين قال «لن يكون ضمن فريقي» هذه العبارة القصيرة شكلت الفارق، انتهى.. جفت الأقلام وطويت الصحف، فالقصة لا تنشر إلا والمعالجة جاهزة قبل النشر حتى يكون للنشر معنى وقوة تأثير، هذا هو الفارق الثاني.
هكذا تضرب العصافير بحجر واحد، وهكذا يسوق للأداء الحكومي وتسوق الدولة ككل.
قس على هذه الحالة العديد من نجاحاتنا وإنجازاتنا الصامتة وتعبنا المهدور وجهدنا الضائع... تعبنا ونحن نقول آآآآآآآآه يا بحرين.
نقلاً عن "الوطن البحرينية"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة