«رود رانر» و«كويوتي».. أحدث أسلحة البحرية الأمريكية لقتل المسيرات

تعمل البحرية الأمريكية على تعزيز دفاعات حاملات طائراتها باستخدام صاروخين اعتراضيين متطورين وقابلين لإعادة الاستخدام.
الصاروخان هما رود رانر-إم الذي تنتجه شركة أندوريل وصاروخ كويوتي بلوك2 الذي تنتجه شركة رايثيون، بحسب موقع بيزنس إنسايدر. ويتم إطلاقهما من المدمرات الأمريكية طراز آرليغ بيرك التي ترافق حاملة الطائرات يو إس إس جيرالد فورد خلال نشرها بالشرق الأوسط.
وجرى تصميم هذين النظامين لمواجهة التهديدات الجوية المتزايدة، خصوصًا الطائرات المسيّرة التي يستخدمها المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران في اليمن. وتعمل الصواريخ كأنظمة اعتراض آلية، يمكنها البقاء في الجو أثناء وجود المجموعة القتالية في منطقة التهديد، ثم التوجه بسرعة نحو الأهداف المكتشفة، مما يقلل بشكل كبير من زمن الاستجابة.
تأتي هذه الأنظمة ضمن جهود البحرية لمواجهة "مشكلة التكلفة"، حيث تحاول خفض تكلفة الدفاع مقارنة بتكاليف الهجمات التي يشنها الخصوم. ورغم أن صواريخ رود رانر-إم وكويوت أغلى من ترسانة الحوثيين، إلا أنها توفر تكلفة أقل بكثير مقارنة بالصواريخ الاعتراضية التقليدية.
كويوتي بلوك2
يُعتبر صاروخ كويوتي بلوك2، الذي تبلغ تكلفته 125,000 دولار للوحدة، أحد أبرز الخيارات الجديدة.
ويتميز هذا الصاروخ، الذي تُنتجه شركة رايثيون، بقدرته على تنفيذ مهام متعددة كالاستطلاع والحرب الإلكترونية والضربات الدقيقة، بفضل حمولاته القابلة للتعديل.
يعمل الصاروخ لمدة تصل إلى ساعة بعد إطلاقه من حاوية صغيرة، ويمكنه اعتراض الأهداف على مدى 10 أميال، مدعومًا بمحرك صاروخي معزز وآخر توربيني يمنحانه تسارعًا فائقًا.
رود رانر-إم
أما صاروخ رود رانر-إم من أندوريل، والذي تبلغ تكلفته 500,000 دولار، فيجمع بين خصائص الصاروخ القابل لإعادة الاستخدام والطائرة المسيّرة ذاتية التحكم، مع إمكانية الإقلاع العمودي والمناورة السريعة، ما يسمح له بالتحليق في منطقة التهديد حتى يتم رصد الهدف، أو العودة إلى السفينة إذا لم يُعثر على هدف.
تركز البحرية الأمريكية على هذه الأنظمة كحل لـ"مشكلة التكلفة"، حيث تنفق مبالغ طائلة لصد هجمات منخفضة التكلفة.
فعلى سبيل المثال، تصل تكلفة صواريخ إس إم-2 التقليدية إلى 2 مليون دولار، وإس إم-6 إلى 4 ملايين دولار.
وقد أطلقت البحرية منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023 ما يقارب 400 صاروخ، بينها 100 من نوع إس إم-2 و80 من إس إم-6، لمواجهة الهجمات الحوثية، مما يزيد الضغوط لإيجاد بدائل أكثر استدامة.
كما خضعت مجموعة حاملة الطائرات يو إس إس جيرالد فورد القتالية لتدريبات مكثفة في البحر الأحمر لمحاكاة سيناريوهات التصدي للطائرات المسيّرة، كجزء من استعداداتها للنشر في الشرق الأوسط.
وأكد الكابتن ديفيد دارتز أن هذه التمارين ركزت على التعامل مع التهديدات غير المأهولة باستخدام أنظمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، في إطار تحوّل استراتيجي نحو تعظيم الكفاءة التكنولوجية.
وفي سياق التوسع في استخدام هذه التقنيات، اشترت وزارة الدفاع الأمريكية 500 صاروخ من نوع رود رانر-إم بقيمة 250 مليون دولار، بينما يُستخدم صاروخ كويوت ضمن نظام مكافحة الطائرات الصغيرة والبطيئة.
وقد أكدت البحرية نجاح اختبارات كلا النظامين في البيئات البحرية رغم تصميمهما الأصلي للعمل فوق اليابسة، مما يعكس مرونة في التكيف مع التحديات الميدانية.
إلى جانب الصواريخ، تبحث القوات البحرية عن حلول مستقبلية مثل أنظمة الليزر، التي بدأت بريطانيا نشرها على بعض سفنها. ورغم التحديات التقنية التي تواجه استخدام الليزر في البحر، فإنه يقدم إمكانية تحييد التهديدات بتكلفة رخيصة للغاية بعد التثبيت، مما قد يشكل نقلة نوعية في موازين القوى.